.أحمر العينين.

129 9 35
                                    

°:أ هناك حب ينشأ من إعجاب بـ'لون العيون'؟

•:بالطبع يوجد!

_______

كانت -و كـ عادتها- تراقبه دون علمه،
تلاحقه،تلتقط صوراً له،ترسمه،تحاول
أن تستوعب جمال ما عثرتْ عليه!

"تُحفة فنية!"
دققت في رسمتها العاشرة لـ عينيهِ،و إبتسامة واسعة أرتسمت على ثغرها
و بـ كونها مهووسة بـ 'أحمر العينين'
-كما أطلقت عليه-;كان لها
غرفة كبيرة مملوءة بصور له،
متعددة الوضعيات!

صوراً:
لـ جسده بأكمله،
لـ عينيه-و هي كثيرة-
لـ وجهه،
لـه و هو في زي أحمر قاتم بلون عيناه
و كذلك الكثير من الصور
التي قد أستطاعت رسمها أثناء تتبعها له،
حين شربه للقهوة،
و حين إجراءه أتصال،
و حين كان يُدخن،
و حين كان أسفل المطر،
و حين إرتداءه الملابس الرسمية

كانت لها كثير من الصور!
حرفياً هي مهووسة به و بجماله،
لا تستطيع إمضاء يوم واحد دون رسم لوحات، يتمحور موضوع رسوماتها
عن 'أحمر العينين' فقط..

"بئساً لما رأيت!"
سارعت بألتقاط صورة له و هو مُبتسم،
و لم تكتفي بصورة واحدة فقط
أستمرت بألتقاط صوراً عديدة لوضعية واحدة و من جهات مختلفة

أنتهت من لحظة حماسها و أنزلت الكاميرا،تدقق بالصور التي اخذتها له،
همهمت لنفسها برضا و رفعت رأسها
مستعدة لأخذ صوراً آخرى

لكن'أحمر العينين' لم يكن موجوداً!
عيناها جالت المكان بدقة تفحصه لكنها لم تجد له أثراً
'أين ذهب؟ '
نهضت من الكرسي و أخذت حاجاياتها و ما أن أرادت المباشرة بالبحث عنه
حتى صدمها بوجوده أمامها

جفلت منه و تراجعت خلفاً بعض خطوات مضطربة،و نبضات قلبها بدأت بالتسارع

"أ كنتِ تبحثين عني؟"
إقترب منها سائلاً بنبرة حادة،و نظرات ثاقبة قد سلطها عليها

"نعم،أين ذهبت فجأة؟!"
أجابته بنفس نبرته،مما جعله في قمة أستغرابه من أجابتها

"عذراً؟"
أردف مستغرباً بينما هي تحدق به
منزعجة

"كنت أود أخذ صوراً اخرى......اوبس!"
وضعت يدها على فمها بـ غَباوة،
تحاول إستيعاب ما قالته أمام الشخص الذي يجب أن لا يعرف بأمرها!

أخذ يرمقها بنظراته،يود إستعلام
ما سمعه،إقترب يحاول إمساك يدها
لكنها صرّحت
"إسمع من فضلك،سيد....؟"

أبعد يده عنها و حدّثها بصوت هادئ
"ريختر"
همهمت له مُبتسمة بإتساع،هي حتماً
جعلته يشعر بالشك و القلق حولها
لكنه كان مطمئن و لأول مرة مع فتاة
مثلها-بعد كورديليا-
لذا بقى واقفاً،مُهتماً بما ستقول

"في الواقع،أنا أحبك..."
نظر لها بدهشة و عدم فهم،فهو الآن يتلقى إعتراف من فتاة لا يعرفها حتى!

"أنا أقصد عينيك الجميلة أيها السيد،و رُبما أنت أيضاً أحبك؟"
أستطردت أفكاره نحو الحُب،و أخذت تخاطب نفسها في نهاية كلامها في حيرة من ذلك

"أ أخبركِ أحد من قبل أنكِ غريبة أطوار؟"
سأل بـ نِية الأستهزاء لكنها اومئت له
مُبتسمة

إبتسامتها الدائمة جعلته يقع في حيرة من أمره!
كل كلمة تقولها أو فعل تفعله يجدها تبتسم ببلاهة..
'غريب أمرها'
ردد في داخله بـ شَدَه

"أستطيع أخذ لك صورة الآن؟ وافق من فضلك،أن لم تفعل لن أستطيع النوم خصوصاً بعد أن لاحظت شعرك الأخضر هذا!"
امسك ببعض خصلات شعره تتأمل
لون شعره الباهت،و توارد الى ذهنها
العديد من الرسوم التي تستطيع رسمها
خصوصاً بعد رؤيتها له عن قرب

توضح لها كل شئ عنه،و كذلك أنيابه التي جعلتها تخطط لرسمه كـ'مصاص دماء'!

"أنا بالفعل كذلك"
أستغربت مما قاله أ كان يستمع لأفكارها؟لكنها بالفعل لم تصدقه،حتى كشف لها عن
أنيابه بأكملها!
ركزت أنظارها اليه دون ان تشيحه لشئ آخر،نظراتها كانت ممزوجة ما بين الدهشة و الاعجاب و الشك

"مزيفة"
أردفت بسخرية لكنه فاجأها!
سحب معصمها ممسكاً به واضعاً
إبهامها أمام أنيابه و غرسه بهما

راقب ملامحها بـ تمعن منتظراً لرؤية خوفها،لكنها لم تخف منه مطلقاً
بل أزداد أعجابها به فقط

جعلها تتحمس حرفياً،فقد مدت إليه بقية أصابعها الى فمه قائلة
"أريد هنا أيضاً،سيكون من الرائع أن
تكون يدي بأكملها تحتوي علامات ثقوب!"

لم يقل أي شئ،بقى صامتاً مستغرباً
متفاجئ،في حيرة من أمره
أيَ بشري قد يعطي دمه لـ مصاص دماء؟
إلا أن كان أحمق و غريب أطوار
و لرُبما هي كانت كذلك!

أبتسم بجانبية و أستدار مردفاً
"غريبةً أنتِ"

"ريختر،لن تخلص مني.."
أبتسمت مجدداً و همّت هي كذلك بالذهاب لمنزلها و هي بقمة حماسها و سعادتها،فهي و أخيراً إستطاعت رؤية
ملامحه عن قرب
و بعد رؤية ملامحه العابسة تلك،جعلها تذهب الى غرفة رسوم' أحمر العينين'
و تشرع بـ رسم لوحات عديدة عمّا
رأته اليوم،و بالطبع إبتسامتها
الواسعة لم تفارق ثغرها لثانية!

"أحمر العينين خاصتي،جميل جداً"

"أحمر العينين خاصتي،جميل جداً"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عم الساكاماكي🥹 ❤️‍🔥👀

🎉 لقد انتهيت من قراءة IMAGINE 🎉
IMAGINEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن