« أربـعُ فتـيَات، خِـيار واحِـد »

12 1 0
                                    

.

.

.

أربعتُنا واقفاتٌ أمامَ البَاب الخشبِي الموصَد لحجرَة الإدَارة، كَانت رُوزا تحادِث سكارلِيت، و آلِيا تظفِر خصلاتِها، بينمَا كنتُ أجُوب ببصرِي حولَ الروَاق و السقفِ و الأرضِية، ملاحِظة نوعَ و لونَ الطِلاء المستخدَم، لم ألمَح سابِقا أن الجدَران بلونٍ كلونِ الشَايٍ الأخضَر، ظننتُها رمادِية أو سودَاء لكَآبَة الجوِ هُنا، وقعَت أنظارِي على الشرِيطة الوردِية أعلَى شعرِ روزَا الأشقَر ..

رفعَت بكفَاي الصغيرتيّن نحو خصلاتِي البنيّة أتحسَسها، خالِية من الزينَة و الإكسِسوارات، فقَط خصلاتٍ مجعّدة برائحَة الصابُون، حتَى أنّ الأختَ الكبرَى آنّ ربطَت شعرِي كذيلٍ حصَان بخصلاتِ شعرِي ذاتِها! دون أن تستعمِل ربطَة لإختفائِها فجَأة ..

توقفتُ عن تحسُس شعرِي، لأبصِر روزَا مجددًا، كنتُ أتسَاءل عَن سببِ حلُولها بالميتمِ، هي جمِيلة للغايَة، و لطِيفة كالمَلاك، حتَى وإن تغاضَيت عن سببِ وجُودها، فلن أتغاضَى عن سببِ عدمِ تبنِيها للآن، لذلكَ أدعُو من صمِيم قلبِي أن تقُوم هذه الآنسة بتبنِيها، رغمَ أننِي أحسَد روزَا لتحصّلها على كلِ الحب من جمِيع الأساتذَة و المشرفِين و حتَى الفتياتِ الصغيرَات، هِي أمِيرة الميتمِ، أما أنا.. فقَد كنتُ أختَ الجرذَان، كما تنادِيني الأختُ الكبرَى ليليسَا، كوننِي أكثَر من يعاقَب .

.

.

.

لمحَت مقبَض البابِ يتحرَك ليفتَح من قبلِ الآنسَة تولِيب، لتطلُب منِي الدخُول فحَسب، كانَت تلكَ الآنِسة متواجِدة كذلكَ، لذا طردتُ فكرَة العقَاب من تفكِيري، و خطوتُ بأقدامِي الضئِيلة صوبَ الغرفةِ، أوصَدت البَاب بعد دخُول، لأبتلِع ريقِي خوفًا و توترًا، تصلبّتُ مكانِي، مشبكَة أناملَ يمنَاي بيسرَاي، مبصِرة الأرضِية

- إرفعِي رأسكِ ليليان، لتتفحَص الآنسة ميجَان معلمكِ

تعجّبت من هذَا الطلبِ، أ لَم تقُم الآنسَة الغرِيبة قبلَ قليلٍ برؤيتِنا؟ أقصِد .. لمَ قد ترانِي على إنفرادٍ ..
تقدّمتُ نحوَها بطاعَة لأوامِر الآنسَة تولِيب، لأستقِيم أمامَ الآنسَة الأجنبِية رافِعة أنظارِي و معلمِي الخائِف نحوَها، حاولتُ إخفَاء هذا الخوفِ، أعتقِد أننِي أخفيّتُه بشكلِ جيّد ..

رفعَت تلكَ الإمرَأة بأنامِلها متناوِلة ذقنِي الصغِير بينَ سبابتِها و إبهامِها، مموضِعة عدستيّها الزرقاوتيّن على ملامِحي، بِدءًا من أعينِي الشهلَاء ذاتِ لونِ البندقِ، مرُورا بالنمشِ الخفِيف الصعبِ لمحُه دونَ تقلِيص المسافَة، لأنفِي الصغِير، ثمّت شفتَاي البارزَتان لحمرتِهما، المتشقِقتان رغمَ صغرِ سنّي، وصُولا للندبَة أسفَل جفنِي، التِي مرَرت بأصبعِها فوقَها مرارًا و تكرَارا متأمِلة الوجَه الذِي أشكّله .

كَــــامِــيـل - 𝐶𝑎𝑚𝑖𝑙𝑙𝑒 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن