part1

76 11 11
                                    

نحط رحالنا في تلك المدينة المفعمة بالحياوية حيث كان الناس يسيرون في شوارع مكتظة , منهم من يركض ومنهم من يتمهل في سيره ولا يبلي اهتماما لما حوله ..

ننتقل بخطانا الى قصرٍ فخم , تحيط جدرانه حدائق واسعة خلّابة , يتراقص على أوراق أشجارها ندى المطر بعطره الخلاب , ذلك العطر القادر على نقل عشاقه لعوالم أخرى , هو عطر المطر الذي يحل بعد ليلةٍ عاصفة و كأنه تعويض من السماء

أخذت عيناها الذهبيتان تنتقلان بين النواحي الخلابة لتلك الحديقه و إبتسامتعا الساحرة تزين شفتيها , لم تشأ ان تبعد عينيها أبداً عن ما رأته فهي تعترف بعشقها لهكذا مناظر , خاصةً وشذى الندى الذي يكسو تلك الحدائق يجعلها تتمنى لو أن الزمن يتوقف بتلك اللحظة ..

ليقطعها صوت الفتى ذو ال 13 سنة الذي وقف بجانبها و قد كان نسخة طبق الأصل عنها و هو يقول بصوته الهادئ:إيلي يجب أن نلحق أبي

هزت رأسها بموافقة و أكملت طريقها بينما لا تزال تمتع نفسها بتلك المناظر الخلابة فلعل ما حثها على المجيئ مع والدها و شقيقها التوأم هو الحديقة التي يشتهر بها القصر الإمبراطوري 

كان ثلاثتهم يقفون في ردهة القصر الآن بينما اقتربت منهم احدى الخادمات و هي تنظر بملامح جامده

انحنت بكل احترام للرجل الأكبر سنا و قالت:سيدي،سموه بإنتظارك في الداخل

هز رأسه بفهم ليستدير نحو طفليه و ينحني ليصير في طولهما و قال بإبتسامة حنونة ناسبت ملامحه الهادئه:لن أتأخر فلتكونا هادأين

شدد على جملته الأخيرة و هو ينظر لابنته بينما لم تفارق الابتسامة وجهه وقد تظاهرت  بالبراءه مبادلة اياه نفس الابتسامه
.
.
.

.

كانا الآن جالسين في قاعة استقبال ضخمة كساها اللون الأحمر و الذهبي معطيا اياها طابعا فخما لتنظر نحو شقيقها هامة بقول شيئ ما قبل أن يقاطعها دون أن ينظر في وجهها حتى : لا تحاولي ايليانور ...لن نبرح مكاننا حتى يعود أبي

-لقد كشفت- كان ذلك ما فكرت به قبل أن تقول بملل واضح في صوتها:أنت ممل ي...

كانت ستكمل لولا صوت فتح الباب و دخول فتى ذو شعر فضي و أعين زرقاء تشبه لون السماء في أواخر الصيف ...لقد بدى أكبر منهما بسنة أو اثنتين 

نهض الإثنين من مكانهما و انحنيا له بإحترام

إيليانور بأكثر ابتسامة مصطنعة استطاعت رسمها :من الرائع رؤيتك مجددا سمو الأمير

ليجيبها بابتسامة خبيثه رافع حاجبه الأيمن:أعتقد أنني سبق و أخبرتكي بسوء مهاراتكي في التمثيل ايلي

ما ان قال ذلك حتى جدحته بملامح قاتله حاولت اخفائها قدر الإمكان تصرخ ب "لا تقل ذلك بصوت عال أيها الأحمق" و لكنها طبعا لم تكن لتقول ذلك كانت لا تزال بحاجة لرأسها ملتصقا برقبتها

I'll be you knight ||سأكون فارسكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن