« فِـيريـرُو رُوشِـيه »

13 0 0
                                    

.

.

.

.

تبادلتْ تلكَ الأجنبية الكلامَ مع المدِيرة تُوليب، لما يقارِب النصفَ ساعَة و عشرُون ثانِية، التِي مرّت و أنا أعدُ أناملِي القصِيرة المنتفخَة، عدَدتها مائَة و ستِينَ مرَة! حِين وصلتُ للعددِ مِئة، أعدتُ الحِساب من الواحِد، ثمَ جمعتُهما سويًا، قالَت نانا أننا لن نتنَاول بعدُ الأعدادَ بعدَ المائَة، و رغمَ إلحاحِي عليّها بتعلِيمي إياهَا و إن كانَت بشكلٍ فردِي، رفضَت مرَارا و تكرَارًا إلى أن سئمتُ، و خططتُ أن أدرُسها بذاتِي يومًا ما .

- عمومًا كما أخبرتكِ مادَام تولِيب، أود تبنِي فتاةٍ ..

نطَقت تلكَ السَيدة مقاطِعة صخَب أفكَارِي، لترّد السيدَة تولِيب عليّها بنبرَتها المعتادَة .

- يرجَى تحدِيد العمرِ فضلًا، و سببُ التبنِي .

صمتَت تلكَ السيدَة لثويّنات تفكِر، لتردِف بعدَ هنيَهة .

- أيّ عمرٍ سيكُون مناسبًا، لكِنني أفضِل الأصغَر من العشرِ سنواتٍ، مامِن سببٍ غيرَ رغبتِي في عيشِ أمُومتِي .

همهَمت السيدَة تولِيب كعلامَة فهمٍ، كانَت تقُوم بهذِه الهمهمَة كلمَا حكَيت لها عن يومِي، لدرجَة شعُوري أنهَا تتظاهَر بالإهتمَام لما ينبِس به ملسنِي، لكِن إتضّح فيمَا بعدُ أنها تركِز بكلّ تفصِيلة، صغِيرة كانَت أو كبِيرة، حتَى أنها تعِير نبرَة الصوتِ إهتمامًا كذلكَ، و بالطَبع، تستغِل ما أقُوله ضدِي، لمعاقبتِي بالطبعِ .

مَالت السيدَة تولِيب بجرمِها اسفلًا نحوَ أدرَاج مكتبِها، متناوِلة بينَ آنامِلها ملفَ للفتيَات الصغِيرات المتواجِدات بالميتَم، معِيرة لقصَصهن الخلفِية و طبَاعِهم إهتمَاما، لتكُون رغبَة السيدَة محقَقة في الفتَاة التِي ستحصُل عليّها، و فورَ إنتهَاء دراستِها للملفَات، إستقَامَت من مضَجعِها مغادِرة المكتَب بعدَ إستِئذانِها، بغيَة إحضَار الفتيَات المعنِيّات، و بحركَة سرِيعة، تقدمَت نحوِي تلكَ السيدَة بملامِحها الهادِئة، تحمِل بكفّها قطعَة صغِيرة من الشكُولاتة المغلفَة بشَيء يشبِه المعدِن؟ كانَ براقًا بلونٍ ذهبِي، و شَيئا غيرَ معتادٍ بالنسبَة لِي ... مكتُوب أعلاهَا أوسَط بطاقَة ذاتِ شكلٍ دائرِي بحوافٍ ذهبِية "Ferrero Rocher"

- فِيريرُو رُوشِيه ...

نبِستُ محاوِلة نطقَها، و مصادفَة، كانَ نطقِي صحِيحا دونَ خطَأ، لتبوّز السيدَة فاههَا بتعجَب و إنبهَار، لتنحنِي على ركبَتيّها مناوِلة إيَاي إيَاها و هِي تقُول بنبرَة هادِئة و بسمَة على محيَاها .

كَــــامِــيـل - 𝐶𝑎𝑚𝑖𝑙𝑙𝑒 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن