‖قبل ساعتين‖
استيقظ (مروان) من نومِهِ على صوتِ رنين هاتفه المحمول وما إن أجابه حتى سمع صوت (أمل) تقول:
- (زياد) فين؟ اوعى يكون سافر (الإسماعيلية).
- أيوه سافر، ما انتي عارفه انه رايح يقعد أسبوع هناك.
قالت في جزع: سافر!، سافر إمتى؟
- إمبارح.
- كلمك من هناك؟ أنا بحاول اتصل بيه من إمبارح والنهارده من الفجر لغاية دلوقتي تليفونه مقفول.
- المكان مفيهوش شبكة، حاولت أكلمه بس تليفونه غير متاح، في إيه، قلقتيني؟
أخبرته عن الأماكن الخمسة التي حدث فيها النشاط الإشعاعي في الدول الخمس المختلفة وأنها تواصلت مع سكان محليين في هذه الأماكن لتتعرف أكثر على هذه الظاهرة، فأتتها ردود بالأمس من أربعة أماكن منهم، والتي تطابقت جميعها على اختلاف الدول، فماحدث في تلك الليلة مذبحة بمعني الكلمة، فقد تم ذبح جميع سكان البيوت الأربعة واستنزاف دمهم بالكامل، وهو ما اعتبرته الشرطة المحلية طقس لطائفة متطرفة ولكنها لم تنجح في تحديد المسؤولين، فقيدت الجريمة ضد مجهول.
ثم قالت بفزع: أنا متأكدة إن في حاجة زي كده ممكن تحصل لـ(زياد) لو ملحقناهوش.
تذكَّر على الفور قول (حمزة) أنه يحتاج لدماء (زياد) وأيقن أن الأمر لا يمكن أن يكون مصادفة فقال:
- انا مش هعرف أوصل له بالتليفون، أنا هروح دلوقتي أجيبه من هناك بس يارب ألحقه، ويارب يقتنع بكلامي وييجي معايا.
- أنا هاجي معاك، أنا هعرف أقنعه أنا معايا الرسايل كلها على الميل.
تردد (مروان) وقال:
- لا لا مش هينفع، ومش هينفع أشرح لِك دلوقتي.
- مفيش حاجة اسمها مش هينفع، لو حصل له حاجة هناك وأنا ملحقتش أحذَّره أنا لا يمكن أسامح نفسي أبدًا، أنا لو راسلت الناس دي من بدري كان زماني وصلت للنتيجة دي من زمان وحذَّرته.
كان (مروان) لا يزال متردِّدًا إلا أنها بالفعل ستكون فرصة إضافية لإقناع (زياد) بالعدول عن رأيه في الذهاب عبر البوابة، حتى لو لم يقتنع سيعود معهما خوفًا عليها، فاضطر إلى الموافقة، وانطلقا في طريقهما إلى (الإسماعيلية) بأقصى سرعة ممكنة وهو يدعو الله أن يلحق بصديقِهِ قبلَ عُبُورِهِ إلى عالَمِ الجِنِّ وما إن وَصَلا حتى وَجَدا بوابة المنزل مفتوحة، وأضواء كثيرة تخرج من المنزل، فانطلقت (أمل) تعدو نحو المنزل:
- يلَّا بسرعة لازم نلحقه.
بدا (مروان) مترددًا بشدة إلا أنه لحق بها، كانت الأضواء تصدُر من غرفة المكتب، وضوضاء رهيبة تمنعه من سماع أي شيء، دخَلَا الغرفة فوجدا (زياد) واقفًا ويمُدُّ كفَّهُ أمامه وكأنه يمسك بكفِّ شخصٍ آخر، إلا أن المكان كان خاليًا من غيره، وكانت كفُّهُ تضِيء بلونٍ أحمرٍ ناري، نادا عليه فلم يسمعهما. حاولا الإمساك به إلا أنَّهُما لم يستطيعا الوصول إليه.
الأضواء تزداد بشدة وبدا وكأن الغرفة تدور من حولهما، أصابهما الدوار ولم يستطيعا التحرك، توقَّفا مكانهما لوهلة حتى تلاشت الأضواء وخفتت الضوضاء وبدءا يتبيَّنان كيانًا ما واقفًا ممسكًا بيد (زياد).
أصاب (مروان) الهلع عند رؤيته لهئية (حمزة) الأصلية، أما (أمل) فما إن تبينت تلك العينين الحمراوتين كالدم، وذلك الجسد الأحمر الذي يزيد طوله عن المترين، وتلكما القرنين الذَين استقرَّا فوق شعرِهِ الأشْقَر، حتى أطلقت صرخة مُدَوِّيَه جعلت (زياد) يفتح عينيه وما إن رأى صديق عمره برفقة (أمل) حتى انتفض بقوة وقال في فزع:
- انتو إيه اللي جابكوا هنا؟
أنت تقرأ
ميثاق
Horrorأخذ يُقَلِّب الدِّماءَ مع رَمَادِ الورقة ثم سَكَبَها على يده اليمنى وطلب من (زياد) أن يمد له كفَّهُ اليمنى وأطبق عليها بكَفِّه المملوءة بالدماء وأخذ الخليط يتساقط من كفَيْهِما وقال: ردد معي ما أقول.. بسم الله الملك.. قاهرِ الجبابرة.. ومالكِ الدنيا و...