بعد ان ابتعدت عن حياة العمل والمشاكل ، قررت ان اعطي لنفسي راحة ، القليل منها فقط ، مجرد اسبوع واعود كما كنت…
اجلس مع نفسي وارى الاحداث الماضية من زاوية اخرى ، بعد ان لقنني صديقاي بعض النصائح ، وتحذيري من وقوعي في مشاكل قانونية ،
اهز رأسي يمينا ويسارا لاستفيق من تشرد ذهني لارى هاتفي في وضع الاهتزاز ، صديقي زاك يتصل كثيرا وانا اعرف مايجول في خاطره ، الملاهي والعاهرات ، وانا ليست تلك هي اجوائي ، انا احب رؤية البحر والمروج الخضراء ، احب ان ارى الثلوج في مرتفعات البليدة وسلسلة جبال الوانشريس الهائل ارتفاعه…
حسنا حسنا ، الليلة خمر وغدا امر يا انس
ارد على اتصاله وهو يقص علي رواياته الكاذبة والاخرى لا اعلم من اين يأتي بها ، ثم كعادته يقترح علي بعض الفودكا ، فأبتسمت ، لا اعلم لما ، ربما لاني اعرف كيف سينهي حديثه ،
قم ارد عليه قائلا : بشرط ! ان يكون مفعوله قوي ، لاني اريد ان اموت اليوم ،
- لا ، بطني يؤلمني من المفعول القوي ، سنشتري الفودكا ، اثنين منها ستفي بالغرض .
بعد ان انهينا العشاء ذهبنا خلف محلات اخوانه ، كان منزعج جدا من ابن عمه ، كان يستغله عندما يسافر معه ، يعده بأن يعطيه نصيب من الارباح وعند عودته لا يرا منه شيء ،
كان يشرب وهو يغلي في داخله ، وانا احتسي واسمع ، وعقلي بعيد ،
اسكب لي المزيد ، ثم امسك القنينة واسكب لي ثم له ، لقد كانت حالتنا مقرفة ، لن اعود لها ما حييت .
بعد ان انتهى من تفريغ طاقته في الحديث اصابه الغثيان فقام ليخرج ما بداخله ،
احمرت عيناه و وجهه ، يمسك في سور المحل وينظر لي ثم اقول له بإستفهام : من الذي اوصلنا هنا ؟ لا اريد ان اعيش هذه الحياة ، ارسد حياتي الاخرى
- ايا حياة تقصد ! هيا قم واستفرغ لكي لا يؤثر عليك الكحول …
+ لا ، انا اتحمل ، لن يحدث شيء لي .
كان يضحك بإستخفاف ويترنح يمين ويسار ، اما انا ،
انا كنت التفت يمين ويسار والعق شفتاي ، اشعر بالنمل يمشي فيها ، واتذوق ذلك الطعم ، ثم اقف قليلا لاتمايل ولا ارى شيء امامي الا نقطة ضوء ابحث منها عن الطريق ،
انت لا تنسى شيء ، انت فقط تستمتع بنشوة السُكْر ويرتفع في داخلك هرمون السعادة ، فتظن انك تنسى همومك ، اما في الحقيقة ، انت جبان ، انت تهرب من الواقع ، انت تزيد الطين بلة ،
صحوت في سكري وانا اردد ، لا اريد ان اهرب ، اريد ان اقاتل ، ومهما كان الواقع مرا سوف احتسي منه مثما احتسيت الخمر .
لن تشعر بشيء حينها ، لا ارتفاع ضغط ولا نزوله ، ولن تشعر بدوران الارض لانك مخدر اصلا ، لن تشعر بالاذى او الخطر الذي سوف يصيبك، اما انا احسست به ، واحسست بعدها برحمة الله علي ، استغفره وحاشاه ان اذكره في مثل هذه المواضع.
اخبرت زاك اني سوف اتوجه الى البيت ، لا اريد ان ابقى في الخارج كثيرا ، اشعر بالبرد …
كنت متثاقلا كثيرا اتمايل هنا وهناك الا عند خروجي للطريق ، لان الاضواء تملئ الطريق ولا اريد احد ان يراني بهذا الحال ،
اسرعت في بطئ ودخلت الى المنزل دخول اللص .
