4| في عقر الشيطان !

33 6 7
                                    

في ظلمة تلك الليلة الغامضة، كانت الأحداث تتلاطم كأمواج هائجة في بحر الغموض والرّعب، كانت جوري تترقّب  الرّضيع بعينين مليئتين بالدهشة والقلق، وسط هذا السيناريو الغير عادي.

فجأة، كأنما انفجرت أرض الغرفة من تحت أقدامهم، والأجواء تغلفت بطقوس سحرية تعكس قوة خفية تحاول الظهور. كانت الأرض تتمايل كالسفينة في بحر هائج، والجدران ترتعد كأنها تحتضن الرعب الخفي،حيث تبدد الهدوء في الغرفة كالرّماد أمام الرّياح العاتية.

وسط هذا الفوضى، بَدت الغرفة كمسرحية مخيفة، حيث يتناغم الظّلام والاضطراب لصنع لوحة تخيلية من الرّعب، الرّضيع، الذي كان يحمل في داخله سرًا مظلمًا، كَنت الابتسامَة المُخيفَة لَا تُفَارق شفَتيه.

صَرَخت جوري بفزع :مَالذي يَحدث هنـا،مالذي يَجـري؟

في هذه اللحظة الفارقة، كانت جوري تحاول فهم الأحداث الغامضة، ومحاولة السّيطرة على الوضع، فيما ارتفعت الأصوات المرعبة، وبدأت الأشياء تتحرّك بشكل غريب حولهم، وازدادت الهالة من الغموض والخوف تسيطر على الجو،كانت الحقيقة تتأرجح في الميزان، مثل نقطة ضوء في بحر من الظّلام المتعمّق، تتوقّف على حافّة الواقع والخيال.

الأرض ترنو وكأنها تحاول التّخلص من عبء الأسرار التي تحملها في أعماقها، فتلك الاهتزازات الغامضة كانت كالصّرخة المكتومة تنادي إلى عقولهم لكشف أسرار لا تُحكى.

في ذلك الجو المشحون بالتوتّر، كانت جوري تُراقب الوضع والشّاب الذي وقف مَصدوما مستسلما  بعيون مليئة بالدهشة والخوف، فلا يمكنها تفسير الأحداث الغامضة التي تتكشف أمامها،الرّضيع الذي أخَذته في ليلة مظلمة، والشّاب الذي طارده شيطان في أعماق الغابة، كانت هذه الصّور الغريبة تراقبها من بعيد مثل شبح يتربص بالظّلام.

وفيما يتلاشى الزّمان والمكان في متاهات الغموض، ظل الرّضيع ينظر إلى الشاب بنظرات تحمل في طياتها أسرارًا لا يمكن فك رموزها، كانت تلك النّظرات تعكس عالمًا مظلمًا من الأفكار والمشاعر المتضاربة،وابتسامته لم  تفارق ثغره الصّغير.

 تواصلت الاهتزازات التي تهز أرض الغرفة، كأنّها تعبير عن اضطرابات الأرواح المظلمة التي تتقاذف بين جدران الغُرفة، ترسم لوحة سوداء من الرّعب والغموض تتخللها ضجّة غير مفهومة، داعية إلى الاستفسار عن حقائق تبدو أكثر غموضًا مما يمكن تخيله العقل البشري.

-بدأت أسرار العالم الآخر تتسرب إلى الحياة الحقيقية ! تمتم الشّاب جاد بهدوء بينما يحاول التّماسك من السّقوط على الأرض .

ثُـم ، الظّلام !

وكأنّه الذي يختبئ في أعماق الليل أصبح سيد الأحداث، وهو يتربع على عرش الغموض والسرّ، ملفتًا أنظار كل من يخوض غمار أحداث هاته الليلة.

صدفة شياطين-Coincidence of demonsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن