الصياد/ The Hunter

chapitre 39

في أثناء عملية المعالجة، تتسلل أصوات الحياة اليومية إلى المنزل. يتسلل صوت الأمطار الخفيفة من نافذة مفتوحة، يختلط مع عبير الأزهار الذي يتسلل من حديقة الجوار. همس الرياح يلعب لحنًا هادئًا في الأرجاء.

ليو يواصل العناية بدين بشكل طيب، وفي هذه الأثناء، يلاحظ تغيرًا في تعابير وجه دين. تظهر لمحات من السعادة والاسترخاء على وجهه بين الحين والآخر، وهو ما يفتح بابًا للمحادثة الهادئة.

"هل تتذكر أي شيء عن الجحيم؟" يسأل ليو بلطف.

دين يلتفت بتأمل. "بعض الصور المشوشة، وألم غامض. لا يمكنني تفسير الكثير من الأشياء التي حدثت هناك."

ليو يواصل برعاية، وهو يقول، "الشفاء ليس فقط جسديًا، ولكن أيضًا عقليًا وروحيًا. إذا كنت تشعر بأي شيء أو ترغب في الحديث عنه، أنا هنا."

يسكب ليو شايًا مُعدًا بعناية، ويقدمه لدين. "ربما هذا يساعد في تهدئة الأفكار."

دين يأخذ الكوب بامتنان، وبينما يحتسي الشاي، يبدأ في تشكيل كلمات ليعبر عن مشاعره وأفكاره المتناقضة.

ليو يجلس في الغرفة المظلمة، ودين يحدق به بفضول شديد. يبدأ ليو بسرد قصة رحلته من خلال أبعاد الجحيم، وكيف واجه مخلوقات الظلام والألم. يستعرض ليو التحديات التي واجهها، وكيف تجاوزها بشجاعة وتحدي.

دين يستمع بانتباه، يشعر بالدهشة تتسلل إلى وجدانه بينما يستمع إلى تلك القصة المظلمة. يتأمل دين في الصمت، وتظهر الشكوك على وجهه، كما لو كان يبحث عن أجوبة في عيني ليو.

عندما ينهي ليو روايته، ينظر دين إليه بتأمل. "كيف تمكنت من إخراجي؟" يسأل دين، وفضوله يلتقي بعيون ليو التي تنطق بتجربة صعبة.

ليو يبتسم قليلاً ويجيب: "كانت هناك طريقة، ولكن لا أظن أنك ستحب سماعها، لكن قبل سأخبرك عن إيثان"

ليو ينظر إلى دين بعيون تمتزج فيها الفرح والحنان، ويقول بلهجة مطمئنة: "إيثان يعيش حياة جديدة في مدينة بعيدة. يعشق فتاة رائعة، ونسى كل ما كان مرتبطًا به من أحداث صعبة."

دين يكتم فرحته ويسأل بفضول، "هل يعلم إيثان عن ما حدث لي في الجحيم؟"

ليو يهز رأسه قليلاً. "لا، لا يعلم. لقد نسى كل شيء يتعلق بتلك الفترة الصعبة. يعيش حياته الجديدة بسعادة، وأنا أفضل أن يظل الأمور هكذا."

دين يعبس حاجبيه، يشعر بخليط من الأمل والألم. "هل تعتقد أنه من الأفضل أن يظل على هذا؟"