1_ غارقٌ في التفكير

58 7 13
                                    


_في احد الشركات في مدينة كونمينغ الصينية:-

: " مرحباً سيدي كيف اخدمك "

قالها ذلك الرجل الأعرابي بلغةِ المتحدثِ إليه وفي ثنايا وجههِ الابتسامةُ والاشراق، يعمل كموظف إستعلامات في الشركة

بينما كان يباشر عمله...

كان احد زملائهِ في العمل يراقبهُ من مكانه خلف مكتبهِ الذي كان يبعد عن الاعرابي لبضعةِ امتار.

إنه (وي جيا) البالغ من العمر الخامسةَ والعشرون عاماً..
كان يراقب زميله وهو متعجبٌ من بهجته وابتسامتهِ التي لم تكن تفارقهُ في أثناءِ عمله، أو اثناء مباشرتهِ للعُمَلاء

بينما كانو جميعاً متململون من الجلوس هكذا والانتظار تساءل في نفسهِ:

"كيف لهُ أن يبتسم أمام من يخاطبه هكذا، بينما اشعر بالجمود من كثرة الإنتظار و الصمت المطبق، حتى اني بالكاد افتح شفتي لأُخاطب احداً فكيف بأن اثنيهما لابتسم "

جرب أن يبتسم ثم قال: " انها ابتسامةٌ متجمدةٌ كما توقعت، حتى أن مظهرها يوحي بريبة "
قال ذلك وهو ينظر لنعِكاسهِ في شاشةِ هاتفه السوداء.

" اتعجب اليس لديه همومٌ تشغلُ تفكيره، هل حياتهُ مترفةٌ فقط براتبهِ الوظيفي، مع اني استلم نفس المرتب إلا انني لا أشعر بما يشعر به ما السّببُ في إختلاف احاسيسنا يا ترى..."

كان يودُ أن يتحدث معه لكنه شعر بأنه قد يكون متطفلًا إن سأله، بل ماذا سيسأله
.. لذا آثر الصمت والمراقبةَ فحسب.

____________
4:10م

بعد انتهاء الدوام خرج جميعُ الموظفون بعد ان انهو مُدةَ عملهم ليذهبَ كلٌ منهم في طريقه...

نَظَرَ ويجيا الى زميلهِ ذاك الذي كان منشغلاً باجراء مكالمةٍ هاتفية

بينما كان يود ان يفتح حواراً معه ليتعرف عليه اكثر فكل ما يعرفهُ عنهُ هو انهُ احد زُملائهِ فحسب حتى أنهُ يجهلُ اسمه

: " اهاا.. وجدتك إين كنت ذاهباً يا ويجيا،
انسيت ما اتفاقنا عليه البارحة.. "

قالها احدهم بغتةً وقد اندفع نحوهُ وهو يُحَوِّطُ ذِراعَهُ حول رقبته من الخلف، لم يندهش كثيراً، فهو معتادٌ على ذلك من صديقه ليقول..

_: " لا لم انسى، لكنني وعدتُ وَالِدِي أن أحْضُرَ الطقوسَ معهُ اليوم "

:"ماذا ! .. مجدداً.. ألم تقل بأنك لا تبالي بهذه الطقوس، لا تقل لي بأنك لم تخبر والدك بعد "

رمقهُ ويجيا..
: " اخفض صوتك، اتُريد أن تفضحني..
انت تعلم أن والدي متشدد، لن يكون إقناعهُ بالامر السهل "

:" آح.. ارأفُ لحالك، نحن نستمتع بشرب واللعب بينما انت تقضي وقتك بتلك المعتقدات..

ارح نفسك واخبر والدك انك ستصبحُ مُلحداً يوماً ما"
: "على كُلٍ ... سلام ".

طريق البحث عن راحة الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن