التلفاز

86 8 0
                                    

في احدى ليالي مانهاتن الباردة ذهب باك لزيارة صديقه ستيف ليحكي له مشاكل حياته اليومية التي يعاني منها اي شخص، مع أن باك بإمكانه حل مشاكله لكن هذه احوال البشر، يحبون الثرثرة عن اي شيء يحدث في حياتهم دون اي فائدة.

باك شخص مبذّر، مسرف، كثير المشاكل بسبب ديونه، و ستيف بالنسبة لباك مستمع جيد فلم يكن ليقول الكلام التافه، لم يكن يعنفه بسبب غبائه او ينصحه تلك النصائح التي لن يقوم بها بالطبع.

و ككل مرة ذهب باك ليحكي لستيف ثرثرته *اقصد مشاكله*..

جلسا في غرفة المعيشة يشاهدان التلفاز. كان ستيف بالنسبة لباك مخلوقاً بلا مشاكل فلم يتحدث و لو لمرة واحدة عن مشاكل حياته، و لما لا؟ فهو اعزب ولديه عمل وغير مسرف يكفيه مرتبه، على عكس باك فزوجته هجرته ولديه طفلان وغير مستقر في عمل ومرتبه لا يسد الرمق هذا غير ديونه ومصاريف اطفاله.

باك كان شارداً في تلك الليلة حيث انه لم يكن مركزاً في حديثه مع ستيف بل كان يبدو مركزاً في التلفاز كلما ابتعد ستيف او انحنى. و لم يكن ستيف افضل حالاً فقد شرد اكثر من مرة تلك الليلة..

قرر باك الذهاب مبكراً في ذلك اليوم وظل ستيف يلح عليه بشكل غريب ان يبقى معه ساعة اخرى، لكن باك تحجج ان اطفاله في المنزل بمفردهم وليس بيده حيلة، وذهب تاركاً ستيف بمفرده.

كوكتيل رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن