سماء هذا اليوم كانت تمطر بشكلٍ خفيف وتبعث الأمل بقلب جيونس ، كانت مزينة بغيوم ناصعة البياض لا اسوداد فيها. ذلك المشهد كان الأحب لقلبه من بعد تلك الحسناء التي جاءت لتقف خلفه، وتنحني ثم تقبل وجنتيه برقةٍ ولطف:
"أراك شارد الذهن عزيزي، أهنالك ما يملأ فكرك؟."
ينظرُ إليها بملامح مُحببه:
"بالتأكيد ، لا أستطيع أن أصبر أكثر حتى تصبحي أمّاً لولدي لأراكما تكبران معاً في عيني يوماً بعد يومٍ."
فضحكت وبعثرت خصلاته الشقراء لتجلس بجانبه وتردّ:
"تجيد إسعادي يا جون."
ابتسم المقصود من كلام زوجتهِ، وبدأ يُفكر فِي إسم لابنه حيثُ أن الغد يوافق موعد رزقهما لبسمةٍ جديدة تنضمّ للعائلة.
"أخبريني يا إيما، أيجولُ برأسك أي إسم مميّز لطفلنا؟"
تنظر إلى السماء من الشرفة قائلة:
"مطرٌ خفيفٌ ، تهتن السماء بالأمطار الخفيفه والجميلة ، فما رأيك باسم هَتان؟."
يردف بتعجب من غرابتهِ وجمالهِ
"هَتان؟ لقد احببته حقاً."
تبتسم إيما كونَ زوجها أحب الإسم المُنتقى.
--- ----------------
حلّ الليلُ لتعمّ السّماء بنجومٍ ساطعةٍ وهلالٌ ينيرُ الأرضَ، وخلدا الزّوجان الى النّوم. ها قد جاء الفجرُ، وتدلّى ضوء القمر، كان أبيضاً مشعّاً من نافذة الشّرفة. استيقظت إيما من نومها في يومٍ يبثُّ الأمل في قلبها، أدمنت إيما الإستفاقة قبل الفجر، حيث أنّ فصولها أصبحت كلّها ربيعاً، لأنها تحمل ربيعها داخلَ بطنها.
بقيت فترة تحارب النّعاس، فهنالك دفء خاص في سريرها في هذا الجوّ كاسح البرد. بالرّغم من ذلك، أجبرت ذاتها على النهوض، فهي على أي حال، لا تحب أن يفوتها شروق الشمس العذب، خاصّةً وأنّ الرّبيع لا زال في أوله حيث أن الحياة لا زالت تودّع الشتاء برفقٍ وحنان. إيما فتاة أتمّت عقدين من عمرها، فتاة تحبّ الحياة، يروقُ لها المطرُ والغيومُ والنّجوم. فتاة محبّة للهدوء والليل، تجد نفسها في التّأمل بالسّماء وفلكه.أسدلت الستائر بعيداً، وفتحت نافذتها ليتسلل إليها النسيم العليل ويداعب مشاعرها. مشاعر تملئُ أحلامها الوردية وتزيد لهفتها إلى ما تراه، كما يجعل النّسيم قلبها يتوهج بألوان تتزيّن بجمالِ الحياة. جلست تشكّل تصورها للحياة بعد قدوم طفلها، فهي تتلهف شوقا للُقياه، وقد تبرعمت الاغصان في قلبها فرحاً به. جالت ببصرها من شرفتها إلى الأفق، حيث مروج الزهور البرية و اشجار اللوز التي ما فتئت تزهر.
أعدّت لها ولزوجها فطور الصباح و عادت بفنجان قهوتها إلى شرفة غرفتها. نظرت إلى الاطفال وهم يذهبون إلى المدرسة، وكم تحمست لترى صغيرها بذلك الزيّ اللطيف، يقفز هنا وهناك متلهفاً لدروسه او باكياً لا يريد مغادرة الفراش. ابتسمت الياسمينه التي ازهرت ، و رددت في نفسها:
YOU ARE READING
رصاصه عاڪسه
Mystery / Thrillerكانت ليلة عادية كالمعتاد إلى أن رنّ هاتف المنزل، كان المتّصل يختبئ وراء سمّاعة الهاتف بصوتٍ تنكّريّ حيث أنّه كان أحد معارف جيونس. كان فحوى الرسالة سبباً كافياً ليقلبَ حياة جيونس رأساً على عقب. منذُ تلك الليلة، لم تعُد الأمور الى مجراها كما ظنّ الجمي...