البارت الحادي عشر XI | صقيع

15 3 0
                                    


••

_ ‏اللهّـم اني اسـألك هدوء النفس
‏وطمأنينة القلب و إنشـراح الصـدر 💙

_‏" أغلب النَّاس عبارة عن أناسٍ آخرين، أفكارهم هي آراء وأفكار شخصٍ آخر، وحياتهم عبارة عن تقليد، ومشاعرهم مجرَّد اقتباس ."

- أوسكار وايلد

۔۔۔۔۔۔۔۔مساحة لذكر الله۔۔۔۔۔۔۔۔■■■□□□■■■□□□■■■□□□■■■□□□■■■□□□■■■

مرت الأيام بسلام تدريب وتدريب والمزيد من التدريب، و من المفترض أن أبدأ التدرب على استخدام قوة العناصر بالإضافة للسحر.
بدأ ستيلان أو كما نسميه آريس بتعليمي التحكم بعنصر الثلج
" أغمضي عينيك وتخيلي أن البرودة تنتشر ابتداءً من أطراف أناملك، أشعري بارتجافها "
" ولكنها لا ترتجف "
"قلت تخيلي آب تخيلي!"
أغمضت عيني وحاولت تخيل أطرافي تبرد..... لكن الأمر لم يفلح.
" عنصر الثلج هو الأسهل في التحكم فيه، لذا إن لم تستطيعي إتقانه فلن تتمكني من استخدام البقية، و الآن أغمضي عينيك وتصوري ماقلته لك حتى تشعري بالبرودة تسري فيك"
حاولت أنا حقا حاولت ولكن لم يجدي الأمر نفعًا.
" أتعلمين فلنكمل في الليل، أجواء المساء الباردة ستساعدك في التخيل، أراك لاحقا "
رحل ستيلان تاركًا لي أنظر إلى باطن كفيَّ الصغيرين، هل حقًا يمكنني إخراج شيء ما من داخلهما؟!
تنهدت بتعب و توجهت للداخل.
.
في المساء أتى ليوك، لم نقضي الكثير من الوقت معًا فقد كان منشغلًا بأشياء كثيرة، و لأكون صادقة أنا أحاوب نوعًا ما تجنبه، لا أريد تصديق فكرة أني وقعت لأحدهم، و قد نجحت في ذلك إلى أن أتت تلك الليلة التعيسة.
في مايقارب الساعة الثانية ليلًا استيقظت على صوت ستيلان، لنتوجه للخارج لنكمل التدريب.

ساعات وساعات أخرى ولا فائدة ترجى مني تنهد ستيلان بتعب و تركني آخذ استراحة، في تلك الأثناء، وبينما كنت أنظر إلى يدي أبحث عن المشكلة التي تمنعني من إخراج قوتي، رأيت قدمين تقفان أمامي ظننته ستيلان حتى رفعت عيني و قابلت محيطه، وقفت لا إراديًا بينما ثبُتت عيني على خاصته " مالذي تفعله هنا في هذا الوقت وليوك؟ "
ابتسم بهدوء ورد " نفس السؤال لك؟ "
- " أنا أتدرب مع ستيلان لكن يداي لا تعملان " قلت بعبوس واضح و رفعت كفَّي بيننا أنظر إليهما، أحاط كفَّي بين خاصته لأُعيد عيني إليه " لا تقسي عليهما أنا واثق بأنهما يبذلان جهدهما " قال بينما يدلك باطنهما بإبهاميه ولم يبعد عينيه عنهما أثناء حديثه مما أرسل قشعريرة تمتد إلى عمودي الفقري، وأشعر بأطرافي تتجمد من شدة برودتها بسبب توتري، لم أبعد عيني عن خاصته رغم ذلك ولم أجرؤ حتى أن أفعل، في ظل صراعي مع نفسي أيقظني صوته " آبي يداك تتجمدان "
"هذا.... بسبب..الجو بارد كما تعلم و.. " لم أعلم ما أقول حقًا هل أخبره بأن وجوده هو سبب تشتتي كله، ولم أحتج للتفكير لوقت طويل فقد أكمل " لا آبي هما يتجمدان حرفيًا " بدت السعادة في نبرته لذا أنزلت عيني إليهما وقد أحاطهما الجليد. أعدت عيني إليه بسرعة " رإيتي لقد نجح الأمر، أعتقد بأن عليك مناداة ستيلان لكي تريه مافعلتي " وبالفعل تركته واقفًا هناك وركضت إلى الداخل أبحث عن ستيلان، وجدته في المطبخ يعد مشروبات ساخنة " ما الأمر؟ " رفعت يدي مباشرة أمام وجهه، ليبتسم بسعادة " كيف حدث هذا؟ "
.............
" أبي كيف حدث هذا؟ " أعاد سؤاله حين لم أجبه
" الجو بارد كما تعلم لذا أنا بشكل ما.. " قاطعني صوت وليوك من خلفي " لنقل بأنها تقلت بعض المساعدة " لم ألتفت إليه طبعاً فأنا أبدو كخرقاء بما فيه الكفاية، ابتسم آريس وأومأ ثم مرر لي كوب مشروب ليبدأ الثلج في الذوبان نتيجة الحرارة المنبعثة منه.
في اليوم التالي نهضت متأخرّة قليلًا بسبب بقائي مستيقظة أفكر بما حدث البارحة.
نهضت بسرعة من على السرير حين تذكرت قدرتي على استخدام الجليد، خرجت مباشرة أوجه يدي إلى إحدى الأشجار و أستعيد المشاعر التي شعرت بها البارحة.
خرج الجليد منبعثًا من يدي نحو تلك الشجرة لتتحول لقطعة جليد بثواني.
ابتسمت برضا و عدت للداخل اكمل روتيني الصباحي
.
حين نزولي من السلالم رأيته يقف أسفلها يحدث كاليمانور التي في المطبخ
التفت على صوت قدمي فابتسم لي كتحية ابتسمت في المقابل و غيرت طريقي من المطبخ إلى الخارج " ألن تتناولي الأفطار؟ " توقفت إثر سؤاله وأجبت بـ" بلى " ثم عدت متوجهة للمطبخ مرة أخرى متحاشيةً النظر إليه، لم يقف اكثر من عدة ثواني ثم سمعت صوت خطواته تبتعد نحو الخارج.
" صباح الخير ياجميلة، كيف كانت ليلتك؟ سمعت من وليوك انك استطعت استخدام الثلج "
" هذا صحيح " قلت بشبه همس
" هل أنت من جمد تلك الشجرة المسكينة؟ " قالت بشبه ضحك
" أجل كنت أنا، كنت متحمسة لتجربة قدرتي "
" هذا جميل صغيرتي ولكن رجاءً جربيها بعيدًا عن الأشجار الجميلة و الضعيفة " ضحكت بخفة على حبها للأشجار
" لم أعلم بأنك تحبينها إلى هذه الدرجة كاليمانور "
" أوه جميلتي أنا لا أفعل، أنا فقط قلقة عليك من أن يعلم تونار بالأمر  "
" أمر ماذا؟ " فزعت كلانا على صوته الناعس الذي صدح من الخلف، التفت أقابله بابتسامة حاولت جعلها طبيعية قدر المستطاع و لكن يبدو أني فشلت فقد نظر إلى كاليمانور مباشرة وسألها بشك  " مالذي فعلَته؟ "
" لا شيء عزيزي كنا فقط ندردش قليلًا " ضحكت بعدها ضحكة مصطنعة حد النخاع مما زاده شكًا " تحدثا بسرعة "
"

فاسيليسا | Vasilissaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن