نحط رحالنا في تلك المدينة المفعمة بالحياوية حيث كان الناس يسيرون في شوارع مكتظة , منهم من يركض ومنهم من يتمهل في سيره ولا يبلي اهتماما لما حوله ..
ننتقل بخطانا الى قصرٍ فخم , تحيط جدرانه حدائق واسعة خلّابة , يتراقص على أوراق أشجارها ندى المطر بعطره الخلاب , ذلك العطر القادر على نقل عشاقه لعوالم أخرى , هو عطر المطر الذي يحل بعد ليلةٍ عاصفة و كأنه تعويض من السماء
أخذت عيناها الذهبيتان تنتقلان بين النواحي الخلابة لتلك الحديقه و إبتسامتعا الساحرة تزين شفتيها , لم تشأ ان تبعد عينيها أبداً عن ما رأته فهي تعترف بعشقها لهكذا مناظر , خاصةً وشذى الندى الذي يكسو تلك الحدائق يجعلها تتمنى لو أن الزمن يتوقف بتلك اللحظة ..
ليقطعها صوت الفتى ذو ال 13 سنة الذي وقف بجانبها و قد كان نسخة طبق الأصل عنها و هو يقول بصوته الهادئ:إيلي يجب أن نلحق أبي
هزت رأسها بموافقة و أكملت طريقها بينما لا تزال تمتع نفسها بتلك المناظر الخلابة فلعل ما حثها على المجيئ مع والدها و شقيقها التوأم هو الحديقة التي يشتهر بها القصر الإمبراطوري
كان ثلاثتهم يقفون في ردهة القصر الآن بينما اقتربت منهم احدى الخادمات و هي تنظر بملامح جامده
انحنت بكل احترام للرجل الأكبر سنا و قالت:سيدي،سموه بإنتظارك في الداخل
هز رأسه بفهم ليستدير نحو طفليه و ينحني ليصير في طولهما و قال بإبتسامة حنونة ناسبت ملامحه الهادئه:لن أتأخر فلتكونا هادأين
شدد على جملته الأخيرة و هو ينظر لابنته بينما لم تفارق الابتسامة وجهه وقد تظاهرت بالبراءه مبادلة اياه نفس الابتسامه
.
.
..
كانا الآن جالسين في قاعة استقبال ضخمة كساها اللون الأحمر و الذهبي معطيا اياها طابعا فخما لتنظر نحو شقيقها هامة بقول شيئ ما قبل أن يقاطعها دون أن ينظر في وجهها حتى : لا تحاولي ايليانور ...لن نبرح مكاننا حتى يعود أبي
-لقد كشفت- كان ذلك ما فكرت به قبل أن تقول بملل واضح في صوتها:أنت ممل ي...
كانت ستكمل لولا صوت فتح الباب و دخول فتى ذو شعر فضي و أعين زرقاء تشبه لون السماء في أواخر الصيف ...لقد بدى أكبر منهما بسنة أو اثنتين
نهض الإثنين من مكانهما و انحنيا له بإحترام
إيليانور بأكثر ابتسامة مصطنعة استطاعت رسمها :من الرائع رؤيتك مجددا سمو الأمير
ليجيبها بابتسامة خبيثه رافع حاجبه الأيمن:أعتقد أنني سبق و أخبرتكي بسوء مهاراتكي في التمثيل ايلي
ما ان قال ذلك حتى جدحته بملامح قاتله حاولت اخفائها قدر الإمكان تصرخ ب "لا تقل ذلك بصوت عال أيها الأحمق" و لكنها طبعا لم تكن لتقول ذلك كانت لا تزال بحاجة لرأسها ملتصقا برقبتها
أنت تقرأ
I'll be you knight ||سأكون فارسك
Romanceمنذ متى كان السكوت ضعفًا؟! منذُ متى كان التكبر قوةً؟ منذ متى كان التجاهل جهلاً!! شتان مابين الإثنين.. فكم من تجاهل كان دهاء.. وكم من صمتٍ كانَ قوّةً.. وكم من تكبر كان نهاية أحدهم.! وعلى أوتارِ التناقض, نعزفُ ألحان روايتنا