من مذكّرات إيميلي - هامش

2 1 0
                                    


تزدحمُ الأفكارُ في عقلِي ، تدورُ و تدورُ في متاهَةٍ لا أعرفُ من رسمهَا ، تتشوّهُ الذّكريات ، حمّى ، صداعٌ ، خوف ، حزن ، التباس ، غموض ، سلسلة أحداثٍ غير مترابطَة ، تهيؤات و تساؤلات ، مَن أنا ؟ لمَ أنا ؟ ماذا و كيفَ و لماذا يحدثُ هذا و معِي أنا ؟
في هذهِ اللحظَة أغرقُ بين آلافِ السطّور و الكلمَات أحاولُ أن أقلّلها قدرَ المستطاع لأن طاقتي لليوم على وشكِ النفاذ !
#هامِشٌ ، هذهِ الكلمةُ الوحيدةُ الّتي تصفُ موقعِي في قصّتكَ ، #هامشٌ يُمنعَ الاقترابُ منه و بدونِه لا تنظيمَ للكتابةِ ، أعيشُ كشخصٍ مجهولِ الهويّةِ في حياتِك ، كشخصٍ لم تعرفهُ يوماً ، كتائهٍ في بلادٍ بعيدَة لا يمكنهُ أبداً رفعُ إصبعٍ واحدٍ ليأخذَ استشارة ..
#هامشٌ ، و في هائها هرمٌ ينهكُ جسدي و أنا لم أقدمِ لسن الشباب بعد ، و في ألفها ألمُ يفتكُ قلبِي ، يأخذُ منه بلّوراتٍ دقيقَة تحمِلُ مشاعرَ حبّ لا تصفها أحرفٌ و لا كلمات ، و في ميمها موتٌ داخلِيّ يحرقُ كل ما أمتلك ، و في شينها شمسٌ لن تشرق و شوقٌ لن يغيبَ أبداً !
آدم .. لطالمَا كنتُ هامشاً في حياتِكَ و أستطيعُ أن ارى ذلك مرةً أخرى الآن ، #هامشٌ ، يضعفنِي أكثرَ فأكثر ، أريدُ فقطَ أن أمتلكَ سطراً في قصّتكَ كأي شخصٍ من حولِنا ، كلٌّ يكتِبُ دورَهُ بكلِّ حرص إلا أنا عندمَا يحينُ دوري تجفُ الأقلامُ ، و تنفذُ الأحبار ، حتّى الأقدار تتسابقُ لكي تمنعنا من نسجّل زمناً لنا معاً ، إمّا #هامشاً أو سطراً مكتوباً بالماء .. لا يمكنُ أن أكونَ حدثاً أو بطلَة قصّةٍ في حياتك يا آدم ..
كشخصٍ غريبٍ فقطْ يدورُ حائراً بينَ مشاعرَ صادقَة يقدّمها لك يا آدم ..
آدم ، أنت أكثرُ شخصٍ يعرفُ حقيقَة مشاعري و صدقِها و أنا أفهمُ مشاعرَكَ و أقدّرها ، لكن هل جائزةُ ذلك الكلام هو أن أكونَ #هامشاً ؟؟ هل ضريبةُ الاعترافِ هي الابتعاد ؟؟ ما ذنبُ قلبِي الّذي عشقَ ؟ ما ذنبِي أنا ؟؟
#هامِشٌ أنا لطالما كنتُ كذلِك أحتفظُ بكلِّ الآراءِ لذاتِي ، لعلّكَ تسألنِي عنهَا يومَاً ، لكنّكَ لا تودّ ذلك ! لأنّني #هامِش !
مقيّدةُ باكتئابٍ عاطفيٍّ رافقنِي لسنين و ها أنا أعدّ الأعوامَ القادمَة واحدَاً تلو الآخر ..
أريدُ فقط أن أكونَ كالبقيّة ، أن أكونَ شخصاً يمكن سؤاله ، يمكنُ الحديث معه ، يمكن أن تعرفَ عنهُ أي شيء ، أريدُ أن أكون #أحد لا أن أكون #لا_أحد  ..
بكيتُ ذلكَ اليوم .. و ها هي الآن دموعِي تتسابقُ على ورقتِي .. لكن الذّنبَ هو أنّني أحبك !
لعنةُ الحبّ ستقضي عليّ يوماً ! أخافُ الابتعاد أكثر من خوفي من الموت ! لأنه سيكون كالموت بالنسبة لي ..
آدم .. أريدُ فقطْ كلمةً في قصّتك .. أريدُ أن أكونُ شخصاً ما !
أحبّك يا آدم ...
#Gh_M_Eissa

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 30 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من مذكّرات إيميلي - هامِش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن