4

11 5 0
                                    

جالسة تحت تل من البطانيات لتدفئ نفسها من برودة الغرفة والتدفئة مشتعلة أمامها ولكن لا تشعر بها تشاهده كيف يتحرك بكل مكان من أجل أن يغطي الفتحات التي يدخل منها الهواء ولكن عبث مهما فعل الجو يكاد يجمدهم وكأنهم جالسين بالخارج بثياب صيفيه بعز هذا البرد

-غدا سينتهي كل هذا فقط الليلة تحملي هذا البرد

قال بجمود وهو يدخل تحت اغطية سريره فهو مازال غاضب منها وهي تعرف هذا لهذا تجنبت الرد عليه واكتفت بالصمت الذي أصبح يزعجها هذه الفترة فهي لم تكن هكذا سابقا بحكم أنها لوحدها ولا يوجد معها أحد كانت تجد الصمت والهدوء من حولها شيء طبيعي كانت تستغل وقتها بالقراءة عندها لا تشعر بكل ما حولها وليس الصمت فقط ولكن بعد أن التقته وتعرفت عليه وعلى أسرته وصخب اخواته من بعيد وجنون أصدقائه وجدت أنها ما عادت من عشاق الصمت نظرت له كيف ينظر للسقف بغضب وكأنه يريد أن يحطمه على رأسها ومن دون شعورها نطقت

-لا أعرف لماذا لا تصدق اني آسفة ولم أقصد أي سوء فكيف اقصد وانا المتضرر الأكبر هنا فعند معرفة اهلك بي سأكون مرمية خارج امانك ولا أحد وقتها سينقذني من ابي وصديقه ارجوك توقف عن الغضب مني فانا لا اقصد ذلك

قالت آخر كلمة بهمس متوسل عندها لم يتحمل أكثر وأبعد الأغطيه عنه وجلس بكل غضب ينظر لها فهو كان يحاول أن يتجنب الحديث معها حتى لا ينفجر من غضبه فيها ولكنها بعد كلامها أشعلت غضبه أكثر عندها نطق بهمس مشابه وهو يصر على اسنانه

-أحاول منذ الصباح أنا ابتعد عنك حتى اسيطر على غضبي ولكن عبث انت مصرة على أن تعيدي الأمر مجددا أحاول أن اجد عذر لتصرفك الغبي لكني لا أستطيع أريد أن أحطم راسك العنيد الذي يكرر الخطأ كل مرة وارى ماذا يوجد به ليمنعه من الاستماع وتنفيذ ما اقول له لاني لو تحدثت مع طفل وحذرته من أول مرة عندها سيسمع كلامي ولا يفعل عكسه ولكني أعتقد أنك تفعلي هذا من أجل اغضابي يبدو أنك تشعرين بالملل لدرجة تجعلك أن تسببي بكارثة لرميك ورمي بالشارع فلا تظني يا غبيه أنه بعد أن يعرفوا بك سيبقون علي هنا وكأنه لم يحدث شيء لذا توقفي قبل أن تجعليني اندم على احضارك إلى هنا

انهى كلامه وهو ينهض ويخرج من الغرفة بغضب عاصف لم ينسيه أن يقفل عليها الباب جيدا كانت متجمده بمكانها ليس من البرد إنما من كلامه فهي كانت تحاول أن توضح الأمر له لم تقصد الاذى له ولكنه تعمد اذيتها باهانته لها وهي رأت ذلك بعيونه عندما تكلمت كانت تظن أنه سيتفهم وينسى وايضا كلام يوسف سابقا طمئنها من أنه لن يندم على مساعدتها ولكن يبدوا أن يوسف مخطأ فهو بدء بالندم على مساعدتها وهي بدأت بالرعب والقهر والحزن على ما سيحدث لها عندما يخبرها أن تخرج من هنا فهو ما عاد مسؤول عنها ولكن إلى أين تذهب وكيف ستحمي نفسها ليس من ابيها وصديقه فقط إنما من الجميع الذين يشبهونهم اصبحت تبكي عجزها وضعفها كتمت فمها بيدها حتى لا يخرج صوت بكائها وتغضبه ويطردها الآن بهذا الليل تمددت بفراشها وهي تبكي كل ما يحدث معها وتدعوا الله بأن ينقذها من مما هو قادم ..

واهتز عرش قلبي ج1 .. سلسلة الهاربات بقلم ملك جاسمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن