اناني

22 4 2
                                    

أنت أناني كعادتك ..
كم انتشلت فؤادي الممزق بغتةً ولم تعده .. أخبرهم كم اغدى الوقت بعدك كماءٍ ضحلٍ في كفيِّ يأبى الانسياب من بين اصابعي .. ولكنهم يقولون بأني سأتخطى كما اقلب صفحات الكتاب .. لم يعلمو بأني وصلت لأخر صفحةٍ ونهبت معها روحي .

أناني .. اطمئن سأعاتبك وأشفي قلبك بنفس الوقت ..
لطالما اِعتدت تجاوز كل شيء بمفردك .. هل تجاوزي تضعه تحت مسمى شيء ستتجاوزه ؟
حيرة .. هذا ما كنت به .. مساء اليوم الأول من الشهر الثاني بينما كنت أتمنى أن أسمع منك بعض جمل التملك التي أغرقتني بها .. سلمتني بيديك لعالم بعيد عنك كنت قد أعطيته اسم الجحيم ..
حيرة .. بين أن أعاتبك لتريني تمسكك بحبنا أو أن أرحل أبداً ..
قلت إنك بلا مشاعر .. أنت كاذب
ما ذاك الذي جعلك تنافق أمام الجميع .. هم يرونك ذاك الشخص الفارغ عديم المشاعر .. شخص علاقاته مؤقته وحبه غير حقيقي .. أضحك ام ابكي ؟
سيداتي وسادتي .. هذا بشري لديه مشاعر .. حساس .. له روح مرحة يخبئها .. شخص أناني متملك ..  له قلب كان ملكي يوماً ..

" أنا شذنبي تعلقني على الفاضي
وحيد ومالي إلا الجرح يوجعني
تعبت أكذب وأقول إني أنا راضي
وانا مافيه بعدك شخص يقنعني "

جثمت جبالٌ من الندم فوق صدري تحرم علي النفس .. والحزن ينهش حياتي بلا توقف .. وكل شيءٍ غدى كالأفلام القديمة التي كنت تهوى النظر لها رغم أنها لم تملك سوى الأبيض والاسود ..

أناني .. الذكريات تنهشني ..
عندما كنت تكرر كلمة ملل طوال اليوم .. وأخبرك ان نلعب لعبة الأسئلة التي كنا نكررها كل يوم ..
عندما كنت أشعر بالنعاس خلال حديثنا وتخبرني لا للنوم لأسهر معك ..
عندما كنت تكتب كثيراً وأقرأ لك بينما إبتسامتي لا ترحل عن وجهي لعلمي أني المقصودة ..
عندما قلت أني ذاهبة لأقرأ كتاباً أحببته وتخبرني أنه كتابك المفضل ..
منذ علمي بذالك قرأته مرتين وثلاثاً ورابعةً بالطريق ..

إنك اناني كعادتك .. ارتحتَ من ضجيج هذا العالم المدنس .. فألا تسمع لشجي قلبي ونحيب عيني ؟
لما لم تأخذني معك !؟

لك مَقَامٌ في القلب بين اضلعي تشتكي له حروفي .. أنا ما بين الشوق والصبر عالقة .. أشياء كثيرة داخلي اخفيها لا يعلم احد عنها شيئاً ..
أبوح دون قيود .. اشتقت إليك .. أحبك حد الإنصات لحديثك وفي فمي ألف كلمة مقيدة بسياج الصمت .. وكلما همَّت كلمة أجلستها عشقًا يخالف طبعي .. ودت كلماتي لو فاضت دون قيد في نسيج حديثك المفعم بالجمال .. وعانقت كلماتك كلمة بكلمة ..
تمنيت أن أتحدث بألفي كلمة في كلمة .. لكني صمتت .. صمت محب قَيَّد كلماتي .. فتحدثت عيناي بكلمة تزن فيض كلماتي الصامتة .. كان حديث صمتي ما بين حرفي الحاء والباء .. ليت بحار الكلمات تفيض .. لكنني أسيرة الصمت يا كلماتي ..

وكم من الصمت أبلغ من الكلمات .. فقد يكون الصامتون قلوباً مليئة بالاهات .

" إنَّ العُيُونَ الَّتي بِالوَصلِ تُضْحِكُني
هي العُيونُ الَّتي بِالهَجرِ تُبْكيني
وفي حزنها بشدةٍ تؤلمني
وفي فرحها هي التي تأويني "

أليس دوري لأمارس دور الأنانية هنا ؟
أعطني عهداً أن لا تحب من بعدي .. لا طاقة لي بأن أرى فتاة من عالم متخلف تتلاعب بمشاعرك تحت مسمى الحب ..
لا طاقة لي لأسمع شكواك بعد جراح زادت بقلبك بسبب حب مسموم ..

الحب مجرد خرافات وأعلم أنك لست بالخرافات تؤمن !

25 يوماً معاً أعطتني الكثير .. الأمل بعد الخيبات .. الحنان بعد الوحدة .. الأمان بعد الخوف .. والحديث بعد الصمت ..

" أيُّ حياةٍ بعدَكِ أستطيعُ لها إكمالَا ؟
جسدٌ بلا روحٍ أصبحتُ و أمسَيتُ
أهذهِ دُنيانا ؟
رحلتَ دونَ أن تُكتَبَ لقصَّتِنا آخرَ أسطُرٍ
أو أن نَفِيَ لبعضٍ بالوعودَ "

كان عليّ الركض أسرع .. كان يجب أن أعيش أطول .. ما كان يجب أن نفترق .. لم أتخيل أن يكون أنت أول من رحل ..
لم تغني لي بعد كما وعدتني .. لم البس الفستان الأبيض لك كما وعدتك .. ااه عذراً .. فها أنا اليوم أفي بوعدي وألبس كفني الأبيض .. لكني لا أرى لمعة عيناك المعتادة عندما يمتلأ صدرك برؤيتي .. ما أراه هو الفراغ الأسود يناقض بُن عيناك التي كنت فيهما أغرق ..
إنه آخر موعد بيننا الآن .. ليس في أخر الليل أجبرك على السهر معي كما اعتدنا .. ولن ينتهي نهايته المعتادة نائمين كلانا دون ان نشعر ..
إنه موعد تحضره انت بأنفاس مثقلة في صدرك وأنا أحضره بنفس غائب ودقات متوقفة .. أمام جحيمي تبثني آخر كلمات الغرام .. لنخلد آخر مواعدنا بدمعة تسقط من جفن عيناي التي ما عرفت معك غير السعادة .

هل متَّ أيضاً ؟
أقتربتُ من جسدك خاوية .. لا لا تقلق فلن أمطر عليك دموعي الحارقة .. لن اعاتبك ولن ارثيك بأجزل العبارات والجمل .. بل اسمح لي بشرف تأملك لأخر مرة .. اسمح لي بلمس يديك الربيعية لأخر مرة .. وعلى الأقل نحن تحت سماء واحدة .. سنبقى بعيدين كشمس و قمر لم يخلق لهما لا كسوف ولا خسوف ..

قصتي دائماً مختلفة فـ في كل مرة أرى أنه ذلك الشخص الذي كان لوحة من أجمل ما صنعت يبدأ بالتلاشي .. وعندما استيقظت من ذالك الحلم الوردي بيننا وجدت ان الناس يجتمعون أفواجاً حواليه واخر ما قال : أقسم أني أحبك .. فنزلت مني دمعه حزينة مبتسمة .. لكل شيء جميل نهايه وقد حلت نهاية ذلك الشخص ..

كان من المفترض ألا احبك .. لأني كنت أعلم ان الجسر اليك مقطوع .. و مجرد التفكير فيك ممنوع .. والظروف كلها ضدي و ضدك ..
رغم كل ذلك احببتك .. ليس لأني أريد ذلك ! بل لأن الله رمى شعوراً في قلبي تجاهك رمياً .. شعور كالتيار الجارف .. لا قوة تصمد ضده ..
وهكذا انجرفت وابتلتني الأقدار بحب لا كلمة لي ولا قرار أمامه .. غزاني غزوا استَسْلَمَتْ له كل دفاعاتي ..
وتوقفتْ عن صده كل اسلحتي ..
شُلَّتْ كل حواسي ذهولاً وأنا أشهد على غريب يجعل من روحي وطناً له دون استئذان ..
والأن ها أنت ترحل من حياتي بعدما تركت بصماتك فيها بكل أصابعك .. تركتني بعد أن تعلقت بك ..
بعد أن تأكدت أنني سأسهر الليالي أبكي فراقا و شوقا لك .. لصوتك .. لضحكتك وكل ما يخصك ..
أصبحت كنسمة في الربيع تأتي تحسسك بالأمان ثم تذهب ولا ترجع ..

وفي النهاية انتهت قصتي تمنيت أن تكون قصتنا ..

" قَلْبِي إِلَيْكَ مِنَ الْأَشْوَاقِ يَحْتَرِقُ
وَدَمْعُ عَيْنِي مِنَ الْآمَاقِ يَنْدَفِقُ
الشَّوْقِ يُحْرِقُنِي وَ الدَّمْعُ يُغْرِقُنِي
فَهَلْ رَأَيْتَ غَرِيقًا وَهُوَ يَحْتَرِقُ؟! "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Selfish حيث تعيش القصص. اكتشف الآن