chapter 1 ذهاب

524 28 5
                                    

صباح جديد مليء بالامل.. تستيقظ بكسل كعادتها يوميا لتحضر الفطور وتبدأ بواجباتها المنزلية كربة منزل على رغم صغر سنها.. فلم تعتد وجود عائلة بجوارها او بالاحرى لم تعش طفولتها ومراهقتها بين اسرتها و حضن امها.. تاخد خطواتها ببطئ وخمول باتجاه دورة المياه لتسترخي بحمام ساخن ومنعش..
تفتح صنبور المياه ليتدفق بسخونته في حوض الاستحمام وعند امتلائه ترمي بجسدها المتعب داخله.. تتطاير قطرات المياه خارج الحوض ووتشعر برعشة لملامسة جسدها البارد للماء الدافئ.. تملئ الحوض برغوة الاستحمام المفضلة لها برائحة الكرز فيتحيطها الفقاعات الصابونية بكل مكان..
________________
في مكان اخر.. قبل عدة ساعات اي قبل شروق الشمس.. يوقظه من عالم احلامه صوت هاتفه يرن، يقوم بانزعاج لاطفائه ولكن ما يفاجئه هو ان الاتصال من عمته التي ليس لها ان تتصل به بالعادة، يقوم من فراشه ليسمع صوت عمه من خلال الهاتف وهو يقول "دايفد، اهاذا انت؟! ارجوك اجب!! "
"نعم عمي انه انا، اكل شئ بخير؟ "
"لا، عمتك مريضة جدا، بالسل قال الطبيب انها ستعيش ثلاثة الى خمسة ايام، اتصل بك لاعلمك بالامر هي تحتاجك بجانبها، حجزت لك اول طائرة من لندن الى لوس انجيلوس ان استطعت السفر الان وحالا فلتاتي "
" سحقا للعنة!!! انا قادم!! "
قالها ديفيد وهو يصرخ ويدور بارجاء الغرفة لييوضب اغراضه.
يخرج بسرعة وقلبه ينبض بشدة من خوفه على عمته لانها اخر من تبقى له من عائلته، يستقل سيارة الاجرة ويصرخ "اسرع ايها الاحمق، الى مطار لندن الدولي! "
يقود السائق بسرعة جنونية ليصل المطار في الوقت المناسب بناءا على طلب الزبون..
يصل ديفيد الى الطائرة ويسترخي في مقعده ويطلب كاس من الشاي لعله يهدء اعصابه...
_____________

تبدا هي باعداد الافطار.. تعد البيض المقلي و اللحم المقدد كما يحبه اخوها الذي لم تلده امها ديفيد.. ترفق معه كاسا من الشاي وتصنع لنفسها بعضا من فطائر البان الكيك اللذيذة مع شراب القيقب،تنادي بصراخ قائلة " ديفيد!!! الفطور جاهز عليك التجهز للعمل!! "
لم تسمع اي رد فعل لذلك فظنت انه ما زال في سباته العميق ذهبت بخطى متثاقلة لتوقظ المزعج او هذا ما يدور بعقلها، تطرق على الباب لم تسمع ردا كلعادة لذا تدخل ولكنها تتفاجئ بالفوضى العارمة التي تملئ المكان، صحيح ان ديفيد شاب فوضوي ولكن ليس بتلك الدرجة...
بعض الملابس ملقاة على الارض و الخزانة فارغة و اغراضه مختفية ، تبحث عنه لكنها لا تجده تطرق باب دورة المياه لكنها فارغة وادوات الحلاقة مبعثرة و بعضها مختفي ، هي شعرت بالقلق، بدات تجول المنزل وتادي باسمه، وجدت حقائب سفر مبعثرة وقد فقد منها البعض، فكرت في نفسها ايعقل انه تركها وسئم منها، هو شقيقها، ابوها، و امها وصديقها وكل شئ، تجمعت الدموع بعينها، تذكرت كيف اقبلت على الحياة لا تعرف شيئاً الا هو... هو ابن زوجة ابيها الثانية التي لم تعرفها قط، او لنقل هي لم تعرف ابوها ولا امها تربت في دار الايتام معه وعندما وصلا السن القانوني تركا المكان وبحثا عن مكان اقامة اخر، عاشا معا كأاخوة وعائلة، هو يعمل موظفا بمشغلٍ لصيانة الاجهزة والبرمجيات و هي تجلس بالبيت تنظفه و تقوم بدور الام...
خرجت من شرودها، و امسكت الهاتف الارضي لعلها تتصل به، لم تلاحظ دموعها الحارة تتساقط على خديها مسحتهم بعنف بيدها وهي تتنفس بصعوبة، لم يجب احد على الهاتف، بدأت شهقاتها تملأ المكان، هل ستصبح وحيدة، هل حقا تركها بهذه السهولة، لمَ لم يخبرها، لديها رهبة من البقاء وحيدة، صحيح انها لم تملك اصدقاء ولكن كان ديفيد يملأ الفراغ وشعور الوحدة في قلبها...
_____________________
في الطائرة.. يستيقظ لسماعه صوت المضيفة تدعو لربط الاحزمة فقد حان وقت الهبوط، ينظر لساعته لتفقد الوقت ويتمنى ان لا يكون قد تاخر على عمته، يتذكرها فجأة "تبا!! لم اترك لها رسالة حتى!، ربما اطيل البقاء هنا! ماذا افعل يا الهي! "
هي لا تملك هاتفا لظروفهما المادية الصعبة لذلك من الصعب التواصل معه من خلال الهاتف الارضي هذا ما فكر به ديفيد، لكنه صمم الا يطيل بقائه هناك بإذن الله.
____________
مرت ثلاثة أيام و هي قلقة وخائفة وحدها بالمنزل وهو يجالس عمته في مرضها الذي اشتد، لم يترك ديفيد لها الكثير من المال، بل ما يكفي اسبوعا فحسب، وها هو الاسبوع قد مر، فكر ديف الاتصال باحد الجيران ليطمئنها ويتحرى احوالها ولكنه لا يملك رقم اي شخص من الجيران، وذلك بسبب سكنهم الجديد في هذه المنطقة مراعاة لعمل ديف و تجنبا لاسراف المال على المواصلات، انتهى الامر بها للذهاب والبحث عن عمل تكسب منه المال، فقدت الامل بعودة ديفيد، لقد مر اكثر من اسبوعان وهي تقتصد في الاكل و الشراب و الانفاق..

____________
هو... يرقد بين الاجهزة ويلتف حوله الممرضون يقيسون نبضاته، ضغطه، تنفسه، يفتح عينيه بتثاقل ثم يفتحهما و يغلقهما مرة اخرى لتعتاد عينه على اشعة الضوء، يرى اللون الابيض يحرك وجهه ناحية اليسار لتلتقي عينه بالممرضة، يسالها " أ ـأين ا- أنا؟ م-ماذا حدث؟! "
"سيد هنري، ممممم، لقد اصبت جراء حادث مروري على الطريق السريع، سيدي لقد كنت تقود بسرعة جنونية انها لمعجزة انك تتنفس و على قيد الحياة!! "
"اللعنة المقدسة!!!!! عمتي!! "
قالها وهو يصرخ ويحاول نزع الاجهزة من يده لكن الممرضة تسرع وتطلب دعما من الاطباء ليعطوه حقنة مهدئة.
يستيقظ للمرة الثانية على نفس السرير تجول عيناه بالمكان، يضغط زر استدعاء الممرضة وتاتي فورا،
"سيد هنري الان و بما انك استيقظت عليك تناول وجبتك وعمل الفحص الثاني لضغط الدم و البدء ب ـــ "
- "عمتيي، اين هي، ما ذا حصل!؟!؟ "
قالها بصراخ،
- "سيدي، يؤسفني انني لا اعلم ما الذي تتحدث عنه يمكنك سؤال الطبيب المختص ساذهب لاناديه "
-"لكن -- "
عادت الممرضة بصحبة الطبيب
-"اذن سيد... نعم، ديفيد هنري، كيف تشعر الان، اراهن انك تحسنت على المغذيات والمسكنات، اليس كذلك؟"
- " نعم نعم لا يهم، الان في اي مشفى انا؟ "
-" LA H "
" ا انت المشرف على حالة السيدة ميريديث هنري؟ "
" سيدي تلك معلومات سرية حول مرضانا ولا يجوز لي افشائها! "
-"انها عمتي ويحق لي معرفة كونها بخير ام لا!، اجبني!! "
- "سيدي، يؤسفني كونها في مراحل متاخرة في مرض السل، وتحتاج بعض الؤقت للتتعافى ولكن لا تفقد الامل، هي قوية ومع القليل من التشجيع والجهد ستتجاوز هذه المرحلة وتعود لعافيتها! "
_______________________
تأليف: رغد ناصر ، هند مازن

جولييت. Juliet *قيد التعديل*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن