__________
" نحن الضحايا الذين يدفعون ثمن أخطائنا بفقدان سعادتنا "
_____________
استقمت من سريري، وعقلي لا يزال مشوشًا. أول ما فعلته هو الذهاب إلى الحمام، حيث نظرت إلى وجهي الشاحب في المرآة، علامات الإرهاق والإدمان كانت واضحة على ملامحي. عيوني كانت محاطة بهالات داكنة، وشفتاي جافتان. مررت إصبعي على الوشم خلف أذني، كان ذكرى من حياة سابقة، حينما كنت أملأ العالم بالحيوية والأمل. فرشت أسناني وغسلت وجهي مسرعة، محاولة إزالة آثار الليل الطويل الذي قضيته مع زجاجة الكحول.خرجت من الحمام متوجهة نحو المدفأة القديمة. الطقس اليوم كان باردًا جدًا على عكس العادة، وكانت أطرافي متجمدة. أشعلت النار في المدفأة، شعرت ببعض الدفء الذي بدأت تنشره في الغرفة، لكنه لم يصل إلى قلبي الذي بقي متجمداً، مغلفاً بحزن عميق ووحدة لا تنتهي.
كانت الغرفة مملوءة بالهدوء المريب، ولم يكن هناك سوى صوت خفيف لنفسي المتنهكة. جلست أمام المدفأة، أتأمل ألسنة اللهب وهي ترقص، محاولاً استجماع بعض الراحة والسلام الداخلي. كانت تلك اللحظة تذكيرًا مريرًا بالحياة التي أصبحت عليها. الأيام تمر ببطء، والليالي تشعر بالوحدة والغموض.
نظرت إلى الزجاجة الموضوعة فوق الطاولة بجانب الأريكة. كانت تلك الزجاجة ملاذي الوحيد في هذا العالم القاسي، حملتها بيد مرتعشة وبدأت في شربها بلا تردد. شعرت بالمرارة في حلقي، تلك المرارة التي اعتدت عليها، والتي أصبحت جزءاً من حياتي اليومية.
وفجأة، دون سابق إنذار، سمعت صوت الباب يطرق. قمت بالانتصاب من مكاني لأفتح الباب، وكما توقعت، كان ساعي البريد قد جاء ليسلم لي الظرف المالي الذي ترسله لي جدتي كل أسبوع. كان سامويل، حبيبي السابق، يقف هناك بابتسامة صغيرة على وجهه. كانت علاقتنا جيدة، لكنه كان يتحكم أكثر من اللازم، واضطررت لاختيار بينه وبين الكحول. طبعًا، اخترت الكحول، رغم أنه كان يحبني وفعل الكثير ليكون معي.
سلمني الظرف وقال بأسف: "آسف، لا أستطيع أن أبقى معك اليوم، فلدي الكثير من الأمور، لكن سأأتي في أقرب وقت." شعرت بمرارة في داخلي، كان يعرف ما أصبحت عليه، ورغم ذلك كان يعاملني بلطف، وكأن شيئًا لم يحدث.
بينما اتجه نحو دراجته النارية وهو يودعني، أغلقت الباب بعدما أومأت له بالتوديع. بعدها، وجدت نفسي متجهة نحو الأريكة حيث ارتميت عليها بلا حراك. أمسكت بالظرف بيد مرتعشة وبدأت في فتحه، مليئة بالآمال والتوقعات، أتمنى أن أجد فيه مبلغًا محترمًا، لأنني بحاجة ماسة إلى المال.
وجدت بداخل الظرف مبلغاً متواضعاً يقدر بحوالي 30 دولارًا، وجنبه رسالة من جدتي. كانت الرسالة قصيرة ومقلقة. طلبت مني فيها أن أتي إليها في أقرب وقت. لم تكن هناك تفاصيل أخرى توضح لماذا تحتاج جدتي إلى حضوري، لكن الكلمات كانت مشحونة بالقلق والتوتر.
أنت تقرأ
Broken
Misterio / Suspensoمنذ أعوام طويلة، عاشت عائلة يونكز في غابة نائية لم يسمع بها أحد من قبل. كانت تلك العائلة تعيش في عزلة تامة، حيث لم يكن هناك من يعرف بوجودها على وجه الأرض. على الرغم من ذلك، كانت عائلة يونكز تُعد من أغرب العائلات التي قد تسمع عنها يومًا. من بين أفر...