بسم الله الرحمن الرحيم
_____________كنتُ لا أزال أعمل بدقةٍ وجهد ، وبجانبي ليزا تساعدني فيما تقدر على أن تعاونني فيه.
كانت الساعة هي التاسعة مساءً ، وكنّا قد صلّينا العشاء مبكراً لأنّنا -أو بالأحرى لأنّني- راكمتُ أعمالي كثيراً وحان موعد الإنتهاء منها.خوارزميات الموقع تساعدنا كثيراً ، ولكنّها لا تفي بالغرض مع ذلك.
فرغم أنّني صمّمتها لتكون قويةً وعملّية ، لكنّني وبسبب ضعف خبرتي في البداية لم أفلح بجعلها تسهّل الأمر عليّ بما فيه الكفاية.
فمثلاً ، تقوم الخوارزميات بفصل المتقدمين الذكور عن الإناث ، وتفصل أيضاً من هم فوق سنّ الثلاثين عمّن هم دونه.
ولكنّني مع هذا كلّه مضطرة للتوفيق بين كلّ زوجين على حِدة.فلا يستطيع الموقع بمفرده ولا خوارزمياته بمفردها أن توّفق اثنين لبعضها ، فيجب عليّ أن أقرأ السير الذاتية للمتقدمين واحدة واحدة ، ثم أوفّق المشابهين لبعضهما في محادثة يمكنني الإشراف عليها.
وإن وافق كلاهما على بعضٍ ، فحينها يتشاركان سِيَرهما الذاتية ويعرفان اسم بعضهما ومعلوماتهما الشخصية جداً.وفي الحقيقة ، العمل في هذا الأمر يبدو ممتعاً وكأنّه لعبة .. ولكنّ حين تعمل فيه لمدّة إثنتي عشرَ ساعة يومياً ، بالطبع سيكون مرهِقاً جداً.
وخاصةً حين أعيد كتابة جملة 'مبارك! ، وجدت لكِ عريساً' و 'مبارك! ، وجدتُ لك عروساً' لمئات المرّات.تنهّدتُ للمرة المئة تقريباً بينما أحرّك أصابعي بسرعةٍ ومهارةٍ شديدة ، وكذلك كانت ليزا تفعل.
نظرتُ نحو العدّاد في شاشةِ جهازي اللوحيّ ، الذي يعدّ كم زوجاً وفّقنا من بداية اليوم وحتّى الآن.
فوجدتُ العدد شارف على الخمسمائة ، وما إن رأيت ذلك حتى تركت لوحة المفاتيح وألقيت ظهري بإرهاقٍ على الكرسيّ الواسع الذي أجلس عليه.
ونظرت نحو ليزا وأخبرتها:
" تستطيعين التوقّف قليلاً ليزا ، لقد أكملنا عدد جيداً حتى الآن "نظرت ليَ وتركت لوحة المفاتيح هي الأخرى ، ونهضت متوجهةً نحو فراشي لتلقي نفسها عليهِ بثقل.
في الحقيقة ، رغم الإنهاك الشديد الذي أشعر به الآن ، في العادة .. أشعر حين أستريح بعد العمل بآلام في الأصابع والظهر ، ومزاجٍ متكدّرٍ من التفكير والتركيز لمدةٍ طويلة .. لكن هذه المرة ، كان مزاجي مختلفاً أكثر بكثير.
في الحقيقة كان بالي مشغولاً بأمرٍ آخر طوال الوقت.
ولم يكن سوى سراج ، وقلقي من لقائهِ غداً.قاطعت ليزا أفكاري التي لا تتوقف أبدا ، قائلة بتذمّر كعادتها
" ليا يجب عليكِ أن تأخذي إجازةً قليلاً! "ثم رفعت رأسها الذي كانت تدفنه بارهاقٍ داخل الوسادة محاولةً إقناعي ، وهي تعلم بيأسٍ أنها لن تفعل.
" ستكونينَ مشغولةً جداً في الفترة القادمة بموضوع سراج ووالدكِ ، سواءً بالزواج من سراج أو بالتملّص من الزواج بأيوب! "
أنت تقرأ
الآنسة الخطابة || The Miss khattaba
عاطفية" لطالَ ما كانت هيَ تُزوّجُ الناس .. الشباب والشابّات ، وتسعى في استقرارهم و طمَأنينتهم ، ولم يَخطر على بالها يوماً أن يحينَ دورها .. وأن تكون هيَ العروس القادمة. حتّى جائها ذلك الشاب يوماً ما ، طالباً منها أن تبحث له عن عروس ، كما يفعلُ جميع الشبّا...