الفصل السابع عشر و الأخير (جارهما القمر)

1.2K 79 18
                                    


أثناء تقديم العشاء، ذهلت اليكس بمدى غفلة تيغر عن الفخ الذي حضرته وبلهفته لابتلاع الطعم. 

تناولا الطعام على ضوء الشموع ... يتحدثان قليلاً بسبب انشغال اليكس بمحاولة تجنب البكاء، ورغبة تيغر بعدم استعجال ساعة النصر التي لاحت له وشيكة وبقي قانعاً بالانتظار حتى تنتهي الوجبة، وتعود ماريكا الى منزلها.

هنأت اليكس نفسها على ادائها الجيد، فلولاه لما كان يجلس هكذا قبالتها كقط متخم، ناعس العينين، مستعداً لمشاركتها اللعبة لدى أول اشارة منها. لكن ملاطفة النمروحدها لا تكفي فمن أين لها الشجاعة الكافية لجرحه؟

حين انتهت الوجبة، قدمت ماريكا القهوة، ثم نظفت الطاولة .. وبعد ذلك بوقت غير طويل، أطلت ماريكا رأسها من الباب قائلة :

عن اذنكما، سيدي وسيدتي، سأذهب الآن إلا إذا كان هناك ما ترغبان..؟

قاطعها تيغر برغبة واضحة في أن يترك وحيداً مع زوجته الجميلة :

لا شيء شكراً لك .. تصبحين على خير .. سنراك غداً.

إذن لقد حان وقت اللعب!

هل نذهب الى الصالة طلباً للراحة ؟

وقفت اليكس، اشارة الى موافقتها، ثم ترددت قليلاً، واتسعت عيناها وكأنها تذكرت أمراً

أوه .. ما أشد اهمالي كنت أشعر طوال العشاء، بالشك يراودني والآن عرفت السبب ! لقد أشعلت سيكارة قبل أن أدخل غرفتي ولا أذكر أنني أطفأتها. هلا عذرتني سأصعد للتأكد.

لا تزعجي نفسك .. سأذهب أنا . ....

لكنها كانت في منتصف الطريق الى الباب، فقالت مصرة :

 لا .. لن أتأخر أكثر من دقائق.

أقفلت الباب خلفها بسرعة، ثم ركضت بأقصى ما لديها من قدرة الى المدخل الخلفي ومنه الى الحديقة، فالممر الطويل بدا في نظرها قصيرا لاختيارها خفاً منخفض الكعبين اندفعت الى الامام دون أن تلقي نظرة الى الوراء.. حين وصلت أخيراً إلى المركب قفزت إليه وأخذت تتحسس في الظلام بحثاً عن المفتاح الذي من دونه لن تقدر على تشغيل المحرك. 

فتشت خلال خمس دقائق تشهق من لهفتها، غير قادرة على أن تصدق أنه غير موجود ثم رمت بنفسها فوق مقعد المركب ترتجف من برودة اليأس.

المنافقة .. هو اسم المرأة اليكسندرا بيرتاكس .. أهنئك يا جميلتي على تمثيلك الكذبة بصدق مذهل.

قطع سكون الظلام صوت مرير مثقل بالاتهام اخترقت كلماته قوقعة يأسها وأرسلت الحرارة الى شرايينها في الوقت الذي راح غضبها يتصاعد... فقفزت من المركب ووقفت أمامه .. وقالت تهمس همساً

 أتجرؤ على دعوتي بالمنافقة! أنت يا من لم تتردد في الزواج مني قبل أن تقطع علاقتك بجانيت.. أنت يا من تتحدث عن زوجة راغبة محبة وأم لأطفالك، والجميع في اسبارطة يعرفون أن كل ما تريده حقاً هو حصتك من ثروة أبي !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

[مكتملة ☑] أسيرة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن