___
كيف ليان تفهم بقلبها قبل عقلها ، وكيف ان مناهل تفهم الي ودّها بس ، تنهد وناظر ليان وللحين في باله لقاءها مع بدر ، ما ودّه ابداً يخلف بوعده لبدر ولا ودّه تستمر حياة ليان بدون اخوها ، لو فرضاً شاءت الاقدار ما يجلسون مع بعض وكل واحد بطريقه ما ودّه ليان تبقى لحالها بدون سند لها ، ناظر سعود ؛ روح للحديقه العب .
هز راسه سعود بالايجاب وطلع ، ناظرها بهدوء ؛ ما ودك تقابلين اخوك ؟
سكنت ملامحها بذهول من ان فهد عرف بحقيقة غيث وعلاقتها فيه ، رفع حاجبه بذهول من صدمتها ؛ ما ودك تقابلينه ؟
بلعت ريقها ؛ اي اخو ؟
رفع حواجبه بذهول ؛ كم عندك اخ انتي ؟
رجفت يدينها وشد هو على كفها ؛ اهدي ، اسألك ما ودك تقابلين بدر اخوك ؟
وقفت الدنيا كلها من حولها وهمست هي ؛ بدر ؟
هز راسه فهد بالايجاب ؛ طلب مني اني اخليك تشوفينه ، واضح انه ندمان !
ضحكت بسخريه ؛ ندم بعد سنين ؟ وش جاب ذكراي له وهو ناسيني ؟
رفع حاجبه لها ؛ اخوك ما اقدر اقولك قابليه غصب ، لكن اعطيه فرصه وشوفي مبرراته .
قامت من على الطاوله بهدوء ؛ ما ظنتي في شي يبرر افعاله معي .
مسك كفها بهدوء عقلاني ؛ بعيداً عن علاقتنا ، فرضاً لو طلقتك مين بيكون عندك ؟ مين بيكون سندك ؟
رفعت حاجبها بهدوء ، ودّها تقول عندي غيث يكفيني لكن عجز لسانها ينطق ؛ ما احتاج سند احد انا لحالي اساند نفسي .
طلعت فوق بهدوء تصعد لغرفتها ، ولا تنكر انها متوتره ، ودّها تقابله ودّها تشوفه ودّها تسمع صوته ، رغم الاوجاع الي كانت بسببه الا انها حنّت له بالنهايه هو يبقى اخوها الكبير ، اشتاقت وحنّت لغيث ، تمنت لو انه هنا يساعدها يفهمها ، يوضح لها انها ما راح تخسر شي لا قابلته او اعطته فرصه ، بلعت ريقها انزل مع الدرج ، وناظرت الصاله ما كان موجود فيها ، دخلت المكتب بهدوء وناظرته على جهازه ورفع عينه عليها وعلى دخولها ، بلعت ريقها هي ؛ هو الي زوجني لك صح ؟
رفع حاجبه لها بهدوء ؛ ولي امرك واكيد .
فركت يدينها بتوتر ؛ عادي اقابله ؟ بشوفه .
ابتسم فهد وهز راسه بالايجاب ؛ حقك !« بيت بدر »
من لحظة ما اتصل عليه فهد وبلغه انه بيجي وبتجي هي معه ، وهو التوتر يرتجف داخله ، الخوف من انها تصدّه ، والخوف من انها تجرحه وتعاتبه ، يعرف انه حقها وابسط حقوقه عتابها عليه ، سنين انحرم منها ولا يدري عنها وظنّه كله انها ميته ولا هي على الدنيا ، في اللحظه الي عرف فيها انها عايشه زوجها فوراً ، ناظر هنادي الي دخلت وابتسمت هي ؛ اعترف انك تحبها للحين .
تنهد هو ؛ اختي الصغيره هي بحبها لكن الدنيا خلتني عليها .
غمض عينه من سمع صوت الجرس معلن جيتهم ، طلع من جناحه بنزل مع الدرج ، وفتح الباب بهدوء ، كان فهد لحاله او بالاصح ليان خلفه لكنّها ما قوت ترفع عينها تشوفه ، لانت ملامح بدر بهدوء ؛ ما جات هي معك ؟
ابتسم فهد بهدوء من سمع صوتها من خلفه ؛ بدر !
ما يدري كيف دخل قلبه الانشراح من سمع صوتها ، من سمعت رجفتها الواضحه بنبرتها ، ابعد فهد لجل بدر يشوفها وانشرح قلب بدر من شافها ، صارت ملامحها اكبر من اخر مره هو شافها ، رفعت راسها تناظره ، تناظر غرابيل الدنيا بوجهه ، الشيب الي طغى عليه ، وابتسم هو ؛ ارحب فيك ولا اهلّ دموع الشوق لشوفك ؟
ما قدرت تخفي خوفها ولا وجعها منه ، وناظرت بفهد ، وهز راسه فهد لها ، ودخلت هي وكان على وشك بدر يمسك كفها الا انه ابعدت بهدوء ، ما قدر يلومها على حركتها وهو بعد سنين ظلم عيشها فيه يبي منها تمسك كفه ، دخلت المجلس بهدوء وناظرت ميهاف الي جالسه على الكنب وتشرب قهوتها ، ابتسمت ليان بوجهها من شافتها ركضت له تضمّها ، وابتسم بدر على هاللقاء ، من كانت ميهاف بعمر صغير هو كان يحاكيها عن ليان يخليها تشوف صورها لدرجة ان ميهاف تعلقت بليان بدون اي لقاء او موقف بسيط يجمعها ، تعلقت فيها من كلام ابوها ؛ عمتي ليان .
ابتسمت ليان تناظر بدر ، ولا غاب عن عينها الشوق الي ترجمته له نظرات عيونه لها ، جلست هي وبجنبها ميهاف ، وجلس فهد بجنب ليان ، وجلس بدر مقابل لهم وعينه على ليان ، رفعت ليان نظرها لفهد بتوتر ؛ اقدر اكلمه لحالي ؟
ناظرها فهد وهز راسه بالايجاب ، وناظر بميهاف ؛ عندي هدايا بسيارتي ، تجين تساعديني ؟
ناظرت ميهاف ابوها وهز راسه بالايجاب بمعنى روحي ، وطلعت هي وكفها بكف فهد ، وتسكر الباب خلفهم ، ناظر بدر ليان ولا هو قادر يتكلم او يفتح موضوع معها ، مو قادر يحط عينه بعينها ، ولا له وجه ابدا يجلس معها عقب السنين الي عاشته هي لحالها بدونه ، بلع ريقها يناظرها ؛ اقول انك بخير ؟ اقول كيف حالك ؟
ناظرته بهدوء ؛ تسأل عن حالي الحين ولا قبل سنين ؟ لان في فرق .
بلع ريقه بصعوبه ؛ الحين وقبل سنين .
رفعت اكتافها بهدوء ؛ الحين اقولك بخير لكن مو دايم ، وقبل سنين ما كنت بخير ابداً ، كيف اصير بخير واخوي ولد امي وابوي تركني لدنيا لحالي ؟
تنهد بدر بندم شديد ؛ اعرف كلمة اسف لا تودي ولا تجيب ، بس سامحيني ، ما عرفت بغلاك عندي الا بعد ما قالوا لي انك توفيتي بحريق بالعماره ، ومن بعدها وانا لا ليلي ليل ولا نهاري نهار .
ناظرته بسخريه ؛ قالوا لك توفت بس ما شفت جثتي على اي اساس صدقت ؟
رفع اكتافه بعدم معرفه ؛ غباء رخامه ، لاني حمار ما ركزت ، بس سامحيني .
