_____________
" أنت تتألم والأشخاص الذين آلموك يبتسمون فما ينظرون إلى وجهك ويسألونك إذا كنت بخير"
______________
وسط جمال الطبيعة، حيث العشب الطري يلامس أصابع قدمي العارية والرياح تضرب خصلات شعري، كنت جالسة على أرجوحة صغيرة مهترئة، تتأثر بمرور الزمن. كانت العصافير تطير حولي، وأنا أراقبها بتأمل. السماء زرقاء صافية، تتخللها بعض السحب البيضاء، والأشجار الشامخة تهمس بأصوات أوراقها مع كل هبة ريح. صوت الهدوء كان يشبه الموسيقى الهادئة التي تملأ روحي بالسلام.
فجأة، سمعت صوتًا يناديني بقوة. كانت أمي تطلب مني النهوض لتناول وجبة الفطور التي أعدتها. كان صوتها القوي يعلو في الهواء، حتى وأنا كنت خارج المنزل. ناديتها "نعم أمي، سأأتي حالًا"، وأنا أستعد للنهوض، تبادرت إلي ذكريات طفولتي، كيف كنت أتلذذ برؤية العصافير وأنا أجلس في هذا المكان، وكيف كانت أمي دائمًا تحرص على تنظيم الوجبات بحب واهتمام.
أنا ميرندا يونكز، تربيت مع والدتي لمدة 16 عامًا من حياتي، أو بالأحرى طول حياتي. نحن نعيش في بيت صغير وسط الغابة، الذي قدمه والدي كهدية لأمي عندما تزوجا، ولكنه توفي عندما كنت في العاشرة من عمري. البيت قديم ولكنه مليء بالذكريات، جدرانه تحكي قصصًا عن الحب والفقدان، وعن الأيام الجميلة التي قضيناها معًا.
واليوم، السبت، هو يوم ميلادي. قامت جدتي بتجهيز كعكة التوت، وكنت متحمسة للاحتفال بالمناسبة. وبينما كنت أقوم بذلك، لم أكن أستطيع إلا أن أفكر في والدي، وكيف كان لو كان موجودًا اليوم. كانت جدتي تجلس في كرسيها المتحرك وتقوم بتحضير الكعكة بحب كبير، كأنها تصنع تحفة فنية. كانت تضع التوت بعناية فوق الكعكة، وكل حبة تذكرها بماضيها الجميل وبابنها الذي فقدناه.
لكن على الرغم من الحزن الذي يخيم علي في هذا اليوم، فإنني ممتنة للحياة وللحب الذي أحاط بي، وأعلم أن والدي يشاهدني من السماء ويفخر بي. جلست أنا ووالدتي وجدتي حول الطاولة الخشبية الصغيرة، حيث كانت جدتي تجلس على كرسيها المتحرك، ووالدتي بجانبها، بينما كنت أنا في وسطهما، محاطًا بالحب والدفء. كنت أبتسم بسعادة، كما يفعل الملائكة، ولكن لم أدرك أن لدي مفاجأة في انتظاري.
فجأة، ضربتني والدتي على كتفي بحنان وقوة، وقالت بصوتها الخشن الذي ورثته عن جدتي: "ميرندا، هيا انفخي الشموع." ابتسمت لها بفرح، فقد كنت سعيدة لأنني الآن سأصبح في السادسة عشرة من عمري. الشموع المشتعلة كانت تعكس ضوءها الدافئ على وجوهنا، وكانت عيون والدتي تلمع بالحب والفخر.
بدأت في تقطيع الكعكة وأنا أضع قطعة في كل صحن. قبل أن أبدأ بالأكل، نادتني جدتي لكي تعطيني هدية ميلادي. جلست أمام جدتي، وكانت عيونها تمتلئ بالحنان والحماس. مدت يدها المرتجفة وأعطتني علبة صغيرة ملفوفة بورق جميل. كانت أمي تنظر إليَّ بحنان وعلى وجهها، كانت الابتسامة تتسع، وهي تقف بجانب جدتي.
أنت تقرأ
Broken
Mystère / Thrillerمنذ أعوام طويلة، عاشت عائلة يونكز في غابة نائية لم يسمع بها أحد من قبل. كانت تلك العائلة تعيش في عزلة تامة، حيث لم يكن هناك من يعرف بوجودها على وجه الأرض. على الرغم من ذلك، كانت عائلة يونكز تُعد من أغرب العائلات التي قد تسمع عنها يومًا. من بين أفر...