One shot ♡

221 34 70
                                    

﴿ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴾

السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته.
عودة بعد غياب طويل، وبأذنﷲ تكون عودة جيدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- إنتَ فاكر إن ربنا هيسيبك؟ ربنا شايف كل اللي بتعمله بس صابر عليك يمكن يَـتصلِح حـالك، وهيجي يوم وَهتشُوفْ جزاء أفعالك.

قَالهَا "طه" وَهو يُطَالِعُ "حُسام" بِضِيقٍ وَغَضَبْ بَيْنَمَا ضَحِكَ "حُسام" باستهزاء وَهو يُطالع "طه"، ثُمَّ هتف وَهو يَعْبثُ بِـهاتفهُ ولمْ يتأثر بِـحديث صديقه:

- أنا مفيش حاجة هتحصلي، وإيه يعني إني بشرب خمرة؟ هي جريمة! وبعدين بقالي أربع سنين بشربها ومجراش حاجة، عشان ربنا عارف نِيَّة كل واحد، وإن من جوايا كويس.

نظر الآخر للأسفل وهو يبتسم بهدوء، ثُمَّ هتف بِـحدة عَكْس ابتسامته مُنذُ قليل وهو يضع يديه أعلى كتف الآخر ويشدد عليه بِغَضَبْ:
- الذنوب يا حسام ما فيهاش نقاش، مش معنى إن نيتك كويسة يبقى كدا مش هتتحاسب! لا يا حسام، إنتَ هتتحاسب أكيد عشان إنتَ واعي وعارف إن الحاجة دي غلط وبتعملها، وإنتَ عملك في الدنيا هو اللي هينجيك من نار الآخرة، والخمرة دي من الكبائر، عارف يعني إيه؟ يعني أكبر ذنب في الدنيا إنتَ بتعمله، ومتفتكرش إن عشان مجراش حاجة يبقى كدا خلاص، لا ربنا مستنيك تفوق وتبعد وترجعله، بس هيجي يوم وربنا هيوريك إنه سابلك فرص كتير أوي عشان ترجع عن اللي بتعمله، بس إنتَ معملتش بيها ولا فوَّقت نفسك، وساعتها هتعرف إن كل الحاجات دي مش هتنفعك لا دنيا ولا آخرة، لكن لو بالنية فحضرتك لو قررت تعمل حاجة غلط ومعملتهاش بتاخد حسنة، وهنا بنقول بالنِيَّة، ولو قررت تعمل حاجة خير ومعملتهاش بتاخد حسنة بردو، لكن مينفعش تضرب حد وتقول النية كانت خير، لكن لو جيت تنصح حد وهو زعل منك كدا مش هتتحاسب عشان كنت ناوي خير، لكن انتَ بتعمل حاجة حرام وعارف انها حرام والنِيَّة هنا ملهاش وجود، ايه مثلًا نيتك مش عارفة ان ده حاجة حرام؟

قلب "حسام" عينيه بملل من حديث "طه" ثم هتف بلا مبالاة وهو لا يهتم بكل حرف هتف به طه وظل مُصرًّا على افعاله:
- أنا طول عمري بجرب كل حاجة، إذا كانت حرام أو حلال، مش هتيجي على الخمرة يا طه، يلا هسيبك أنا وهمشي بقى.

استقام "حُسام" بعد أن أنهى جملتهُ، ولم ينتظر حتى أن يُكمل "طه" حديثه، بينما كان طه يطالعهُ بحزن على حاله، وأنهُ سوف يضيع وَيُضيع حاله بتلك التصرفات، وكم يتمنى أن يفوق مِن كل هذا، ثم هتف بهدوء:
- ربنا يهديك يا حُسام، وضميرك يفوق قبل ما يفوت الأوان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اتجه حُسام ككل يوم، نحو مكان سهرته الليلية، وهو "نايت أب" مكان مليء بالخمور والراقصات وكل ما يغضبُ ﷲ، ورمى بحديث "طه" بالهاوية، ولم يتأثر به أو حتى يشغل تفكيره، ثم جلس على البار وطلب مشروبه المعتاد وأيضًا فتاته الخاصة ككل مرة، ولكنه لا يعلم مصير كل هذا، لا يعلم أن ما ينتظره مِن عقاب لن يتخيل كم بشاعته، وكل هذا لأجل ماذا؟ أن يتسلى فقط!، ولكن ليس هناك طريق للرجوع، وليس هناك أحد سيحميك من نار جهنم، فقط انتَ وعملك.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 26 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

The Path Of Fire Where stories live. Discover now