Part « 44 »

425 8 1
                                    

أما عَلمْت بإنّ الكتمان يحرِقُنا
‏فَهَلْ يَنام الذي في جَوْفهِ نارُ

____

واقف خلفهم ومستند على الدرج يراقبهم
قلبـه يحَترق ، وكأنه جامع جمر العالم وحطَه على قلبـه ، با بشاعة شعوره ومشاعره بهاللحظة

إبتسم لسماد ببهوت من جاء له يتكئ على الدرج جنبه: قلت بجلس معك شوي
ضحك وهو يشوف ذكرى تسحب سرد للمطبخ:طردوك  وترقّعها وهي صارت قدامي !
ضحك سماد لثواني وإلتفت له بإمتنان:والله مدري كيف أشكرك
إعتدل هداج بوقفته:لا ابد ، ماسويت الا واجبي
سماد طبطب على كتفه بهدوء وهو ملاحظ بهوته وحالة سرد : إنت مالك ذنب ياهداج ، وسرد مسألة وقت صدقني ، إنت طحت في ألاعيب نجلاء ، حتى انت مالك ذنب
ناظره هداج وهو يدري إن بعد كلامه يمكن ماراح يلمح حتى طرف من سرد:ذنبي انا إني عذبتها ، وحرقتها وضربتها ، وظلمتها مرتين ، الظلم الي صار لها هنا ماهي مسألة وقت
إرتخت ملامح سماد وبنبرة يعرفها هداج زين: ذنبك أيش ؟
ماتكلم وهو يناظره بصمت ، ينتظر ثورانه عليه ،
على الاقل يهدّي نار ضميره لو ضربه سماد

إلتفت سماد وتوجه للمطبخ بخطوات سريعة ، وفباله إن لو طلع كلام هداج صح ، يا قاتل ، يا مقتول ومايختلف فيها إثنين .

دخل للمطبخ بسرعة ومسك أكتاف سرد يلفّها له بحذر: وش سوا لك ؟
سـرد:مين ؟
هز أكتافها بغضب طفيف:هداج وش سوا لك ؟ حرقك !
إرتجفت بين يدينه بشكل واضح
وثُقلت أنفاسه من رفعت يدها تلقائيًا لبطنها

رفع طرف بلوزتها وبان الحرق ، وبان معه جرح الرصاص وهنا المصيبة !
ناظرها بذهول:هذا أييش !!
تراجعت للخلف بتأتأءة:و.. لاشي.ء
شدّد على ذراعها بغضب شديد ، وإنشدّ فكّه ونطق بنبرة حادة ومرتفعة:سـرد
تسارعت أنفاسها بخوف يوضح من تعلثمها وتأتأتها:هـ..ءل ، هلا
دخل المطبخ وما إن دخل تغطت ذكرى بسرعة
ووقف أمام سماد وهو يبعدها لخلفه:لا تعصب عليها
تمسكت بذكرى يلي مسكتها

وتلخبطت خطواته من سدّد له سماد لكمة بوسط فكّه يسحبه من ياقته بغضب العالمين:وتقولها لي ياحقير !
ماتكلم وهو يناظره ببرود ، وهالبرود يلي شبّ بداخل سماد النار والحطب
ضربه بكل قوته وهو ماعاد يتحمل الضغط يلي جاه بوقت واحد
وفرّغ كل هالطاقة على هداج يلي أستقبل ضربه بكل رحَب صدر !
صرخ بوجهه بغضب:إخـتيي ! إخـتي تمد يـدك عليها يابـن الـكلب !
مسكت ذكرى يده بتهدئة: سماد إترك ، خلاص خليه
ناظرها وهي آشارت على سـرد يلي منهـارة مكانها فعليًا !
رماه على الارض ومشى لسـرد وهو يحاول يحضنها ويهديّها إلا إنها عيّت  تسَكن بحضنه
وقف هداج بأنف نازف وراسه يدور من قوة الضربة يلي جتّه
سحب المناديل وهو يمسح خشمه بألم مخفيّ بهدوء
وإبتعد عنهم وهو يخرج ، ووصلت لمسامعه صوت سماد الغاضب:توصلني ورقتها هالاسبوع لا بالله نتقابل بالمحاكم
ضحك بسخرية على نفسه وخرج للخارج يتوجه للغرفة السوداء بآخر البيت
قضى ربع ساعة يمشي لين وصل لها

أنتَ البحر وأنا المُبحر بِك والغَريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن