الفصل الأول

475 25 21
                                    

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحب أشارك أولى رواياتي قرط الملكة
هي قصيرة اوي ممكن توصل لخمس أو سبع فصول، يعني تعتبر رواية قصيرة أو قصة.

تسللتْ ببطء و هدوء في هذا الظلام إلى درج شقيقتها لتفتحه و تنتقي منه القرط الأحمر الرقيق شكله شكل فراشة جميلة، عندما رأته ذلك الصباح استأذنت شقيقتها استعارته انتفضت-حينها- بذعر،و رفضت رفضًا قاطعًا على غير المعتاد، ففي كل مرة تود استعارة شيء منها كانت ترفض في البداية و مع بعض الجدل و الإلحاح توافق في نهاية المطاف، و أحيانًا أخرى ترفض كانتقام منها على شيء بها فعلته أختها فتأخذه دون علمها، لكن رفضها تلك المرة بدا غريبًا مع تلك الانتفاضة، توقعتْ أنه من صديقة عزيزة عليها لا تود إضاعته، ستحافظ عليه على أي حال، ثم منذ متى كانت موافقة شقيقتها على استعارة أغراضها شرطًا لاستعمالها؟ ليس ذنبها أن شقيقتها تملك ذوقًا جميلًا في الملابس و الاكسسوارات. وقفت أمان مرآتها في تلك الساعة المتأخرة من الليل بعدما ارتدت الفستان الذي يتناسب مع القرط لتجربته، ارتدت القرط ثم ضغطت عليه لتثبته. ما حدث لم يكن متوقعًا، فبمجرد ما ارتدت القرط أطلق وهج غريب استحال تدريجيًا  إلى ضوء ساطع أغمضتْ عينيها من شدته، لتفتح عينيها بعد برهة و تصدم مما تراه.
                             ∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆

في اليوم التالي، الساعة الحادية عشر صباحًا
لفتْ الغرفة جيئة و ذهابًا مئات المرات منذ الصباح و قد استبد بها القلق، حاولتْ الاتصال بأختها "زينة" مرارًا علها تجيب و تبدد شكوكها، و كالعادة يحدث كل شيء على عكس هوانا لم تتلقَ الرد، قال شقيقها "آدم"، الأخ الأصغر، في تذمر:
- ألا تجدين مكانًا تمارسين فيه رياضة التوتر تلك بعيدًا عن أمام التلفاز، أريد المشاهدة.
همستْ و هي تحاول للمرة التي لا تعرف عددها في الاتصال بأختها:
- ردي يا "زينة"
قال "آدم" في تهكم:
- ماذا سرقت منكِ اليوم؟
لاحظ أن "زينة" قد نزلتْ مبكرًا اليوم على غير العادة فسأل:
- أين هي بالمناسبة؟
تحاول التكتم على ما توصلت له من شكوك لكنه يستفزها بأسئلته، لذلك قالت و هي ترفع شعرها المجعد المنفوش عن وجهها ذي البشرة السمراء:
- سأخبرك، قد تبدو لك هرطقة أو ربما تظن أنني جننت لكن هذه الحقيقة.
قال:
- لا تقلقي
كادت ملامحها أن تطمئن قبل أن يكمل:
- أعلم أنكِ مجنونة و أن كلامكِ كله هرطقة منذ زمن، ليس شيئا مفاجئا.
ردت في حنق:
- ليس هذا وقت استعراض حسك الفكاهي الآن.
تحولت لهجتها للحزم قليلا:
- اصمت و اسمع
أردفت تقص عليه الأمر:
- منذ عامان تقريبًا ابتاعت صديقتي قرط يقال عنه أن فيه سحر أو ما شابه من باب التسلية، كان القرط فرد واحد، فأخبرتكم أنني سافرت أسبوع مع صديقتي، في الحقيقة لم أسافر إلى مكان نعرفه، ليس في مصر بالتأكيد، فأنا لم أسافر بالسيارة أو الطأئرة بل سافرت بالقرط!
توقفت لبرهة ثم أكملتْ مفسرة:
- ارتديتُ القرط قبل صديقتي، فسطع منه وهج غريب قوي تحول إلى نور ساطع، و وجدتُ نفسي في أرض أخرى، عرفتُ بعدها أنهم يستعملون الاكسسوارات في التنقل، أعلم أن ما أقوله قد يجعلك تظن أنه هذه قصة أطفال أو ما شابه، لكن أقسم لك أنها الحقيقة، حاولتُ الرجوع باستخدام القرط مرارًا، كل المحاولات باءت بالفشل، إلى أن بطريقة ما استطعتُ أن أحصل على الفرد الثاني من القرط، حينها عدت.
ربطت قصتها ب"زينة" بسهرية ممتزجة بالسخط من أفعال أختها:
- علاقة ذلك ب"زينة" هو أنها رأته بالأمس و طلبت مني استعارته، رفضتُ بشدة، و أنت تعرف "زينة"، كم يحلو لها سرقة الأشياء.
أفرغت ما بجعبتها و نظرت لتستشعر رد فعله فوجدته فاتحٌ فاه ببلاهة، بعد لحظة من الصمت هز "آدم" رأسه و قد استعاد تركيزه فقال يسأل بحيرة:
- أتؤلفين فيلمًا أو روايةً ما؟
ردت في عصبية:
- إنها الحقيقة!
قال ساخرًا:
- اوه، نعم أنتِ تروين قصة عادية تمامًا تحدث كل يوم و يجدر بي تصديقها بسهولة.
- إن عادت اليوم ستكون أنت على حق و إن لم تعد فسأكون أنا على حق، و كم أتمنى ألا أكون.
أومأ "آدم" في استهانة و بقيت "ياسمين" تدعو ربها أن يكون "آدم"
                             ∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆

قرط الملكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن