الموت البطيىء .

403 19 20
                                    

التشابتر 'واحد '

_____________________

الزمن : قبل عام .

" اتفقنا على الذهاب للشرب معًا اليوم "

اومأت دون إجابة فلا مزاج عندي للرد عليها .

مالت تُجاهي و هي تبتسم بود " ما رأيكِ بالقدوم معنا ؟ ، لقد مرت مدة طويلة على اخر مرة شربنا بها معًا "

فركت صدغي و التفت لها اجيبها على طلبها
" اسفة ، ارغب بالبقاء وحدي اليوم " .

لم يسعني إلا أن الاحظ كيف قامت بقلب عيونها و كيف كانت نبرتها مُنفعلة " كالعادة! ، الا تُلاحظين انكِ تتجنبين البقاء معنا ؟ " .

" انا لا اتجنب البقاء معكم ، أنا فقط لا ارغب ."
تنهدت عندما أدركت أن صوتي كاد يرتفع ، ليس هي ، لا يحب أن أصرخ عليها هي .

" لا ترغبين ، لا ترغبين بالبقاء معنا.. معي ، فقط قوليها !" ضربت طاولتي و دون حتى أن تسمع تبريري ذهبت .

انا فقط .. مُتعبة لما لا تفهم هذا ، اهو امرٌ صعبٌ فهمه ؟ .

تنهيدة فرت مني ، ارغب بالعودة للمنزل .

______________________

جلست على الكرسي و انا اجفف شعري بالمنشفة ، لازلت افكر بكلامها ، لكنه اليوم.. هو اليوم الذي انفصلنا به ، الاسبوع الذي بدأنا و انتهينا به! ، يوم ابتعد و لم يعد .

تنهدت و نظرت للمرآة ، انظر لتلك الندبة الصغيرة قرب شفتي ، كان هو سببها ، أنها تذكرني به في كل مرة انظر للمرآة ، كل شيء يذكرني به ، كل كتاب و كل وجه يمر علي كل رائحة و كل نفس ، كل شمس و كل غروب كل صيف كل خريف كل إبتسامة كل عبوس كل جار كل شخص ، أنه يغزو العالم! .

وقف من مكاني و رميت المنشفة على الأرض ، و ارتدت الحذاء مقررة الذهاب للسوبر ماركت لشراء بعض الاشياء ، خرجت من المنزل في الطريق للسوبر ماركت ، أغلقت باب الشقة و نظرت لباب شقته ،
" لن يُفتح مرة أخرى .. هااه " رميت المفتاح وراء النبتة كالعادة و غادرت المبنى بخطى هادئة.

انظر للشارع بجمود ، اجدُ نفسي تموت ببطىء لكن بثبات ، منذ اختفى و انا اموت ، لا ابتسامة تزورني و كل نفس يخرج جمرا من صدري ، خطر في بالي سؤال واحد طرحه علي قبل أن يغادر ، " لو امكننا أن نختار من نحب ، هل كنتِ ستختارينني ؟" في ذلك الوقت لم اقل شيئا و شُّل لساني بسبب الخجل .

لكن الان ، لو يُعاد بي الزمن لأجبته بأنني سأحبه ولو امكنني التحكم بقلبي ، وقفت فجأة في منتصف الطريق ، رغبت برؤيته في كل لحظة في كل ثانية و عند كل نفس أخذه ، ايمكن للحبِ أن يجعل من انسان مجنون ؟ لم أكن أؤمن بهذا قبل لقائه ، لكن الان اصبحت انا المجنونة بسبب الحب .

أكملت الطريق بعد ذلك بعقل فارغ ، لا فكرة تدخل رأسي ، احاول البقاء فارغة حتى لا افكر به ، اه .. انا افكر به الآن بالفعل ، تجاهلت أفكاري و دخلت السوبر ماركت ، ابتسمت للسيد تسوباسا و دخلت اشتري بعض الكحول و المثلجات ، و .. بعض الشاي ؟ نعم .. بعض الشاي لا بأس به .

