الرَشفة الأُولى 01

93 6 1
                                    

*بسم الله الرحمان الرحيم*

تحت سماء ضبابية وفي احد شوارع باريس العتيقة ، مقهىً ذو طابع كلاسيكي بسيط غلب عليه اللون البني مع نوافذ زجاجية تسمح للمارة بإستراق النظر لما يحتويه داخله . مثلا الأن وعلى ساعة 8:30 صباحا كان العمال منتشرون كل منهم منغمس في شيئ معين ، هناك من يمسح الطاولات ويعيد ترتيب الكراسي وايضا من يمسح الأرضية ويبدل المناديل بأخرى جديدة .

ومن جهة اخرى في الخارج كان فقط صوت خطواتها السريعة و أنفاسها ما يُسمع ، لقد ارتكبت خطأ فادحا بتأخر وتعلم جيدا ان هذا لن يمر مرور الكرام ستأخذ مقابله عاجلا أم أجلًا !
وها هي وصلت واخيرا ، إلتقطت انفاسها تحاول استرجاع إيقاعها الطبيعي يا لها من بداية يوم رائعة أليس كذلك ؟ هذا ما كانت تقوله في داخلها وهي تفتح الباب الزجاجي للمقهى لتدخل .

شابة في مقتبل العمر ذات شعر ينافس الليل في سواده عكس سماء عينيها الزرقاء الواسعة مع قامة متوسطة زادت من طلتها حُسناً مميزاً. لا تمتلك جمالا نادرا يُصعب ايجاده عند اي بنت اخرى لكنها كانت مميزة بالفعل هناك هالة خاصة تحيط بها هي وحدها .

"مرحبا سيد جورج ، او بلأحرى صباح الخير هذا ما علي قوله أليس كذلك ؟"

قالتها وهي ترسم على وجهها إبتسامة طمعت ان تُلين قلب القابع امامها الذي يطالعها بنظرات تكاد تقسم أنها إن كانت تقتل لقتلتها !

تقدم ذلك الرجل الذي من اول نظرة سنطلعها عليه سندرك انه رجل في الأربعينيات من عمره ، ذو بدنٍ رشيق مقارنة بسنهِ مع شعرٍ اسود تخللت بعض الشعيرات البيضاء إليه وما كان سوى صاحب المقهى اي رب عملها .

"صوفِيا لم تلتزمي بالوقت من جديد ! هذا لا يعقل سأضطر على اتخاذ اجراء لن يعجبكِ في المرة القادمة ، والأن دون اي مبررات تفضلي لإنجاز ما عليك فحان وقت الفطور سيباشر الزبناء في دخول هيا !"

دون اي إجابة اختفت صوفِيا من امامه بخطوات سريعة نحو غرفة العاملين ، دلفت تزيح عنها معطفها البني ثم ارتدت بدلتها لترفع شعرها على شكل ذيل حصان و انصرفت الى داخل نحو زملائها في العمل .

"صباح الخير يا رفاق"

قالتها صوفِيا ببرود كعادتها ثم باشرت بأخذ الطلبات الجاهزة التي عليها تقديمها  إلى الزبناء في الخارج فهذا هو دورها في المقهى ، هي فتاة حقا يصعب فهمها لطالما عاملت زملائها في العمل بجفاء أي انها لم تحاول قط مخالطتهم او تعرف عليهم من قبل لكن تعاملها مع زبناء في الخارج كان العكس تماما إنها تتعامل معهم بصميمية وعفوية لم يتلقوها منها قط !
غريب بحق لكن لا بأس ما يهم أنها تقوم بعملها كما ينبغي .

Side effects of love / أعراض جانبية للحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن