الفصل الرابع ج٢
هل هذا هو قلبه؟!
هذا الذي يضخ الدماء الاَن بخفقان متسارع ولا يتوقف ابدا عن التوتر في انتظار من يطمئنه عليها،
هل هذا هو قلبه؟!
من شعر بتوقفه فور رؤيتها ملقاة على الأرض بلا حول لها ولا قوة،، والدماء تسيل منها، كبركة صغيرة تتوسع حولها، تنذر بخروج الروح الى بارئها، ليحملها على الفور دون انتظار، ثم يركض بها نحو مقر الوحدة الصحية في وقت متأخر يقترب من الفجر.هل هذا بالفعل قلبه؟
هذا الذي ظن انه مات منذ سنوات لا يذكر عددها، حتى أصبح لا يشعر ولا يتنفس هواء طبيعا كباقي البشر،هذا الذي خدغه بزيف كرهه لها، بعدما فاض به من عنادها وتجاهلها له.
من به القدرة لفهمه الاَن؟ لا أحد يستطيع فهمه، لا أحد يستطيع فهم العلاقة المعقدة بينها وبينه،
علاقة رجل من فرط حبه كان جفاءه.... كان ظلمه... كانت غيرته!...... نعم، هي الغيرة العمياء، من
جعلت احمقًا مثله يضغط بكل قوته، حتى لا يعترف بضعفه، يتخلى عن كبرياءه، ويعترف بعشقه لها، غيرة أحرقت قلبه حتى أصبح يحقد على من تسبب في بعده عنها ، من استولى على اهتمامها، من استغنت به عنه وعن الجميع، حاز على حبها الاعظم، ليزيحه من الصورة، ويحل هو بديلا له، كان ابنه من دمه ولكن بالنسبة اليه، كان غريمه! ابدًا لم يكرهه،، ولكن كان يحقد عليه، لاستئثاره بحب الجميع، وأولهم هي .- الست سليمة عاملة ايه يا فايز؟
صدر السؤال من مسافة قريبة جعلته يستفيق من شروده لينهض عن مقعده في الانتظار، يستقبل غازي الدهشان، والذي أتى مهرولًا فور سماعه بما حدث،- ايه اللي حصل؟ وايه اللي جرا ؟ انا مش فاهم حاجة.
قالها غازي في تعبير واضح عن غضب امتزج بارتياعه على المرأة التي يحمل لها مشاعر معزة بغير حدود ، وكان رد فايزة بزفرة معبأة بإجهاده:- جوا مع الدكاترة، محدش طلع لسة طمني عليها
حدق ببه غازي مستغربًا حالته، ليسأله بتشكك:.- وانت كيف جيبتها؟ مين اللي بلغك باللي حصل عشان تروح تنجلها ع المستشفى في الوجت المتأخر ده؟
تحمحم فايز يجلي حلقه بارتباك ليجيب بنصف الحقيقة، بأنه كان يسير عائدًا من سهرته مع أحد الأصدقاء قريبًا حينما سمع بصوت الطلقة النارية من منزلهم، ليركض على الفور يستطلع الأمر ويرى ما بها، قبل ان يأتي بها إلى هنا،
اما عن الحقيقة كاملة فهو حينما سمع بصوت الطلقة النارية كان داخل المنزل بالفعل، بعدما ترك شربات ودلف بمفتاحه برغبة مجنونة قاصدًا رؤية سليمة في هذا الوقت، أو حتى مراقبتها وهي نائمة، كما حدث سابقًا قبل ذلك ليته قدم دقيقتين، ربما لحق بمن فعل بها ذلك، لكن من يعلم، قد يكشف هوية الفاعل غدا
❈-❈-❈
- اه يا راسي.
غمغمت تأن بوجع الأخيرة، وهي تخرج من غرفتها بعدما استيقظت اخيرًا من غفوتها، وقد باتت ليلتها في البكاء بعد تركه لها بقسوة ليست غريبة عنه، وجدت اكبر ابناءها جالسًا بوسط الصالة ممسكًًا بالمتحكم بالقنوات، يقلب بها، يرتدي زي الخروج.
أنت تقرأ
ميراث الندم الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروح
ChickLitوضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما لم تحسب حسابه هو أن تقع اسيرة بين يديه، وقد اغراه الطمع في فتنتها، يريد الاستئثار بها ، يختلق الحجج و...