أَصـلُ الـخَلْيقةِ .

2.1K 165 295
                                    

و غَسلت فضاءَكَ في روحٍ ..
أتَعبها الطين ..





























النار والتراب والماء يوحدها الطين المزجج و المفخور...ذو الصلة العميقة بالكون؛ البَلِيل بين اليدين يَأسر الجسد و تهيم الروح عندما يتلامس ذٰلك الطين البَضّ مع سُلَالَةٍ طين الخَلق، تستعد عندها الروح الهائمة للتوجه لِـ عالم ثانِ والإرتقاء فوق الصخب الدُنيَوي الفارغ، عالم هادئ مليئ بالتأمل والمشاعر، سلام داخلي يخْتَلَج ثَنْايا الب، تتفصل بين اليدين وتلاطَف اطراف الأصابع بكل اريحية، لَدِنة للغاية بلمساتها الناعمة تعيد للنفس بهجتها وسرورها




جالس هوَ في غرفته الواسعة يُداعب أصل الخليقة وَ لب حياة هذه المخلوقات، الطين والماء ؛ يحاول بذالك مزج العنصرين مع بعضهما بتناسق تام، هوايته التي يميل لها  قلبه وشعور الماء البارد وهو يدغدغ اطراف اصابعه وكفه، يتسلل بخفة ويملى الأرض اسفل قدميه ومع ذالك ما أنتبه اطلاقا للفوضى الي عمت المكان،، فَـ تلك القطعة بين يديه نقلته لعالم اخر يصب تركيزه على الصلصال وتحوّلاته وتجلياته المختلفة والخارجة من تحت يديه بصورة بهية

ارتسمت على وجهه ابتسامه خافته
بعدما حس بنصر في اعماقه، انشرح صدره
و انبسطت أساريرُه بعد نجاح عمله لأول
مرة وبعد عشرات المحاولات الفاشلة
دائما ما كانت تنتهي بشكل فضيع، هذه
المرة استطاع صب تركيزه بالكامل وبخفة
يديه انتهى من صنع اول كوب فخاري بدون
اي خطأ، صغير ولكن مثالي بشكل باهر 

"بَـيار اجـة ابـوية "
قاطع تواصل الهيام بين الكوب و الب صياحها اثناء ما أن فتحت الباب بقوة جاعلة من الأخر يقفز بذُعْر
لينْبَثق من صفو باله وهدوئه يتسلل داخله اضطراب وخوف، من كلماتها الأخيرة

استقام من مكانه بسرعة بعدما سحب قطعة قماش قطنية متوسطة حجره يدور في دائرة مغلقة في غرفته بينما يمسح يديه بتلك القطعة مشتت بالكامل قَلِق بسبب ما هوَ قادم

"ويـن أولـي هـسه ؟؟ "
تحدث بنبرة صَاخَبة واقعا ما كان قادر على الخروج لوالده بهذا الشكل الفوضوي مع قميصه الأبيض الفضفاض وشعره ذو اللون الدافئ،، كَستنائي اخذ نصيبه من الطين أيضا

"امـشي للـحمام بـسرعة انـي راح افـتح الـباب "
نازلت من الدرج  بعدما اتمت كلامها متوجهة نحو البوابة الخارجية بخطى اقرب للركض،

بينما الأخر سحب المعدات وقام بأخفائها ثم مسح اثار جريمته التي لطخت الأرض والملابس ليركض بعدها متوجه صوب الحمام المقابل لبوابة غرفته يختبئ من المصيبة التي حلت عليه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صانِع الْخَزَفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن