سَارَت الشَّابَّة فِي شَوارِع مُوسْكو بِموْقف هَادِف ، وَتَردَّد صدى خُطواتهَا فِي الشَّوارع الفارغة . كَانَت تَرتَدِي مَلابِس سَوْداء بِالْكامل ، وَتخفِي هُويَّتهَا حَتَّى فِي ظَلَام اللَّيْل . تمَّ رَبْط شِعْرهَا الأشْقر فِي كَعكَة ضَيقَة ، وَكشَف عن فَكهَا اَلقَوِي وملامحهَا الحادَّة . كَانَت اِمرأَة جَمِيلَة ، لَكِن تعْبيرهَا كان باردًا وَقاسِيا ، ولم يَكشِف عن أيِّ تَلمِيح لِلدِّفْء أو العاطفة .
كَانَت تسير بِجوٍّ مِن اَلهُدوء والثِّقة يَتَحدَّث عن اَلقُوة والسُّلْطة . حَتَّى فِي ظَلَام اللَّيْل ، كَانَت تَتَصرَّف بِوقار مَلكِي يَفرِض اِحتِرام كُلٍّ مِن رَآهَا . وَبَينمَا كَانَت تَتَنقَّل فِي الشَّوارع الصَّامتة ، لَم تُعْط أيَّ إِشارة إِلى هدفهَا أو وُجْهتِهَا ، وَكَان صدى خُطواتهَا يَتَردَّد خِلَال اللَّيْل الصَّامتِ .لَقد كَانَت اِمرأَة تَحمِل نفْسهَا بِقوَّة هَادِئة ، وَلكِن كان لَديْهَا أيْضًا مِيزَة قَاتِلة لَهَا .
سَارَت بِسرْعة فِي الشَّوارع المهْجورة ، خُطواتهَا خَفِيفَة وَلكِن هَادِفة . غَطَّى ظَلَام اللَّيْل شخْصيَّتهَا ، فَحجَب وَجهُها وأخْفى هُويَّتَهَا أَكثَر . كَانَت تَعرِف الشَّوارع جيِّدًا ، وَتَعرَّف كُلُّ زَاوِية وزقاق . وَبَينمَا كَانَت تَتَحرَّك ، كَانَت تُدْرِك اَلعُيون اَلتِي تُراقبهَا مِن الظِّلِّ ، لَكِنهَا لَم تدع ذَلِك يصْرفهَا . فقط بِضْع بِنايَات أُخرَى الآن ، وستكون هُنَاك .
كَانَت أَنيَا قد شَقَّت طريقَهَا عَبْر الشَّوارع ، وتسارعتْ وتيرتهَا مع اِقْترابهَا مِن وُجْهتِهَا . كَانَت تَتَنقَّل عَبْر المدينة لِساعَات ، عَابِرة الشَّوارع المهْجورة والْأزقَّة الفارغة . كان ظَلَام اللَّيْل بِمثابة غِطَاء لِحركتهَا ، ويحْميهَا مِن أَعيُن المتطفِّلين . فَفِي نِهاية المطَاف ، لَم تَكُن تُريد أن يَعرِف أحد هُويَّتِهَا ، أو أن يَعرِف إِلى أَيْن تَتجِه .
وَكمَا كَانَت تَتَوقَّع ، كان الأمْن فِي حَدِّه الأدْنى حَوْل اَلموْقِع . وَجدَت مَدْخَلا بِلَا حِراسة وانْسَلَّتْ إِلى الدَّاخل ، وَتَحركَت بِسرْعة عَبْر القاعة ذات الإضاءة الخافتة . كَانَت تَرتَدِي مَلابِس سَوْداء بِالْكامل ، وتمْتَزج بِشَكل مِثاليٍّ فِي الظِّلِّ أَثنَاء تَحركِها حَوْل المبْنى ، مُتَجنبَة أيْ اِتِّصال مع أَشخَاص آخرين . كَانَت تَعرِف المكَان جيِّدًا ، بَعْد أن اِسْتكْشفته مِن قَبْل ، لِذَلك عَرفَت بِالضَّبْط إِلى أَيْن تَذهَب .
شَقَّت طريقَهَا إِلى أَعلَى الدَّرج ، وكانتْ خُطواتهَا صَامِتة وَهِي تَتَحرَّك بِسهولة . كَانَت نظراتهَا مُرَكزَة ومكثَّفة ، مُسْتوْعبة كُلَّ مَا حوَّلهَا . عِنْدمَا وَصلَت إِلى الطَّابق اَلصحِيح ، وَجدَت اَلغُرفة اَلتِي كَانَت تَبحَث عَنهَا . جَربَت اَلمقْبِض بِعناية ، وَتَحققَت لِلتَّأَكُّد مِن أنَّ اَلْباب مَفتُوح قَبْل الدُّخول بِحَذر .
أنت تقرأ
قلب موسكو البارد
Mystery / Thrillerستركز الرواية على امرأة شابة هي رئيسة المافيا الروسية، ورجل ذكي لا يرحم هو الذي يدير المنظمة. هوياتهم غير معروفة حتى لزملائهم وحلفائهم. ستركز القصة على التنافس بينهما وكيف يحاولان التفوق على بعضهما البعض. في حين أن الشخصيتين الرئيسيتين قاسيتين وقاتل...