وضعت مشترياتي على طاولة السيد تسوباسا و هو قام بحساب المبلغ ، تناولت المال من جيب قميصي و ما كدت ادفع المال حتى قال السيد تسوباسا بنبرة هادئة حنونة افتقدت سماعها " ما لي اراكِ تذبلين ؟"
دُهشت و وسعت عيوني و انا انظر له بصمت ، ارتعشت شفتي و يدي بقوة ، و في محاولة يائسة لاخفاء بؤسي قلت بنبرة مرحة امازحه " هل أنا زهرة تذبُل يا سيدي ؟" .

ابتسم سيد تسوباسا ابتسامة مريرة و قال بنبرة يشوبها الحزن " اراكِ زهرة ، زهرة كانت شامخة واقفة حتى ذبلت بسبب فقدانها المطر " فقدت القدرة على النطق لأول مرة أمام السيد تسوباسا ، أكنت واضحة بأفتقاري للمطر ؟ لدرجة أن السيد تسوباسا لاحظ ذلك! ، لم اقل شيئا لكنني ابتسمت ، لا اعلم عما اذا كان وجهي يبدو غريبا لكنني دفعت ثمن المشتريات و غادرت السوبر ماركت بقدم ثقيلة تكاد تحملني و قلب يُمطر .

وصلت للحديقة العامة و جلست على الكرسي ، كانت الحديقة فارغة من الأطفال و فراغها جعلني أشعر بالوحدة رغم أنني وحيدة فعلا ، ربما انا الماضية كانت لتهاتف آنزو ، لكن أنا الحالية في خلاف معها ، لأن انا الباردة الخالية من الحياة لم تروق لها .

تناولت زجاجة من الشراب و فتحتها ، وضعتها بين شفتي و تجرعت منها ، لم أشعر بالزمن لكن كل ما شعرت به هو الفراغ و الدموع التي تنزلق من عيوني كل حين و اخر ، لاحظت أن الزجاجات التي اشتريتها قد انتهت ، لذا شتمت تحت انفاسي و عانقت ساقي على الكرسي ، "انا بائسة مثيرةٌ للشفقة" تمتمت ساخرة ، أنها الحقيقة .

ربما بالنسبة لفيودور لم أكن سوى شابة حمقاء واقعة بالحب معه ، تأمل منه بأن يحبها ، لكنه كان حياة لي ، كان هواء اتنفسه كان قلبي! .

___________

الزمن : الحاضر


-" و .. هل استسلمتِ عن المحاولة ؟"

ابتسمت بمرارة و قلت اجيب على سؤاله " أجل ، فلا امل لي برؤيته مرة أخرى .. في ذلك الوقت " .

-" همم ، بقولك لذلك .. هل التقيته مرة أخرى ؟" حرك القلم و نظر لي بجدية .

أنه فطن بشكل مزعج ، لعبت بأصابعي و انا أوجه نظري له و أجبته " أجل.. التقينا لكنه كان لقاء قصير " .

دون شيئًا ما على الملف بين يديه و سألني مرة أخرى
-" لذا قررت التوقف عن الموت ببطىء .. لانكِ التقيته ؟ ، اذا لم تريه مرة أخرى .. هل سنكون نقيم الجنازة الان ؟" .

نظرت للفراغ و قلت و انا ابتسم بمرارة واضحة " من يعلم.. ربما.. و .. أؤمن أنه لم ينقذني ، لكنه تركني لأموت مرة اخرى بشكل مختلف ، لكن السبب واحد! ، فقدان الزهور للمطر ، هو كان المطر الخاص بي " .

__________

اذا ما كنت لديك اية اراء
يمكنك تركها

هنا .

عدد الكلمات: 803 كلمة .









الجرِيمَةُ المِثاليَّةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن