1| أعيُنٌ فَيفـاء

155 6 2
                                    

-♡-
{Je veux m'enfuire que tout
recommence, oh ma douce souffrance!}

ــــــ

علي أثرِ رُسوخِ الشمس النَوَّارة فى قَلب السماء بَعد طردِ نجوم الليل السَهّارة أستيقظتُ، والفضل يرجِع لِسهوي وتَركي ستائري مَعقودة ليلة أمس، ولذلكَ عجزتْ عَن رَدعِ آشعة الضوء عن التسلُلِ أسفل جفوني لأصحو؛ تمطأتُ بكسل ثم إلتقطتُ هاتفي أنظرُ به بنصف عين بغاية مِعرفَة الوقت ولحسن حَظي لا زالت السادسة صباحًا بتوقيت موسكو الباردة، جَلستُ إلي طرف فراشي وتَنفستُ بعمق كبداية ليوم جَديد، يوم بمثابة بداية لحياتي الجَديدة!

دَعوني أشرحُ لكم أثناء الإعتناء ببشرتي؛

تُري من أين أبدء؟..

رُبما سأبدأ بذلكَ الحدث الرائع حين وَكلني الطَبيب هانكن بالعملية المُستحيلة؟،
أو حتي يمكنني أن أبدأ بأحلام الصِبا الرقيقة..أظنّكم لا تُمانعون إن بدأتُ بموضوع شيّق كـروتيني الفريد للإعتناء بالبَشرة صباحًا تمامًا كما أفعلُ الأن!

ليست فكرة جيدة؟

حسنًا حسنًا، علمتُ من أين سأبدأ..
في الواقع أنا أُدعي ألينور، فتاة الشمس والنور وكل المرادفات التي تَجلي غُمَّة وتُضيئ عَتمة؛ كنتُ أعملُ كممرضة جراحة بأحد المُستشفيات المرموقة في فرنسا حيثُ مَوطني؛
ولأنّي فتاة مُثابرة ولطيفة تَم نَقلي لأعمل بِالمشفي الرئيسي بروسيا حيثُ الكوادر فقط.

وذلك يُوصِلنا إلي نُقطة توكيل الطبيب هانكن بالعملية المُستحيلة إليّ، كان إختبارًا صعبًا ومرهقًا مِنه أن يَدعوني لأكون من طاقم مساعديه بأحد عملياته الجراحية التي تحتاج إلي السُرعة والحكمة للنجاة..وآه مِن لِقاء مجنون بين السرعة والحكمة!، ولكنّي لا أعرفُ للفشل سبيلًا حيث حققتُ المعادلة المستحيلة والتي عَجز عنها آخرين مُخضرمين قد تم فَرش بُساط الفرصة للسمو تحت أقدامهم ولكن سُرعان ما سُحب مجددًا، ولكن ذلك ليس معي!

وبالنهاية ها أنا أغسلُ عن وجهي بقايا الصابون بماء روسيا النظيف، وأمكُث في شقة صغيرة رفقة زوج من القطط وكَلبة مُطيعة، في أحدي ضواحي موسكو حيث أنها تبعد عن مَقر عملي الجديد بِربع الساعة، وما يجعلني أقبلُ تلكَ المِنحة علي الرغم من البُعد عن الوطن سببين: الأول يكمن في ليزا، والثاني يكمن في ليزا أيضًا.

وإن سألتموني مَن تكون ليزا سأخبركم بأنها جَدتي المُسِنَّة، السيدة القادرة رغم عجزها؛ أردتُ أن آخذها في رحلة مداها ستة أشهر في بلدها الأُم، وليس فقط عقد عمل مؤقت مدته نصف عام، تلك هي غايتي الأولي، أما الثانية ليست غاية بقدر ما هي باقة من المشاعر المترابطة، مشاعر إنتماء للوطن ما دامت ليزا معي، أنا أعودُ إلي ليزا أولًا وآخرًا حيث المَنبت والمنشأ.

Untouchable man| عقـدة ثقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن