PART32(نقطة التحول)

434 37 2
                                    

خلابة! هذا أقل ما يقال عنكِ حبيبتي..

وقف الثلاث شباب أمام مدخل البيت في إنتظار زوجاتهم يمنين عليهم بنظرة بعد كل هذا الوقت من التأخير، كان "عمر" أكثرهم هدوءً بينما الأثنان الأخران يطالعان ساعتهما كل خمس دقائق وكأن بهذه الطريقة ستأتي الفتيات أسرع.

"مش فاهم بيعملوا أيه كل ده! إحنا راحين نشوف الفساتين مش مسابقة ملكات الجمال "

خرج هذا الحديث المتذمر من فم "أدهم" الذي مل الوقوف وجلس على درج البناء، فرد عليه "عمر" بأسترخاء :

"عادي يا عم سيبهم براحتهم، بنات وعاوزين يتدلعوا، خمسة وهينزلوا "

سأم "قاسم" هذا الوضع بأكمله وقرر أن هذه ستكون أخر مكالمة يجريها لهن، فضغط على رقم "أسيل"، ليأتيه حديثها المسرع قائلة :

"حاضر يا قاسم خمس دقائق بس ونازلين.."

"خليكِ عندك خلاص لغينا المشوار ولغينا الفرح "

قاطع حديثها بجملته تلك التي ألقاها على مسمعها بنبرة غاضبة ثم أغلق المكالمة دون أن يسمح لها بالرد، فنهض "أدهم" يقف أمامه منهدشًا :

"مشوار أيه وفرح أيه اللي لاغيته يا قاسم أنت إتهبلت! "

حرك "قاسم" كتفيه بلامبالاة قائلاً :

"إتقل وأنت تعرف، الحركة دي هتخليهم ينزلوا جري الوقت، عشان تحرم تتأخر علينا تاني "

وبالفعل صدق حديثه حيث إنفتح باب المصعد وظهر من خلفه الفتاتان تركضان بخطوات متعجلة حتي وصلتا لموضوع وقوفهم، فتحدثت "أسيل" بلهفة تحاول إلتقاط أنفاسها :

"عارفة أننا إتأخرنا بس بجد كل ما نيجي ننزل نفتكر إننا نسينا حاجة..متزعلش "

علق "قاسم" بصره عليها بجمود لثوانٍ طويلة شعرت هي فيها بتوتر والقلق من نظراته، لترتخي ملامحه بعد ذلك، قائلاً بنبرة هامسة محبة :

"شكلك حلو أوي النهاردة...رقيقة وخلابة "

أخفضت "أسيل" رأسها خجلاً من نبرته الدافئة التي تغلغلت داخل حصون قلبها قبل أن تطرب أذنيها، وأخذا يتهامسان معًا وهي تضحك على حديثه بين الفنية والأخري.

بينما "أمينة" وقفت أمام "أدهم" متخصرة بكلتا يديها وتنظر له بوجه بشوش ممتلئ بالثقة :

"أيه رأيك فيا؟ من غير ما تقول عارفة أن من جمالي عاجز عن الرد "

لم يستطع "أدهم" سوي أن يضحك ووضع يده على عينه في يأس منها، لكنه يعلم إذ لم يمدح جمالها الأن ستظن أنه لم ينبهر بها كما توقعت وستحزن، لذا إلتقط كف يدها ووضع قبلة رقيقة على راحتها دون أن ينتبه له أحد ثم همس أمام وجهها الذي إشتعل خجلاً :

"معاكِ حق أنتِ كل يوم بتبهريني بجمالك عن اللي قبله، كل مرة بشوفك فيها بتكون كأنها أول مرة، وكل مرة بتاخدي عقلي وبكون عاجز عن الرد...مشوفتش في جمالك يا ست "

الدُخلاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن