Part 72

10.9K 234 66
                                    

« عند غيث »
عند راسها يناظرها بهدوء ، يهمس لها من حرقته ووجعه ، ما يسمع همسهم احد ؛ كثير مرات بقول لفهد عن كل شي ، ما يردني غير وعدك يا ليان والله ، كيف هانت عليك نفسك تسوين كذا ؟ ما تعطيني خبر حتى عن وجعك ؟ كم لي معك وكم مره حكيت معك ؟ ما قدرتي تقولين لي ؟ ولا ما ودك تكملين بالحياه ؟ كيف فكرتي ان انا ممكن انساك لو صار لك شي ؟ ما تدرين ان للحين ما سامحت نفسي ، ليش ما قلتي لي اكون معك ؟ ظنك لو صار لك شي بنتخلى عنك ؟ ظنك نقدر نعيش بدونك ؟ كيف قلبك تحمل هذا كله لحالك ؟ بس قوليلي كيف ؟
تنهد غيث يناظرها ، من ايام ويحس بالغصه تكسر حنجرته من كثر ما يحاول يمنعها ، ما قد احد شاف دمعته غير جيلان ، المره هذي الي انكسر فيها الحاجز بينه وبينها ، وسع عينه بذهول من شدت ليان على كفة يده بكل قوتها ، وفز غيث يناظرها ؛ ليان !
ما ارتخت شدته الا بعد دقايق ، ولاحظ ارتفاع وانخفاض صدرها دليل بطء التنفس ، ركض يطلع من الغرفه تحت انظار فهد الخايف ، دخل فهد الغرفه يناظرها هي ، يناظر محاولاتها للتنفس ، وتقدم لها يمسك كفها وشدت ليان على كفه وكأنها تستنجد فيه ، رفع عينه فهد على الطاقم الي دخل وخلفهم الدكتورة ، ابعدوه عنها ، وبدأوا يحطون لها الاكسجين وكانت دقايق فقط ورجعت نفسها تهدا ، كانت ثواني فيها اشرقت دنياه من شاف عيونها يناظر بؤبؤها ، من شافها ارمشت دليل صحوتها ، شهرين مرّو يشوف دنيته موجوعه ، لكن الحين تغير كل شي ، يحس بشمس الدنيا من جديد ، يحس بأمل خاب لكن رجع ضوى ، ضوى من عيونها الي تحاول تستوعب الي حوله ، ذابت كل عظامه من نزلت نظرها تشوفه هو ، بس هو ، وبلع ريقه فهد يناظره ، ورجعت غمضت عيونها من جديد ، وخاف فهد ينطفي ضوء الامل ، وتقدم لها يمسك كفها ، وشدت هي عليه تفهمه انها معه مو مخليته ، رفع عينه فهد يناظرهم ، لكن يناظرهم ببتسامه عجز يخبيها ، وضحك يناظر غيث يهمس له ؛ قامت غيث !
ضحك غيث يحاول يحكم دموعه لاتنزل من فرحة فهد ومن كبير الشعور الي يحسّه لجل انها شافتهم ، لفت بنظرها عليهم ، رفعت كفها بهدوء تركتها على بطنها ، وهمس فهد يناظرها ؛ لا تبطين علينا .
شدت على كفه يفهم انها ترد عليه عن طريق كفوفهم ، وتنهد يناظر الدكتوره من نطقت ؛ نقول هذي بشاير خير ، الحمدلله الي قامت هي بسلامه ، لكن يبي لها ترتاح شوي ، ونسوي لها فحوصات لها وللجنين .
هز راسه فهد بالايجاب ، وهو كل شوفه تنطق بأول حروفها له هو ، ينتظرها على احّر من الجمر .

« الساعه 3 فجراً ، غرفة ليان »
كان مسترخي على الكنب تارك يده فوق راسه يناظر السقف وكله تخيلات وتأملات ، كله افكار توديه لاقصى وادي وترجعه لأول الطريق ، هواجيس لعبت في حسبته طول الفتره الي مضت ، طول الثلاث الاشهر الي مضت ، ميّل نظره على السرير من حسّ فيها تتحرك ، وفعلاً وقف من شافها ابعدت الاكسجين من عليها تناظره بهدوء ، ما يدري كيف بتكون اول حروفه ، عتاب لها ولا غضب يصبّه عليها ولا شوق يوصفه لها ، لكن ترك كل الحروف لبعدين يناظر عيونها وتقدم لها فقط يضمّها ، يضمّها بشوق طغى على قلبه ، وغمض عيونه من حسّ فيها تشد عليه ، ابعد يناظرها بهدوء وابتسمت هي تناظره ؛ اسفه .
ضحك فهد بسخريه يناظر المدى ، وهز راسه ما ودّه يجادلها الحين وهي تعبانه ، ما ودّه يعكر جو لقاءهم الاول بعد فتره كانت طويله على نفس فهد ، غمضت عيونها من تحسست بطنها وناظرت حجمه ، فهمت انها غابت لشهور عن عالمهم ، رفعت عينها لفهد ؛ كم طال غيابي ؟
ناظرها بهدوء ؛ تبين العدد بالنسبه لي ولا للوقت ؟
ابتسمت هي تناظره ؛ مثل ما ودك ؟
تنهد هو يناظر المدى ؛ بالنسبه لي دهر وقرون ، وللوقت ثلاث شهور .
ابتسمت هي وشدت على كفه ، ناظرها هو وتقدم يفهم مطلبها ، جلس جنبها واركت راسها على صدره ، وتنهد هو يمسح على ظهرها ؛ اتبعتينا تدرين ؟
غمضت عيونها تشد على كفه ؛ حتى انا تعبت !
نزل نظره عليها وابعدت هي تناظره وابتسمت ؛ تعبت بس ما تكلمت ، تعبت بس ما لمت احد ، تعبت بس كتمت .
شد فهد على يدها ؛ وتدرين ان هذي الي اتعبتني ؟ مشكلتك ما تقولين لي ، ليان انتي كذا تذبحيني في ارضي ، ما يصير انت تتعبين وانا اخر من يدري ، تتعبين وتبعدين عني وانتي كنت اقرب لي من زرار ثوبي .
ابتسمت هي بهدوء ؛ زال كل شي ، ما عاد بتعب ما عليك .
تنهد هو يغمض عيونه ؛ من بعد وش ؟ من بعد معاناة اربع سنين ؟ ليان اربع سنين ما تكلمتي مع احد ؟ حتى غيث ما قلتي له ، اعصب انك ما رضيتي تسوين العمليه الا بعد طلعة الروح ؟ ولا ازعل انك عانيتي هذا كله لحالك ؟ وش اسوي بس قوليلي ؟
ناظرته بهدوء وهزت راسها ؛ ما ابيك تسوي شي ، بس ابيك تكون قريب مني وما تخليني بس هذا الي ابيه .
ضعفها امام عينه يجبره يسكت ولا يعاتب ، طلبها بأنه معها ويكون جنبها وقريب منها يرغّمه على السكوت ، وتنهد هو يناظرها بهدوء ؛ ما شافوك اخوانك ، كل الفتره الي مرت وهم رايحين جايين عندك ، وحتى ابوك ينام عندك بالليالي .
همست هي بهدوء ؛ ابوي ؟
عقد حواجبه بخوف يناظرها ؛ تتذكرينه صح ؟
ابتسمت هي من خوفه وهزت راسها ؛ اتذكر لا تخاف ما فقدت الذاكره ، بس كنت اقصد ان الي صار حقيقي مو خيال ولا اوهام انا اتوهمها صح ؟
هز راسه بالايجاب وتنهدت هي ؛ بشوفهم بكرا عادي ؟
هز راسه بالايجاب وابتسمت هي تناظره بهدوء وانحنى يقبّل خدّها وابتسمت هي تهز راسها بالنفي اعرف الشوق الي توصفه عيونه لها ، وقربت منه تقبّل ثغره بكل هدوء ، هدوء ذبح فهد في ارضه ، خصوصاً انها جات منها ، وابعد يناظر خجلها وابتسم يضمّها يتنعم في ربيعها ، واللي يهمه الحين انها بخير وقدام عينه وهذا المهم ، ابعد يناظرها وابتسمت هي تهز راسها بالايجاب وتمددت بتعب في ظهرها ، وغمضت عيونها وكان مقتل فهد كله في كفها الي على بطنها ، على بروزه الواضح ، وتنهد هو يناظرها بهدوء ووقف يمشي يتمدد على الكنب يناظرها وكان يتأملها لحد ما غفى .

أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن