اقتربت العجوز من الشاب جاد و رائحةٌ كريهةٌ تتصاعد من فمها وأسنانها الصّفراء التي قد أجرت حربا في فمها ..!
تكلمت وصوتها قد أصدر زمجرة مزقت السّكون الرّهيب : أيّها المتطفّل اللعين .. أنّى لك أن تتجرأ وتدخل منزلي .. تالله إن عذابك سيكون على يدي ..
إبتعد الشّاب عنها وتمتم ببضع كلمات غير مسموعة .. ثم قال موضّحا : العفو أيّتها ..السيّدة ، لم أقصد التّطفل و إنّما كان منزلك المهرب الوحيد والنّجاة حين كنت سأرقد في القبر إلى الأبد ..
ضحكت ضحكة شيطانية مطولة غمست الرعب داخله وقالت : أتظن أن ذلك الشيطان سيلحقك القبر ؟ .. ستتمنى الموت أيها الحقير ..!
لم يستغرب من كلامها فمجرد معرفة أنه في بيت مشعوذة أو عابدة للشياطين يوقظ كل شعرة من جسده ، .. وتتبدد أحشائه ويعصر الخوف قلبه .. جمع شتات خوفه ورماها بعيدا ثم ابتسم .. و أردف : لا يهم ، مادامت الحياة جحيما فالموت أهون بكثير ..! وما أنا بمتمنٍ الموت ، وماهو يجري في أعقابي ، كل مايهم .. أنني بخير لحد الآن ..
ثارت وهاجت وظنّتها إهانة لها وتحقيرا، فتمتمت بين شفتيها بكلمات تنذر بالشرّ وانفجرت كالبركان الثائر..
فضربت الأرض بعصاها التي تتوكأ عليها ،ثم قالت بصوت متعرج : أنا التّي أملك السلطة هنا ، وأنت الآن في قبضتي .. !
وانهالت عليه قوى من العالم الآخر ، جعلته يسقط أرضا ، فاقدا للوعي ..!
إبتسمت العجوز جاحظة العينين ، ثم جلست فوق الأريكة .. بجانبها !
.
.
دخلت جوري الصالة وسمعت صوت شيئ يسقط أرضا ، لكنّها لم تجد شيئا .. تبّا .. كانت تظن أن عائلة الرّضيع جاءت لتأخذ جزاءها المحتوم حين فقدته ، ..
- بحق الإله ماهاته الأصوات .. وكأني سمعت قبل قليل صوت إنسيّ ، فهل أنا حقّا لست وحيدة ؟ .. مَن كان يتكلم قبل قليل ..
جلست على أريكة الصّالة متعبة من البحث عن الرّضيع ، .. أنّى له أن يختفي وهو لم يغلق شهره الرّابع بعد ؟ .. أ من يد في الخفاء جاءت لتأخذه ؟ أم هناك بين الخفايا أمر مدبّر .. على وشك الوقوع ..!
تنهّدت بكسل وحزن .. وما لبثت أن أحسّت بثقل يجلس بجانبها في الأريكة ، تملّكها الخوف وتسمّرت في مكانها لا تقوى على الحركة ، حاليّا وقبل أن تستدر.. حدقتاها لا ترى أي كائن فوق الأريكة ..
أدارت رأسها ببطئ شديد وهي ترتجف ، وتحدّث نفسها ' أمن كائن مختفٍ وسط الغشاء .. أم أنَّني أتخيل .. ؟'
أنت تقرأ
صدفة شياطين-Coincidence of demons
Korkuهل تظن أن صدفة هي أم ڪان القدر؟ أم الشيطان هو من جمع بيني وبين اللعنة تحت مايسمى بالصدفة.. حلت علي في ليلة سوداء ڪان لمعان قمرها يودعني من دون أن أعلم، أمواج طيف السلام قد جزرت في لعنة مأساوية ڪان عنوانها-الوداع في ليلة قمرية صاخبة-" وهل ڪانت هذه...