رَقصَة لِقَاء الرَّغْبة،.

32 7 63
                                    

في قلبِ مدينةٍ صاخبةٍ ، حيثُ تومضُ الأحلامُ مثلٌ أضواءِ النيونِ وترتفعُ الآمالُ معَ إيقاعِ الليلِ ، هنا حيثُ فتاةٌ تدعى ألثيا . كانتْ مفارقةٌ ، مزيجا منْ الأحلامِ المحطمةِ والأملِ الذي لا يتزعزعُ ، روحا حزينةً تتوقُ إلى لمسةٍ منْ السحرِ لكنها ما زالتْ متمسكةً بالأملِ في أنَ خلاصها ينتظرها في مكانِ ما هناكَ مكانٌ ليسَ ببعيدٍ عنْ حلمها

كانتْ ألثيا منْ أشدِ المعجبينَ بدانييلْ ، المغني الشهيرُ الذي ترددَ صدى صوتهِ في أعماقِ حياتها . وجدتْ العزاءَ في ألحانهِ ، حيثُ كانتْ كلُ نغمةٍ منهُ بمثابةِ ملجأٍ منْ حقائقِ حياتها القاسيةِ . ولكنْ وراءَ إخلاصها يكمنُ سر دفنتهُ تحتَ طبقاتٍ منْ الذنبِ والعارِ - وهوَ ماضٍ ملونٌ بالأخطاءِ وسوءِ التقديرِ ، مما جعلَ أصدقائها يلقبونها " الفاسقةَ " بسببِ حبها وتفكيرها القذرِ تجاهَ منْ تحبُ

على الرغمِ منْ اضطرابها الداخليِ ، تشبثتْ ألثيا بالفكرةِ القائلةِ بأنَ حياتها ستتقاطعُ في يومِ منْ الأيامِ معَ حياةٍ دانييلْ ، ولوْ للحظةٍ عابرةٍ . كانتْ تحلمُ بلقائهِ ، وتبادلَ حديثٍ قصيرٍ وقبلهِ ولوْ كانتْ قصيرةً منْ شأنهِ أنْ يحفرَ نفسهُ في نسيجِ ذكرياتها حتى المماتِ الليلةِ ،

 عندما ألقى القمرُ وهجهُ الفضيَ على المدينةِ تامرْ القدرِ لتحقيقِ رغبةٍ ألثيا . بخطواتٍ مترددةٍ تتجولُ في الشوارعِ كالشبحِ ، تبحثَ عنْ العزاءِ في أحضانِ الغرباءَ ونشوةِ الليلِ العابرةِ . كانَ قلبها يتألمُ ، وروحها مكدومة ، إلى أنَ وجدتْ نفسها منجذبةً إلى نادٍ خافتٍ الإضاءةِ ينبضُ بالموسيقى تدعوها أبوابهُ إلى عالمٍ تجرؤُ فيهِ الخيالاتُ على التحققِ . لقدْ سمعتْ همساتُ مغني يمكنُ لصوتهِ أنْ يشفيَ حتى أعمقَ الجروحِ ، ومعَ شوقٍ يائسٍ في قلبها ، تجرأتْ على الاعتقادِ بأنَ أحلامها هذهِ الليلةَ قدْ تتحققُ أخيرا .

عندما خطَ إثرَ أقدامها الناديَ ، امتلأَ الهواءُ بالطاقةِ ، وهجمتْ سيمفونيةٌ منْ الأصواتِ والألوانِ على حواسْ ألثيا . شعرتْ بأنها في غيرِ مكانها وسطَ بحرِ الأجسادِ التي تدورُ على الإيقاعِ ، وغمغماتْ الزبائنُ وقرقعةُ النظاراتِ الناعمةِ لكنَ قوةَ دفعٍ لا يمكنُ تفسيرها تحثها على المضيِ قدما

في أجواءٍ ألثيا ذاتِ الإضاءةِ الخافتةِ ، حيثُ اختلطتْ رائحةَ العطرِ بضبابِ السجائرِ ، اعتلى المسرحُ دانيالْ ، المغني الشهيرُ ذو الصوتِ الذي يمكنُ أنْ يذيبَ القلوبَ . ارتفعَ صوتهُ ، وهوَ ينسجُ في الهواءِ المليءِ بالحيويةِ مثلٍ همسَ عاشقٌ ، يأسرَ الجمهورُ بكلِ نغمةٍ .

التفتَ قلبها يسابقُ عينيها ، عينيها التي شعرتْ بثقلِ ضعفها وكثافةِ عواطفها الخامَ تتجلى مثل بتلاتٍ هشةٍ تتفتحُ تحتَ دفءِ الشمسِ ، رأتهُ واقفا هناكَ ، مجسد أحلامها ، جوهرُ شوقها ، منارةٌ تنيرُ ظلالَ روحها . صورةٌ للنعمةِ رسمتها يدُ القدرِ ، وقفُ هناكَ أمام بؤرتيها بمثابةِ سيمفونيةٍ للوجودِ كلِ نفسِ منهُ بيتا وكلَ حركةٍ مقطعا في الشعرِ

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Night of dreamsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن