متاهة الضباب

122 13 2
                                    

............................................................................

كورنيليا

تركض بسرعة خيالية ونبضات قلبها تزداد،  تعثرت في العديد من المرات وسقطت في الأخرى.

كانت البرودة تزداد كلما تقدمت  أكثر عبر دهاليز الزنزانة  الكثير من الجماجم المتناثرة، وحتى رؤوس لم تتحلل بعد رائحة العفن القاتلة، وهواء الموت.

  كانت تشعر بشيئ غريب جدا منذ أن فتحت عينيها شيئ أشبه  بالقوة الكامنة ، حتى ان سرعتها ازدادت كثيرا ولم يسبق لها أن جرت بهذه السرعة من قبل أو شعرت بهذه القوة أيضا .
الفضول كان ينهش عقلها حول الساحر الذي ساعدها في الزنزانة تتسائل عن عدم خروجه رغم قدرته على ذلك .

رأت  أخيرا في نهاية  الممر نورا فارتسمت إبتسامة الخلاص على شفتيها .
لطالما كانت تنظر للنور على أنه شيئ بسيط لكن بعد تجربتها هذه لا لم تعد تفعل البتة،  الجو داخلا أشبه بالقبر.

خرجت تركض بأقصى سرعتها ونظرا للظلام الشديد الذي كان منسدلا لم تنتبه لوجود منحدر في نهاية الممر.

وضعت قدمها في الهواء وسقطت تتدحرج فوق شيئ بارد أدركت فورا بأنه ثلج،  لحسن حظها لم تسقط فوق شيى أخر والا لكانت تعرضت لإصابات قد تمنعها من المضي قدما لا زالت تحتاج قدماها .

نهضت من الأرض تنفض الثلج من عليها  قبل أن تستوعب .
لازلنا في نوفمبر لما الثلج وبهذه الكثافة  أيضا  وشيئ اخر لما لا أشعر بالبرد؟  غريب .تسائَلَت .

كل ما رأته كان الثلج على إمتداد البصر لا بيوت ولا أضواء فقط الثلج والظلام والغموض يجول بينهما .

قررت أن تنطلق في الظلام وتحاول الهرب فالوقت يمضي .
عندما حاولت المشي لم تغص قدماها في الثلج بل بقيت فوقها إستغربت كورنيليا من الأمر كون ان الثلج طري وبهذا في العادة قدماها كانتا ستغوصا فيه لكن لا لم تفعل. استغربت كورنيليا الأمر كثيرا وانطلقت تكمل مسيرها وملايين الأسئلة تجول في زوايا عقلها بكل حرية وتجثم على صدرها كشبح الموت .

شيئ جيد أن قدماها لم تغوصا في الثلج لأنها كانت تركض بسرعة أكبر وكأن الثلج يعلن خضوعه لها .

توقفت لبرهة تلتقط أنفاسها والثلج لا زال على امتداد بصرها لا حياة في المكان تماما لا أصوات سوى صوت أنفاسها تخرج دافئة وسط نفحات برد الشتاء هناك .


واصلت تقدمها وكلما كانت تتقدم أكثر كان الضباب يلتحف من حولها في البداية لم تنتبه لكنه أصبح كثيفا جدا  ولم تستطع الرؤية البتة، أحاط بالمكان من كل الجهات.  توقفت في مكانها ونبضات قلبها تشعر بها في حلقها. ضباب كثيف و ثقيل  على مد البصر  بسط أمامها.
قبل أن تسمع صوت صرخات إنقبض لها قلبها صوت صرخات بشعة قوية اخترقت أذنها بحدة كأنها سكاكين .
وضعت يديها على أذنها تحاول كتمها  بقدر استطاعتها  تنظر في كل الجهات محاولة معرفة مصدرها  صوت لم تسمعه من قبل أبدا أشبه بمخلوق ما يتعذب .

كورنيليا                          حيث تعيش القصص. اكتشف الآن