part 11

297 28 1
                                    

شمس عنيدة تخترق النافذة المفتوحة لتملئ الغرفة بأشعة دافئة وينساب الضوء بلطف عبر الستائر الرقيقة تتأرجح برقة مع نسمات الهواء العليلة ... كانت النباتات التي تزين الغرفة تمتص النور وتتناثر برائحة منعشة صباحية تملئ الغرفة بالإنتعاش و النشاط ليوم جديد

إستقام أدريانو للجلوس و كان لازال نصفه نائما ... تأمل المكان الذي هو فيه

وأدرك فجأة أنه ليس في غرفته

لقد أمضى الليلة في غرفة لونا

لكن أين هي الأن ؟

كانت هناك حركة في المطبخ تمتزج مع رائحة الفطائر الحلوانية بنكهة الموز و التفاح المسكر

و بسرعة أبعد اللحاف عنه مغادرا السرير ...قبل أن يستسلم للنوم مرة أخرى ... وبسرعة توجه إلى الحمام و غسل وجهه

كان يتأمل نفسه في المرٱة ...و كان الضوء الأبيض يبرز تفاصيل وجهه بدقة

كان شعره الاسود الفاتح ينسدل على جانب وجهه في خصلاته المتناثرة ...و عيونه الرمادية غامقة تعكس عمق تفكيره و إنتباهه

ورموشه الطويلة كانت ملامح وجهه منحوتة بدقة ...وسيما لم تكن أبدا كلمة كافية لوصف جماله ... وبسرعة مرر أصابعه الطويلة على شعره المبلل وهو يتذكر ليلة البارحة وقد إرتسمت إبتسامة جذابة على وجهه

لايزال يتذكر وجوده معها في غرفة واحدة ...ويشعر بحضورها و يشم عبير جلدها المسكر

كان ذلك أكثر مما بإمكانه تحمله

لقد سمع كل نفس ناعم أخذته... وشعر بكل نبضة من نبضها العذب

لقد كان سعيدا بقدر ما كان خائفا...خائفا من أن يستسلم للحظة من أن يفقد السيطرة على مشاعره ...فجأة تذكر تلك اللحظة الجهنمية التي عاشها مع والده وهو يقبل إمرأة أخرى في غرفة نومه ....رفع قبضته و كاد أن يكسر مرٱة الحمام لكنه تراجع بسرعة وحمل نفسه و خرج من الحمام يجره الغضب و الإنفعال

فهو يشعر بالإختناق الأن و لم يعد المكان يسعه

أوقفه صوت مايزي وهي تناديه

- أدريانو

كانت مايزي تتحرك بنشاط حول مائدة الفطور مثل نحلة تجمع الرحيق

قالت فور أن دخل أدريانو إلى المطبخ بخطوات مترددة

- صباح الخير... أراك قد إستيقضت

تهاوى فوق الكرسي وفرك عينيه كي يستعيد رشده

قال بخجل - صباح الخير سيدة مايزي

صمت قليلا مترددا ثم سأل - أوه... أين ذهبت لونا؟

أجابت - لقد ذهبت لتشتري الفطائر ... لقد أخبرتني انك تحبها مع القهوة أليس كذلك ؟

𝑱𝒖𝒔𝒕 𝒂 𝑭𝒓𝒊𝒆𝒏𝒅𝒔 |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن