P01 : أحلام مضيئة

5K 150 51
                                    

𝒢𝒾𝓋ℯ 𝓂ℯ 𝓈𝓉𝒶𝓇 𝓅𝓁𝓈

‏إن امرأة تكتب ، لديها قبيلة من الأصدقاء ، تُغلق عليهم الدفتر وتنام وحيدة

.

.

.

"انا احبك.. احبك.. اقسم انني احبك"

اخترق المشهد السمعي لغابة شيبكينسكي صرخات حزينة لصبي صغير لا يزيد عمره عن ثلاثة عشر عامًا وكان صوته عبارة عن رثاء تردد صدى وسط العناق الشرير للمظلة العلوية... يبدو أن رقصة الظلال وأوراق الشجر وهي رقصة باليه مروعة تسخر من عرضه الضعيف وهو راكع أمام فتاة تصغره بخمس سنوات.. عاشقة الطفل وجهها لوحة بيضاء خالية من مد وجزر المشاعر الإنسانية

تعلقت قشعريرة بشكلها كما لو أنها خرجت من الحياة وكان وجهها خاليًا مثل الفضاء الذي يقع خلف النجوم... إن بقايا الدم التي لطخت ملامحها وهي حمراء على العنف الذي أصابها لم تؤدي إلا إلى تضخيم الهالة المخيفة التي اكتنفتها... كانت ترتدي ثوبًا مرادفًا لقيود المرضى العقليين وقفت جامدة مثل التمثال ونظرتها عبارة عن فراغ لا يقدم أي راحة من الوحدة التي لا بد أن تسكنها بالتأكيد

كانت خصلات شعرها السوداء تتدلى مثل ستارة وتغطي نصف وجهها بغطاء من الظلام... وبازدراء منفصل وضعت ساقها على كتف الصبي مما أجبره على الحفاظ على مسافة كما لو كان تذكيرًا ملموسًا بالماضي الذي أرادت تركه وراءها... كانت تصرفاتها باردة ومحسوبة وعديمة الشعور مثل عملية التخلص من القمامة

شددت قبضة الطفل على ساقها وكانت تنهداته ترددت أصداؤها في سكون الغابة :

"من فضلك كاميلا ... من فضلك لا تفعلي ذلك بي"

توسل إليها وكان صوته نداء يائس لفتاة يبدو أنها لا تهتم بمحنته... لم تنغمس في توسلاته الحماسية... أزاحته بالقوة من ساقها بنفس الانفصال البارد الذي قد يظهره المرء عند طرد حشرة غير مرغوب فيها... ظل وجهها لوحًا فارغًا ولم يكشف عن أي إشارة إلى الاضطراب الذي كان يجب أن يكون متماوجًا بداخلها

كانت نظرتها موجهة إلى امرأة مستلقية على الأرضية الخشبية... كان الكوخ غارقًا في بحر من الدماء ولوحة مروعة من العنف تتحدث عن الفظائع التي حدثت داخل حدوده... تردد صدى صوت رجل يرتدي بنطالاً في الغابة وكانت كلماته اعتراف باغتصاب وذبح المرأة التي كانت أمامها

"كاميلا طلبت منك أن تسرعي"

صوت الرجل كان يحمل إلحاحاً

"أريدك الآن أمامي"

النغمة المليئة بالقصد الشرير دفعت كاميلا إلى الحركة وكان تعبيرها خاليًا من العاطفة مثل السواد الداكن الذي علق في الليل.. أطلق الصبي الذي شهد مصير والدته المروع صرخة بدائية وهرب وكان جسده الصغير غير واضح وهو يركض بعيدًا عن الأهوال التي لا ينبغي لأي طفل أن يتحملها على الإطلاق

فَقط كوني ليِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن