٣٧

2K 23 1
                                    

الجزء ( 37 )

إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟

*نزار قباني.

دخل و هو ينظِر لأضواء القصِر المُغلقة ، يبدُو نائِمُون ، أتجه لبيتِه و فتح البابْ و عندما فتحه تحرَّك خيطٌ مربوط بالمقبض من جِهة و من جهة أخرى مربوط من أعلى الباب حيثٌ مُعلَّق - صحن -

أنقلب الصحن الممتلىء بالتُراب ليسقُط عليه

عبدالعزيز تجمًّد في مكانه مصدُوم ، كح من التراب الذي دخل فمِه ، أبتعد والتراب متناثر عليه وعلى شعره وبداخل ملابِسه وبتقرف : طيب يارتيل أنا أوريك

تقدَّم قليلاً حتى أنتبه لخيط آخر : مسوية ذكية

أبتعد عن الخيط ليصدِم بخيطٍ آخر أسقط عليه مياهٌ باللون الأزرق ليتبلل بعد حفلةٍ من التُراب

بغضب أبتعد عن المكان و الأرضية تمتلأ بالتُراب واللون الأزرق

نظر للورقة على طاولة غرفة نومه " نعميًا "

بغيض تمتم : مردودة يا بنت عبدالرحمن

نزع قميصه المُبلل - بالقرف - ليرميه على سريره ، تأفأف على غباءه حين رأى الفراش الأبيض مُلطَّخ ببعض الترابْ و اللون الأزرق ، تحمم و أستغرق في تحممه ستُون دقيقة ، يبدُو أن مقلب رتيل بِه تخلخل جسدِه و جدًا.

,

في الصباح الباكِر - الساعة السادسة صباحًا -

أقفلت آخر حقائِبها ،

تنهَّدت : يالله يمه خلصتي ؟

خرجت والدتها وهي تلفُّ حجابها : إيه

العنُود : شيكت على الغاز و الأفياش كل شي تمام

حصة : الحمدلله وأخيرًا تعلمتي

العنود : لأني دارية مخزون التهزيء الفائض عندك

حصة : تكلمي مع أمك زين

العنُود تُقبِّل خدها : هههههههههههههههههههههههه أفآآ يا حصوص لايكون زعلتي علينا

حصة : حصوص بعينك قولي يمه

العنُود وهي تخرُج : إن طارت طيارتنا بسجد سجود شكر

حصة بغضب : ماعمري شفت ناس تكرره أهلها زيّك

لمحت في شفتيها طيف مقبرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن