بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ____________________________________________
٣٠/٠١/٢٠٢٤
(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ )"من يضع قوانين الغابة؟ الفريسة أم الصياد ؟ أم هو مجرد قانون عُرفى لأجل البقاء ؟!
لكن ماذا إن اجتمعا الخصمين لأجل خصم ثالث، دائمًا ما يتوارى خلف الأشجار ؟!
و بالحديث عنها ماذا عن كونها ضحية مزدوجة للظلم و الأعراف؟! أهناك فرصة لتحصل على حقها أم لا مجال للحقوق اليوم؟! "
____________________________________________يقف أمام عتبة باب لم يظن يومًا أن يلجأ له، خاصة لأجلها هى، وحدها من تسكن فؤاده، صغيرته الغالية.
ظل فى غرفة الانتظار إلى أن حان موعده، و ما أن دلف حتى تلاقت عيناه مع الجالسة أمامه، نظرة طويلة، تتفحصه عن كثب ثم قالت بفتور :
اتفضل
جلس أمامها و قالت هى كى تنهى الحوار قبل أن يبدأ:
لو جاى عشان والدتك .........
لكنه قاطعها فورًا مُبددًا ظنها حين قال بثبات:
لا، جاى عشان حد تانى
لم تسأله تركته لنفسه كى يجيب متى ما شاء، فهى لا تستعمل الإجبار مع مرضاها أو ذويهم، تتلاعب بهم نعم، لكن إجبار لا و ألف لا.
و فى النهاية صدح صوته بعد العديد من الدقائق التى يحاول فيها دفع لسانه للتحدث و نظراتها تضايقه فهى حقًا بارعة فى جعله يفقد صبره دون أن تلفظ بحرف واحد :
" عشان مراتى"
توقف لثوانى يحاول صياغة ما سيقوله، إلى أن أتى إشعار من هاتفه عن وصول رسالة جديدة، و ما أن لمح اسم مرسلها من الخارج دون أن يقرأ محتواها، هتف سريعًا قبل أن يتراجع:
عندها مشكلة و عايزها تتعالج
ارتفع جانب ثغرها، و رمقته بإنتصار حاولت أن تخفيه خلف حديثها المنمق و المتلاعب:
المفروض أن اللى عنده مشكلة هو اللى بيجى هنا بنفسه، مش قرايبه، حتى لو من الدرجة الأولى يا باش مهندس، إلا بقى لو جاى عشان استشارة، هنا بقى الأمر يختلفتعرف كيف تضايقه و يدرك ذلك رغم أنه لقائهم الثانى و لا ضغينة سابقة بينهما و لكنها واضحة تتعمد إستفزازه لتصل لهدفها، و لم يحبذ الصمت و قالها صريحة :
هتساعدينى و لا أمشى ؟ أنا مبحبش اللف الدوران و فى غيرك كتير
أجابته"وداد" بهدوء شديد و عملية تتنافى عما تنوى فعله فى تلك الجلسة الغير مصرح بها :
ايه مشكلتها ؟ يمكن أقدر أساعدكلا يدرى كيف يخبرها ؟ هو حتى يجهل طبيعتها، و لكنه يرغب بشدة فى أن يحتويها و يحتوى ألامها، كل ما ينغص حياتها و يمنعها من التعايش كطائر حر يرفرف فى السماء الواسعة.
أثر الصراحة و الوضوح دون تلاعب و قال:
المشكلة انى مش عارف، مجرد رتوش بسيطة اللى قدرت أجمعها من اللى حواليها أو هى نفسها، أكتر من كدا مش عارف، بس عايز أساعدها، مش عايزها تحس بالنقص أو الرفض أو أى حاجه تخليها تضايق من نفسها أو توصل أنها تكرهها، عايزها تعيش زى أى حد، طبيعية زى الكل .
يتحدث دون أى خطوط واضحه لمشكلتها، يدور حول نقطة معينة و لا ينتقل لغيرها، هو فقط يريدها أن تحيا كالكل، كما قالها درويش سابقًا
لا نريد أن نكون أبطالًا أكثر، لا نريد أن نكون ضحايا أكثر، لا نريد أكثر من أن نكون بشراً عاديين.
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...