ناظرته بهدوء ؛ اسامحك على وش ؟ في كثير افعال ضروري اسامحك عليها بدر بس قلي وش ؟ اسامحك لانك ظلمتني ؟ حملتني موت امي وابوي وانا صغيره ما ادري عن شي ، ما جيت عندي وراعيت مشاعري اني طفله صغيره ماتوا اهلها قدام عينها بطريقه بشعه ، اسامحك لانك ما كنت خير الاخو ولا راعيت حقوقي ؟ اسامحك لانك خليتني بين الشوراع امشي لحالي ؟ اسامحك لانك خليتني انسى دراستي واتوظف بس علشان اجيب كم ريال اساعد فيه نفسي ؟ اسامحك لانك كنت تعذبني ؟ اسامحك لانك ما اهتميت اني موجوده على الدنيا او لا ؟ اسامحك لانك زوجتني بدون علمي ؟ قولي بدر على وش اسامحك ؟
غصبً عنه نزلت دمعته من عتابها الي فج قلبه نصفين ، جلس على ركبه مقابل لها ماسك كفوفها ؛ سامحيني والله يا ليان اني رخمه وقليل مروه على الي سويته ، ادري اني غلطت ادري اني ما كنت لك خير الاخو بس سامحيني ، الايام ما اضمنها يا ليان ما اضمن ايامي اعيش لبعدين ولا اموت اليوم ، سنيني الي مضت كلها ودمعتي ما نشفت على مخدتي كل ليله ، ادعي يارب ترحمها يارب انك تغفر لي على اللي سويته معها ، مره وحده الي دعيت فيها انك ترجعين على الدنيا واصير لك خير الاخو اعوضك عن الي مضى ، وربي حقق دعوتي ، خلاني اشوفك من بعد سنين ، وعلى زواجك والله والي خلقني اني ما وقعت الا اني ابي رضاك كنت بقدم لك بس شي تقدرين تفهمين اني اسوي لك كل شي تبينه ، فهد بنفسه قالي انك ما ودك تشوفيني قالي يا بدر سو شي علشانه وابسط شي تسويه توقع على عقد زواجها وتعطيها الحياه الي هي تتمناها ، ما وقعت الا اني ابيك تعيشين حياتك بسعاده ، سامحيني انك كانك تعزين ابوي ولو شوي تسامحيني ، خلي ايامي وايامك تجمعنا ياليان ، يا بنت امي وابوي .
ناظرته بهدوء ، ومن دموعه هي نزلت دموعها ، وهزت راسها بالنفي ؛ عجزت تدري ؟ طول السنين الي مضت وانا عجزانه انطق بلساني يارب تسامح بدر ، عجزت اقولها تدري ؟ يمكن لانك ما تركت لك بقلبي شي يشفع لك يا بدر ما تركت غير الكرهه ، بس اقول شي يمكن يسعدك ، ما عمري كرهتك ممكن اكون زعلانه بس مصير الزعلان يرضى صح ؟
ابتسم هو غصبً عنه من كانت تحاول توصله انها بترضى لكن بعد تفكير ، وهز راسه بالايجاب ؛ عطيني فرصه والله والي خلقني ما اخليك مره ثانيه ، بس عطيني فرصه وحده ياليان فرصه وحده !
عضت شفايفها بشوق ؛ تتذكر وقت كانو يقولون ليان ما تقدر تسولف بدون بدر ؟ تتذكر وقت يقولون بدر يترك جلسة العيال لجل ليان ؟
هز راسه بالايجاب ودموعه تنهمر بعدم استطاعه منه ؛ اتذكر اتذكر كل تفصيل بيني وبينك ، اتذكر كل شي بس سامحيني ، لا تخليني اموت وانا ما عشت باقي ايامي معك .
همست له بهدوء ؛ غيث ! حتى انك نسيت غيث !
رفع عينه عليها بهدوء ولا غاب عن عينها كيف صدمته ؛ غيث !
هزت راسها بالايجاب ؛ اخونا غيث حتى هو نسيته ؟
هز راسه بالنفي بهدوء ؛ ما نسيته لكن ما جمعتنا المحبه .
هزت راسها بالنفي ؛ تدري اني عرفت وش معنى يكون عندك اخ كبير يا بدر ، عشت الشعور معه هو ، هو عوضني عنك تدري ؟
هز راسه بالنفي ؛ تكفين يا ليان تكفين لا تقولين لي كذا ، ادري غلطت وادري عذبتك وادري اني رخمه بس سامحيني .
لا شعورياً هي قبّلت راسه ، ودّها تسامحه ، حتى هي ما تضمن حياتها ، ما تضمن ايامها تعيش لبعدين ، ودّها تسامحه وترتاح وهو يرتاح ، ما عاد لها حيل تحارب الدنيا ، لا شعورياً هو وقف يضمّها لصدره ، وقبّل راسها بكل شوق وندم ؛ سامحيني ياخوك سامحيني يا بنت فيصل !
ابعدت بهدوء عنه وابتسمت له ؛ طيب اقولك اني سامحتك ، بس توعدني نكون عيال فيصل صدق ؟ اخوان ما نبعد عن بعض ؟
هز راسه بالايجاب يضّمها ؛ اخوك لو الدنيا وقفت في وجهك ، ما انساك ولا اتركك ياليان ، عيال فيصل الحين وبعدين .