الفصل الثاني (أوّل خيط) .

96 19 42
                                    

و في بعض الأحيان يكون ظلامك هو بابٌ للعثور على نورك.
__________________

نظر لهُ محمد بـ إندهاش شديد فـ كان مثل الذي وقع عليه دلوٍ مِن الماء البارد فـ هو لم يتوقع وجود الآخر أمامه بعد كل هذه السنوات التي مرت فـ أصبح ضيف غير مرغوب بِه :
_انـ..انت بتعمل إيه هنا ؟.

نظر له الرجل بإستفزاز ثم أردف ببرود شديد :
_تؤ..تؤ..تؤ ، يعني بعد كل السنين دي و تكلمني كدا، و أنا اللي قولت هياخدني بالأحضان.

رد عليه "زيـد" :
_هو انت مـين و مين اللي وراك دول هُما كمان.؟

أردف محمد بسرعة :
_الكلام دا مش هنا..على تحت يلا.

نظر الرجل له بـ إستفزاز ثم أردف :
_مش معقول أقطع المسافة دي كلها و متدخلنيش بيتك، مش عيبة فـ حقك دي يا أبو سعد .

رد عليه "محمد" :
_عايز تنزل نتكلم تحت إنزل ، مش عايز يبقى إرجع بيتك كدا كدا مش مُرحب بيك هِنا.

تحرك ابن الرجل ليتهجم على "محمد" ليمسك به "زيد" يمنعه من إكمال فِعله  لتحتد نظراتهم بينما "محمد" قام بسحب زيد إلى جانبه حتى لا يتسبب في مشكله أمام المنزل :
_زيد تعالى هنا .

نظر "زيد" لإبن الرجُل نظرات مُحتده ثم عاد بجوار خاله بينما أردف مُحمد :
_على تـحت يلا.
___________________

في الأسفل زاد الوضع حِدة بينهم فـ كُل منهم لا يتقبل وجود الآخر أمامه و لكن في بعض الأحيان يجب تقبل الوضع حتى لو كان رغمًا عن رغباتك .
أردف "محمد" و هو ينظر للذي أمامه نظرات حادة  :
_ايه اللي جابك هنا يا تـامر ؟!.

رد عليه "تامر" بـ هدوء ممزوج بـالإستفزاز :
_جيت هنا عشان آخد حقي، حقي اللي حرمتوني منه يا محمد .

أجابه "محمد" بتساؤل تحت نظرات التعجب من الآخرين :
_ و يطلع إيه دا ان شاء الله ؟.

رد عليه "تامر" بثباتٍ :
_مش هنضحك على بعض ، انت عارف كويس أوي أنا أقصد إيه .

رفع له محمد إحد حاجبيه ثم أردف :
_و هو إنت جاي بعد السنين دي كلها وتقول كدا؟، ليه فاكرها كيس طماطم ؟!، مش دي اللي قعدنا نتحايل عليك عشان تبص فـ وشها حتى ؟؟.

نظر له الآخر بإحتداد ثم أردف :
_مهما تعدي سنين هتفضل ليلى من حقي إني أشوفها.

علت الدهشه وجه "زيد" بينما "عُمر" و "ملك" لم يفقهوا شيئًا من الحديث ، أردف "محمد" :
_هو دا اللي جاي تقوله ؟!.

أردف تامر بثبات:
_آه ، شوف بقى هتتصرف إزاي ، هعدي عليك بعد إسبوع تكون كل حاجة جاهزه.

رد عليه "محمد" :
_دا فـ أحلامك ، و أعلى ما فـ خيلك أركبه ليلى مش هتخرج من البيت دا .

أردف "تامر" بتحدٍ :
_إما نشوف ، بس خُد بالك بقى عشان هتشوف وشي كتير .

بصق حديثه ثم غادر من المكان و معه اولاده بينما محمد شعر بالمكان يدور من حوله ليمسك به زيد ثم أردف بقلق:
_خالو انت كويس ؟!!.

الليل المؤنِس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن