و بصوته الشيطاني ناداها الذي بدا خارجا من أعماق بئر في وسط غابة معتمة :جوري !!
لكنها حين استدارت.. لم تجد شيئا ..!
..
.
- فلتحل على الساعة اللعنة !
أكملت سيرها في رواق الشركة الطويل ذهابا وايابا ثم جمعت خصلات شعرها المبعثرة ، كان الجو باردا إلا أنها لم تكن ترتدي سوى معطفَ أسود خفيف،في ذاك الوقت لم يكن يدفئها شيء سوى روايتها البوليسية التي تقرأها ، "المصير المجهول" ،
- حقا إن حياتي مصير مجهول ، وجحيم محتوم، هدّني التّعب وأنا أنتظر..!
أوقفت سيرها ونظرت للباب وعيناها المتعبتان تترجانه في أن يفتح ..ألقت نظرة خاطفة على عقارب ساعة الحائط ، لقد بقيت تنتظر هنا لأكثر من ربع ساعة.. قد يكون هذا كثير على فتاة مثلها ..!
رجعت أدراجها من حيث أتت وكأنها لم تكن ،..قد يكون هذا اليوم حلما لأي فتاة لكنه لم يكن حلمها،فأحلامها تزورها حين النوم فقط ،
كانت الساعة حينئذ التاسعة مساءا ..فتحت باب البيت بمفتاح كان موجودا تحت حجرة بجوار المنزل ..
اعتادت وضعه هناك لأنها تخاف أن تهمله أو يسقط منها أثناء سيرها .. دخلت الحمام وبقيت تنظر لانعاكسها بالمرآة ..
ثم همست ..:أين أنتَ أيها المؤنس اللطيف..؟ أبغيابك أشعر بتغير طفيف..؟
أحسّت بأنفاس خفيفة على كتفها ..كانت ساخنة وكأنها ألسنة من اللهب ..
همست وهي لا تبعد ناظريها عن المرآة: أنا لا أراك ...
دام الصمت وأنفاسه تتصاعد لرقبتها لوقت طويل ، أحست بقشعريرة تسري في جسدها ، ثم تكلمت بصوت عالٍ: فلتذهب ،لتحل عليك اللعنة ..!
استدارت وكادت تخرج من الحمام إلا أنّها أحسّت بشعور قويّ يرجعها لحيث كانت ، ركّزت حدقتيها البنيتان على المرآة ،
التي كُتبت عليها كلمتين باللون الأحمر .."إلى الأبد ؟"
فغرت فاها ثم تماسكت : إلى الأبد أيها اللعين ..
.
علت أصوات دقات ساعة الصالة المشيرة إلى منتصف الليل ، البرد قارص في الخارج كأنه الصّقيع ، وهي في غرفتها فوق فراشها
أحست بأصوات ركض أمام البيت ووقع أقدام كثيرة ، أشخاص كأنهم بعدد سكان المدينة يهمهمون ، صوت بكاء طفل صغير وكأنه النغمة الحادة في آلة الكمان ، جلست فوق سريرها وأعينها منزعجة ، فهذا الصوت قد استمر الى السّاعة الواحدة ولم يختفي ..
- تبّا ، ماهذا .. ألقت نظرة من النّافذة ،الصّوت يزداد .. صوت همهمات في وسط الليل ، رفعت رأسها للقمر أوّلا ..وأخذت تلحّن قصيدة أسطورة القمر ..
- هناك عند ضفة القمر..!
سحابتان تغرفان من وجنة الضياء.
ملامح القمر..
وتنسجان من نجومه العذراء..!
أفاقت من غفلتها و نظرت للأسفل لترى ماسبب ذاك الضجيج بجانب منزلها ..
- ياللعجب ..؟!
لم تجد شيئا .. زادت الهمهمات عن حدّتها ، لم تفهم منها أدنى فكرة .. لكنّها رأت غطاءا أبيض ملفوفا على شيء لم تدركه ..غطّت نفسها بغطاء خفيف ، وأنت الآن ، يمكنك سمع صوت أقدامها وهي تنزل في الدرج ، .. اقتربت من الباب وزادت حدّة الهمهمات وتعالت الأصوات بشكل مخيف .. استغربت جوري أكثر ..
أنت تقرأ
صدفة شياطين-Coincidence of demons
Horrorهل تظن أن صدفة هي أم ڪان القدر؟ أم الشيطان هو من جمع بيني وبين اللعنة تحت مايسمى بالصدفة.. حلت علي في ليلة سوداء ڪان لمعان قمرها يودعني من دون أن أعلم، أمواج طيف السلام قد جزرت في لعنة مأساوية ڪان عنوانها-الوداع في ليلة قمرية صاخبة-" وهل ڪانت هذه...