كلما وقفت امام المرآه
حدثت في الفتاه على الجانب الاخر.؟ من تكون...؟
أرى شعرها للذي يصل لترقوتها و عيناها التائهتان ، اعرفهما بوضوح
لكنني لا اريد التذكر .
منذ ان تخلت تلك الفتاه عن قناعها المزيف وهي تعيش حالة تيه ، لاتدري ماتفعل ، قرأت عنها ، في دفتر اسوأ . يدعى مذكرات شخصية ، لكن الحقيقة أنني لا اعرفها !
أمشي بين الحقول و الجبال ، اين ؟ لا ادري
فجأه !!
هناك من يلحق بي ...
انا الهث
يا الهي انه رجل
اركض بسرعة أكبر لكن انقباضات صدري بدأت تزداد . استدير ، الرجل يحمل مطرقة ! .. أتعثر بحجر وأسقط ... الرجل ، انه يقترب أكثر ؟ لا يذهب ؟ لا ادري لكن مهما كانت النتيجة ، اعرف نهاية القصة .
موت .
استيقظت فتاه في عقدها الثاني من النوم على الساعة الثالثة فجرا ، تتجه للمطبخ تشرب كوب ماء و تذهب لمجلس الضيوف ، تشغل التلفاز و تتابع اي شيء يجعلها متيقظة .
منذ وفاة والديها وهي تعيش حالة انكار ، يقول الطبيب انها مراحل تأقلم وفترة و"تعدي" لكنها تعرف ان شيئا ليس على ما يرام حقا ...
انقطعتُ عن الجلسات مذ شهرين تقريبا... على ما اذكر او سنة؟ لا اذكر
اليوم عندي كالشهور والشعور سنوات والسنوات عقود ، والعقود الى ما لا نهاية ،فقدت احساسي بالحياه ، ومعنى العاطفة والمشاعر . اتابع تحديثات اناسٍ يظنونني صديقاتهم من الجامعة على مواقع التواصل يجيشون في هناء ، ورائحة مع عائلاتهم ، منهم من تزوج ومنهم من لازال يتم دراسته ، لكن لا بأس ، لا دخل لي بهم ، فانا لا اعرفهم حتى كما يدعون .
اتجه للحمام ،القي نظرة على ذاك الوجه الميت في المرأه ، الذي بات يأتيني في كوابيسي ، بت اكرهه .
يقولون اني جميلة ، لا ارى جمالا .
مجرد وجه باعت ملأته الهالات ، عينان باهتتان خاويتان من البريق ، وشفاه متشققة وشعر اشعث لم يمسسه ماء منذ زمن بعيد.
لا احب ملمس الماء فوق جلدي ، انه يذكرني بلمسات اكاد انساها.
ولا صوت الحديث في اذني ، انه أشبه بجرس رنان ، كرهته وكرهت كل من يتفوه به . لم اسمع صوتي لشهور .
هل مازلت استطيع التحدث ؟ لا ادري ولا اريد ان ادري .
صوت على الجانب الاخر من الباب ..
تقول الفتاه على طرف الباب : ايريم هل انت مستيقظة ؟ افتحِ
هل افتح؟ هل اعرفها ؟ صوتها مألوف ،... الصوت الوحيد الذي استطلفت سماعه .... هل تفتح ؟ هل افتح ؟ الفتاه تنتظر ... هل افتح ؟ ماذا ان كانت تريد ايذائي ، لا ...
سأفتح ،....
تقول الفتاه بعد ان فتحت لها انها تعرفني .... وتثرثر حول انني يحب ان اخرج من قوقعتي هذه ، اومء لها بنعم و اجاريها بعدة كلمات مبعثرة في ضيق ، فتذهب . بكل بساطة
"قبل 3 سَنواتْ "صوت رنين الهاتف ، من الواضح ان احدهم ينتظر إجابة وراء الجانب الاخر من السماعة ، فتاه في مقتبل العمر ذات بشرة حنطية و شعر اسود قصير يصل طوله لاسفل عظمة الترقوة ، تناولت الهاتف بعد ان قامت من السرير وكان من الواضح انها كانت نائمة .
"ألو؟"
رد الصوت من الجانب الاخر " ألو ؟ هل استيقظت لتوك ؟ كنت انتظرك بالاسفل لمدة ساعة ! هل نسيتي ما اتفقنا عليه يا ايريم !؟ "
(ايريم) : "موعد ؟ اي موعد يا اجوان!؟ "
(أجوان) : ألم نتفق البارحة على أن نلتقي اليوم صباحا امام باب عمارتك لانك ترغبين في شراء بعض الاغراض للشقة ؟ "
(ايريم) : ..... اووه لقد تذكرت ! انا أسفة لقد نسيت الأمر كليا ، لقد سهرت البارحة وانا اعد مشروع الجامعة لذا استغرقت في النوم صباحا .. انتظري اقفلي الخط ، سأنزل لأفتح لكِ الباب ، لتنتظريني داخلًا، الجو بارد
(أجوان) : حسنا ، بعد كل شيء انا معتادة على سذاجتك ، افتحي الباب بسرعة لانني على مقربة من التجمد يا حمقاء ..
(ايريم) : *قالت وهي تنزل الدرج بصوت ضاحك * ههههه آسقة حقا يا عصبية
(اجوان) : سأقفل الخط .
وبعد ما يقارب العشر دقائق ، سمعت اجوان صوت اقدام خلف باب العمارة من الداخل ، و بعدها بقليل فتح الباب و ظهرت رنيم وهي ترتدي بيجاما شتوية وتلف وشاحا حول عنقها و شالا اسود داكنا فوق شعرها القصير الذي لاطالما نعتته اجوان بقصة شعر الصبيان ،وقالت بصوت ناعس
(ايريم) : ادخلي بسرعة الجو اسوا مما تخيلت انا من ستتجمد الان يا هذه
دخلت اجوان وبقيت رنيم خلفها لاغلاق الباب بالمفتاح وفي تلك الاثناء رمقتها صاحبتها بنظرة ، ف فهمت رنيم مغزاها و رمقتها هي الاخرى بنظرة تعني (لنتحدث لاحقا )
(اجوان) : هل مازلت تقيمين وحدك هنا ؟! أخبرتك ان تنتقلي لمن لنا مرارا ، ماذا ستفعلين ان اقتحم احد العمارة ، ولاتوجد كمرات مراقبة ولا حارس حتى ... أمي تقول انه من الأأمن ان تنتقلي لمنزلنا فلدينا غرفة شاغرة وسنقضي المزيد من الوقت معاً
ردت (ايريم) بحنق وهي ترتدي ملابسها : وانا أخبرتك انني لن انتقل ، ليس لانني لا ارغب في جوارك , لكن هذه الشقة هي آخر ماتبقى لي من عائلتي ..... هذا منزلنا ان رحلت ، من سيبقى معهم ؟ .
أنت تقرأ
آلمسافِر
Fantasyتتحدث الرواية عن الفتاه ايريم ، التي تعيش وحيدة بعد موت جميع افراد عائلتها في حادث مروع . فتحظى البطلة بفرصة السفر بين الابعاد، لكنها تصبح حبيسة بعد في هذا الكون الفسيح . فيا ترى كيف ستعود بطلتنا لعالمها ؟ ومن ستقابل؟ هذا ما سنعرفه في هذه القصة .