بعد ان غير ملابسي استلقيت على ظهري ، ثم…
اشعر بنمل يمشي معي ، من اسفل ساقاي حتى وصل الى صدري ، قمت بسرعه ناحية القمامة ، لاخرج كل ما كان بداخلي ،
بعد ان رفعت راسي تنفست هواء نقي ، لم اتنفس قبله قط ، ثم مشيت على الاربعه الى سريري واغمضت عيناي ، اهذي واهذي ، ثم قلت ، بصوت خافت ،
+ يارب ، اريد ان استفيق ويعود لي عقلي ورشدي ، واعدك وعد الرجال ، لن اعود للشرب مجددا ، و وعد الحر دين .
ثم اغمى علي .
عندما استفقت في الصباح ، لم اعد اتذكر شيء الا وعدي لربي ، و حالة سابقة من الاغماء حدثت معي ،
كنت قد افرطت في تعاطي جرعات كبيرة ، بدون مراعاة ، كنت اتهور جدا في اخذها ، حتى دخلت يوما ما الى المنزل واذا بالغرفة تلف وتدور بي ، ثم سقطت ارضا ، وجسمي كله يقشعر وكان النمل فيه ، شعرت بالبرد الشديد ولم استطع الحراك ، اغمضت عيناي و وضعت راسي على الارض مستسلم للمفعول ، ليس بيدي حيلة غير الاستسلام .
ثم فجأة لم اعد اتذكر شيء ، افقت في مساء اليوم الذي يليه ، والحمدلله لم يشعر بي احد من عائلتي
ذهبت الى المشفى بعدها واخبرت الممرضة كل شيء ، وصفت لي بعض الادوية لطرد السموم من رئتي وكامل جسمي ، ونصحتني بأن لا اعود له ، لاني سوف القى حدفي ،
كان مجرد اسلوب تخويف منها لابتعد عن القرف ، لكني كنت قد اتخذت قرار بأني لن اعود للتعاطي .
الحمدلله مازلت على وعدي ، بعد ستة سنوات او اكثر حتى لم اقترب منه ، ولن اقترب بإذن الله ، انه مجرد جنون ، وجهل ، انا لا اشعر بالندم على تلك الفترة ، لكني نادم لاني خالفت وصية الله ورسوله ،
ليتني انفقت امواله على فقراء الحي بدلا من شراء الجهل وشربه ، حتى لو كان ثمنه قليل ، والحمدلله بعد ان قررت تركه امسيت انام واصبح مثل الرضيع الصغير في مهده ،
خالِِ من الهموم والطاقات السلبية ، اشعر بالسعادة اينما ذهبت ،
هذه هي رحمة الله عليك عندما تترك شيء من اجله ، فهو يعوضك حتى يرضيك ، الحمدلله
اعدت ضبط نفسي ، وتخليت عن عصبيتي شيئا فشيء ، بعد ان كنت لا ادخل الى البيت كثيرا وعندما اعود ادخل في الليل ، واحيانا لا ابيت فيه ، اصبحت اجلس مع اهلي كثيرا ، ارى بيتنا جميلا . اتصل بجدتي وهي في الغربة وامازحها ، في القديم كنت لا اتصل بها، الا عندما تشتاق لي هي وتتصل بي .
كنت اركض وراء الدنيا ، نسيت ان لدي حياة ودنيا خاصة بي يجب ان اهتم بها ،
من جهة اخرى التفت لبعض الامور التي تخص البيت ، قد بلغني في الماضي امرها ولم اعرها اهتمام ،
امور كانت تؤدي بمستوى عائلتي الى الأسوئ
أمسيت يومها على عمي في حديث طويل ليبرر لي اخر المستجدات ثم في لحظة ما وقفت وقلت له : لقد استفاق فرعون هذا المنزل من قبره ، فـ استعدو وأعدو ، فإني اقسم بأن أذيق المر من كان له يد في ذلك …
❤️🌺
أنت تقرأ
PsychoSadism / سايكوساديزم
Mystery / Thrillerجميع الاحداث في القصص القصيرة الموجودة هنا قد حدثت بالفعل وانا صاحبها ، وقد تكون بعض المشاهد لا تليق بالفئة المراهقة والصغيرة لهذا احذرك ولا انصحك بتجربتها في الواقع ، استمتع بالقراءة فقط... خواطر يومية ، تجسد الهواجس السايكوسادية ، فن من فنون الم...
