الجزء الأول : الإرث

76 9 3
                                    

يوووو هوووو .. يووووو هوووو

هبط قرص الشمس الزئبقي اللون غريقّا ..

غروب الشمس فى الأفق البعيدة فوق سطح البحر غامض اللون كأن ذلك القرص الزئبقي يغرق...

يوووو هوووو .. يووووو هوووو

صوت ترانيم مزعجة يملأ الأرجاء..

شاطئ جزيرة لا اعرف موقعها .. النخيل يعتلي اشجار الجزيرة .. وآلاف الاشجار الأخرى .. طيور تغرد هنا .. غربان تنعق هناك .. طائر النورس يحلق فى الأفق .. عبث صغار السلطعون البحري على الشاطئ ليلًا !

الأمواج تتراطم بالشاطئ بلا توقف .. ألاف من الصدف والقواقع تتحرك من وإلى شاطئ البحر..

اكواخ بشرية .. بنيت بشكل بدائى من أشجار الجزيرة .. موقد النار فى متوسط القرية البحرية تلك .. يلتف مجموعة من الرجال طوال الجثة .. حليقي الشعر واللحية .. وشوارب مُرعبة .. ملابس ذات طراز لا أفهمه .. يلتف الرجل بقماش من الكتان او ما يشبه الكتان حتى كعوبهم .. عاريين الصدر .. يلبسون قبعات فوق رؤسهم ليست حتى كسائر سكان الجزر فى الحكايات التى نعرفها !

يغنون بلغة لا افهمها...

يوووو هوووو .. يووووو هوووو

أقبل الظلام بلا حياء .. وتحت ستار هذه الظلمة الموحشة طقس جيد لكل الخارجي عن القوانين .. هذا كبيرهم أحمر البشرة عريض المنكبين .. يرتدى أساور غريبة النقوش والصنع .. يشير بيده للجميع فحل الصمت فى أرجاء الجزيرة .

"خشبي" كانت هذه كنيته "الزعيم خشبي" .. حدقت عيناه نحو ركنًا لم ألاحظه ثم قال بلغة غريبة :

إلى هنا .. إلى هنا بالمنتصف..

فأقبل صوت أقدام مخلوقًا خفي يجر قدمه فوق الأرض .. وكأنه ثعبانًا يهرول فوق القش .. كان الصوت نغمة غامضة لا أفهمها ..

اقترب إلى الزعيم ثم ظهر ظله .. كان ظلًا لرجل قصير وتتبعه هالة من الدخان الكثيف .. حتى إن سكان الجزيرة أجمعهم خشعوا برؤوسهم أرضّا عدا زعيمهم !

فأشار زعيمهم قائلًا :

اقترب يوم الفداء .. اقترب يوم الفداء

ثم اعتدل فى جلسته وجلب رأس بشري اعرفه جيدًا ثم وضعها فى منتصف حلقة قام برسمها .. ثم ظل يردد والجميع يردد :

يوووو هوووو .. يووووو هوووو

فرأيت دولابًا ضخمًا من الخشب وعينًا تختبئ خلفه وتراقب فى صمت .. المُرعب إنها عين صاحب الرأس المقطوعة !

والذى استيقظ منزعجًا لأن كل ما رأه كان كابوسًا غريبًا .. بدأت بتتبعه صوت حفيف صغار السلطعون على أرض الشاطئ يصدر من الدولاب بغرفة نومه !







لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الإرث الأسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن