قدر النهاية

121 14 2
                                    

............................................................................

ألم رهيب اجتاح كتفها بعد الطعنة التي تلقتها تشعر بدمائها تنساب دافئة في برد الصقيع .

لا تزال تشعر بشخص يمسكها يثبتها بعنف يمنعها من السقوط .
قطرات العرق كانت تتلألأ على جيبنها تشعر بالحرارة تجتاحها وبالألم المبرح أيضا .
دماؤها كانت غزيرة وبدأت تشعر بغيابها عن الوعي لفقدان كمية معتبرة من دمائها .
وقبل أن تفعل غرز الشخص الذي يثبتها اصابعه في مكان الطعنة تماما لتشعر بألم قاتل وتطلق صرخة قوية وأنفاسا تقاوم الألم والصقيع .

صوت ضحكات بصوت رجولي خشن جهوري قطعت سكون الليل ضحكات شخص يشعر ببهجة واضحة وانتشاء واضح تماما .

حاولت كورنيليا معرفة صاحبها رغم الألم الذي كانت تشعر به يسري في عظامها .
كان يقف بعيدا عنها بمسافة ليست بالبعيدة بالكاد استطاعت تمييزه في الظلام لولا عيون صفراء حادة لمعت في ظلام الليل عيون لكائن يقف فوق كتفه يحدق بها بنظرة أقل ما يقال عنها مرعبة .

فجأة اشتعلت النيران تحيط بها بها في دائرة بدون أي سابق إنذار.

إتضحت الرؤية أخيرا وعم شيئ من الدفئ المكان .
دماؤها لا تزال تنساب بغزارة وقواها تخور شيئا فشيئا.

هناك على بعد أمتار قليلة كان يقف بشموخ تحيط به هالة من القوة ذو شعر أبيض طويل وبشرة بيضاء كالثلج مع أعين سوداء كالفحم تقف فوق كتفه بشموخ بومة سوداء تماما .

حدقت به كورنيليا عميقا تحاول تمييز ملامحه .
كان ينظر إليها وكأنه يتأمل لوحة ملامحه تحمل شيئا من الخواء الغريب والسوداوية.
نظر بعدها خلفها وتحدث بلغة غريبة يخاطب الذي كان خلفها ليفلتها الأخير تسقط على ركبتيها تتأوه من الألم الذي تشعر به وبوعيها الذي بدأ يتناقص تدريجيا .
ثم أومأ له يمنحه الإذن ليغادر في لمح البصر كالبرق تماما .

على الأرض استندت بقدميها تقاوم من أجل بقائها في وعيها وانفاسها المتسارعة.

تقدم منها بخطوات واثقة ثم انحنى ليصير في مستواها .
وضع يده تحت ذقنها يرفع بصرها إليه مجددا تأملها كما لو انها الشيئ الذي اراده وسيريده ويريده .

ابتسم أثناء تحديقه بها إبتسامة خاوية من كل معاني الإبتسامة البريئة إبتسامة تشبه التي ترتسم على شفاه القتلة بعد إفتعالهم للجريمة وإستمتاعهم بها .

نهض يقف بعد ذلك يضحك بصوت مرتفع متزن كأنه نغمات سمفونية منسوجة بعناية فائقة .

كورنيليا أغاس ولية عهد ال البراغيث
تقف عند قدماي تصارع الموت مثير للشفقة أليس كذلك مافروس؟

قالها يخاطب البوم فوق كتفه الذي فرد أجنحته كأنه يجيبه تماما .
أعاد نظره لها عندما نهضت على أقدامها تقف أمامه وأعينها تحمل برودا وهدوء غريبا جدا .
نظر لها وابتسم نفس الإبتسامة .

كورنيليا                          حيث تعيش القصص. اكتشف الآن