وحيدة في غرفة مغلقة....

3 0 0
                                    

تنظر حولها بكل تمعن، عقلها شارد، وقلبها يرتجف، انها خائفة، خائفة بشدة، سمعت صوتا خافتاً من خلفها، استدارت بتردد، فشاهدت مصدر تلك الاصوات لقد كانت فتاة!
فتاة تحمل نفس ملامحها، تمتلك نفس الصفات وتتحرك بنفس الحركات، لكنها مجرد طيف وروح طائرة، شعرت حينها بالقشعريرة تسيطر على اطرافها، كان قلبها يرتعش من شدة الخوف، التفتت اليها بخوف كبير.....
كان ذلك الطيف يزورها أكثر من مرة، ولكنه في هذا اليوم كان يشعر بسعادة غامرة، تقدم منها بخطوات قليلة، وابتسم ابتسامة عميقة ثم لوّح بيده ملقيا التحية على تلك المتشنجة!
في ذلك الحين قيّد الخوف عقل هذه الفتاة، كانت تنظر ليده التي كانت يد بدون اصابع، لا يوجد بها اي ملامح مجرد كُرة تلّوح في الهواء، أغمضت عينيها بشدة، ظنًا منها بأنها تحلم فقط، وبعد ثوانٍ فتحت تلك البلورتين الخائفتين بتردد كبير، فوجدت الفتاة الطائرة لا تزل موجودة، ابتلعت ريقها، وضمّت قدميها لقلبها، وفي لحظات اقتربت تلك الروح منها ونظرت لها بتمعن، توترت فتاتنا الخائفة ونظرت لعيني الروح ، فوجدتهما كالمرآة التي تعكس الاجسام، لقد رأت نفسها بوضوح في عيني تلك الروح، وللحظة سقطت تلك العينين في حضن الفتاة!!
صرخت بشدةة، ونادت بأعلى صوتها، تطلب النجدة، ولكن مهلا، مالذي تفعلينه يا عزيزتي، حبالكِ الصوتية قد قُطعت للتو!
هكذا قالت لها الروح الطائرة، ولكن لم تسأم بطلتنا من المحاولة، تصرخ وتصرخ لكن بلا جدوى، في تلك اللحظة شعرت بأن قلبها يحاول الخروج من شدة الرعبة والرعشة، تنهدت بضيق، وأحست بأن قد أُغلقت أبواب الدنيا امامها، لا تدري ماذا تفعل!
جلست تلك الروح بجانبها، وأرخت رأسها ع كتف الفتاة، تجمد جسد بطلتنا ونظرت لها بنظرات متفاجئة دون تحريك رأسها، كانت الدهشة تسيطر على ملامحها، حيث كانت ترى ذلك الرأس قد بدأ بالتشقق حتى ظهرت ملامح الدماغ خاصتها، بدأت انفاسها بالتسارع، وبدأ الأكسجين بالتناقص!
رفعت الروح رأسها، ثم وضعت يدها بداخل الرأس، حتى أخرجت دماغها من مكانه، ومدّته لها بابتسامة
تصنّمت الفتاة وهي ترى الدماء تتساقط بكثرة من بين يدي الروح ورأسها ينزف بعُصارات مختلفة الالوان، وبسبب إصرار الروح ع أخذ ذلك الدماغ منها أمسكت فتاتنا الدماغ بين يديها ويداها ترتعشان بوضوح!
زفرت الفتاة بضيق وتوتر عميق، وقالت لنفسها: أنا جالسة أمام روحٍ لا تمتلك قدمان ويداها بلا ملامح وعيناها سقطت في حضني قبل قليل، وها أنا أحمل بين يدي دماغها المُتعفن!
وخلال ثوانٍ معدودة بدأت الروح في الاقتراب أكثر وأكثر، ورددت بصوت خافت: لن تنسيني، سأخرج لكِ دوما، سأبقى بقربك مهما فعلتِ، وسيبقى هذا الدماغ عربون صداقتنا، وإن لم أستطع بأن أبقى معكِ فسآخذكِ عندي !!
هزت الفتاة رأسها بخوف، ثم بدأت الروح بالصراخ والنحيب وبدأت بالتلاشي شيئا فشيئا، حتى اختفت تماما......
وعند اختفائها كان الدماغ قد تحوّل الى جنين صغير، عندما نظرت اليه وجدت ان ذلك الطفل لا يمتلك اي ملامح، مجرد قطعة لحم خالية من كل شيء!•
وليست سوى لحظات حتى بدأ ذلك الصغير بالبكاء، يبكي بدون عينين، ويصرخ دون فم!
من شدة الرعبة ألقت به ع الأرض، وبدأت تبكي من خوفها أيضا، الا ان وقف الصغير أمامها كان طويل القامة عكس ما كانت تحمله بين يديها، وقد مد يديه الشبيهتين بيد الحصان وصرخ بأعلى صوته: أرييدكِ معيييي
من شدة الصدمة كادت عيون صديقتنا أن تخرج من مكانها، ياا إلهي ما أبشع ذلك المنظر!
كان يقترب بقوة، وهي تبتعد أكثر، حتى وصلت الى نهاية الغرفة، فاقترب وقال: تعالَييييييييي!
حتى صرخت بأعلى صوتها..........
............
عندما دخلوا الى الغرفة بسبب صوت الصرخة ، وجدوا جثتها ملقى ع الارض غارقة بدمائها، وكان رأسها متشقق، ينزف بقوة، وبين يديها كانت تحمل دماغها الذي قد قُلع من مكانه ورُمي عند يديها، ولكن وللأسف كانت يديها مقطوعة الاصابع، وآثار حدوات الحصان تملئ جسدها !
حملها الاطباء الى غرفة كبير الدكاترة، فتبين أن هذه الفتاة كانت مصابة بعدة أمراض نفسية عميقة لهذا كانت تمكث في مستشفى الإعاقات العقلية منذ فترة، ولكنهم قد أهملوا علاجها ولم يستمعوا لشكواها المستمرة بأن هنالك روح تلاحقها في الغرفة، الى أن فقدت تلك الفتاة روحها بسبب إهمال بعض الأشخاص وتقاعصهم عن أداء واجباتهم!
ولكن ها نحن الان ومجددا نفقد روحا أخرى إثر الأمراض النفسية المزمنة !!
توفيت ودفنت في مكان بعيد أخفوه عن البشرية، ولكن ستبقى حكايتها سراً يغوص في أعماق هذا العالم الغريب..........
النهاية!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 09 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنقذوني من أمراضي المزمنة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن