"جميع المشاكل بداخلك سببها هو انك تظاهرت بالغباء عندما فهمت وابتسمت وقت وقت الحزن والتزمت الصمت وقت الكلام"
"احمد خالد توفيق"
***********************السابع من ديسمبر1999
في احد المنازل التابعه لقرية الشيخ عمار دوت صرخه في ارجاء المنزل من السيده "كاملة" التي كانت تُعاني من الام المخاض ونساء القرية مجتمعون حولها بينما في الجهة الاخري امام المنزل يجلس السيد"مُحسن" برفقة ابنه "إسحاق" يقول له بحنو:"أتسمع يا إسحاق؟ أُختك او اخيك علي وشك الوصول لن تكون وحيدًا بعد اليوم يا صغيري"
ابتسم ذو التاسعه ببرائة وهو يقول:"اريده ان يكون صبي فجميع اصدقائي لديهم اخوة كبار يستدعونهم عندما يقعوا في مشكلة واتمني ان يستدعاني أخي الصغير في حين شعر بالخطر اود ان اكون امانه"
ابتسم"مُحسن" له بحب وهو يقول:"كل ما يهبه الله لنا خير يا إسحاق"
توقف صراخ "كاملة" وحل مكانه صراخ طفل صغير ابتسم كلًا من"مُحسن"و"إسحاق"
عُقب خروج احدي النساء تقول بابتسامه:"مُبارك لك يا سيد مُحسن قد وضعت كاملة فتاة جميلة للغاية اكاد اُجزم انها تُشبه إسحاق عندما ولِد بالتمام والكمال"
فرح الاخر بداخله ولكنه نظر لطفله الذي كان يترقب مولود ذكر بحزن ولكنه وجد الطفل يقول بحماس:"هل بامكاني رؤية اُمي وأُختي الصغيرة؟"
ابتسمت له المرأه واومأت برأسها ليتوجه الاخر فورًا للغرفه ليجد امه تتسطح علي الفراش بينما اخته الصغيره بين احضانها اقترب وجلس بجوارهم ويده تداعب اخته الصغيره وقال:"ما أسمها؟"
اجابت امه بهدوء:"كُنت اخطط لأسميها فجر بما ان وقت مخاضي بدأ قبل اذان الفجر بقليل "
اجابها الاخر بهدوء:"أُمي...احب اسم فجر جدًا ولكن كنت اقترح ان يكون اسمها "أمان" أُحب هذا الاسم"
ابتسمت كامله له بينما نظرت لزوجها وهي تقول:"حسنًا مدام اخيها الاكبر ومن سيحميها اراد ذلك لنسميها "
ابتسم الصغير بينما بعثر والده شعره وهو ينظر لاخته الصغيره بُحب
*******************
صوت الموسيقي قد دوي في ارجاء القصر بينما "يعقوب"الابن الاصغر لدنيال باشا يراقص عروسه بهدوء وابتسامه تعتلي شفتيه وعلي الجانب الاخر يقف والده بجاور ابنه الاكبر"مُراد" بينما قال له بهدوء:"ماذا فعلت في امر القرية المنشوده"
تحمحم مُراد قائلًا:"اعذرني يا أبي قد انشغلت في الاونة الاخيره عن الامر كما تعلم زفاف أخي وميلاد صفي قد شغلوني عن الامر..ولكنني اعدك انني سوف اكثف التدريبات بين ابناء العائلة ليكونوا مستعدين لبناء مملكة دانيال باشا"
نظر له والده بهدوء قائلًا:"احذر يا مُراد كلما تأخرنا كلما ذادت الخطوره من سكان هذه القرية احذر"
قال كلماته ثم انصرف تاركًا مراد يزفر انفاسه ويتمتم ببعض الكلمات ؛قاطعه يد زوجته التي تربت علي كتفه قائلة:"ماذا بك يا مُراد وكأنك نجوت من الموت"
تنهد الاخر مجيبًا اياها:"اصمتي يا تاليا انتِ لا تعلمين غضب والدي عندما يتعلق الامر بمملكته المنشوده يصبح رجل اخر لا يعلمه ايًا منا؛على اي حال كيف حال صفي وميلا ؟
-انهم بخير كانت ميلا تود حضور زفاف عمها ولكنِ منعتها لو تعلم كم هو شاق اقناع طفل صغير"
انهت كلامها بقهقه بدالها اياها زوجها وظلوا يراقبوا الحفل"
********************
بعد مرور عام
في قرية الشيخ عمار
تحديدا في منزل السيد"مُحسن"
:"هل تعلمين يا أمان عندما تكبرين لن تتزوجين لا اريدك ان تتزوجي مثل ابنة السيد وفيق لا اريدك ان تتركيني وتذهبي لن احتمل ان تحبين رجلًا اخر كما تحبيني لن اسمح بذلك"
كان"إسحاق" يقول كلماته بجدية بينما اخته الصغيره تتلمس وجهه وهي لا تفقه شيئ مما يقول ولكنها استشعرت الحب والامان فيها
قاطع حوار الاخوان صوت والدتهن القائل:"هيا يا إسحاق اترك شقيقتك وتعى لتأكل"
-:"حسنًا يا أُمي؛لا تقلقي يا أمان سأكل واعود اليك"
****************
وعلي بُعد بضع كيلومترات كان دانيال باشا واقفًا وحوله اولاده وزوجاتهم بالاضافه لبعض من ابناء اخيه والكثير من افراد العائلةالتفت دانيال لهم قائلًا بصوت جهور:"عائلتي العزيزة اليوم وصلنا الى تلك القرية والتي ستكون قريبًا مملكة دانيال باشا سوف ندخلها الان سنعرض اولًا عليهم دخول قريتهم بالسلم وافقوا كان خيرًا لم يوافقوا اقتلوا من يعترض هيا يا اعزائي"
قال كلماته ثم امسك بسلاحه وتبعه ابنائه والبقيه بأسلحتهم عدا يعقوب الذي امسكت زوجته بيده متألمه وهي تصرخ قائلة:"أه ...يعقوب يبدو انني سألد"