في غرفة الزيارة الخاصة بالمساجين ، تجلس بثيابها البرتقالية و شعرها الاسود القصير المجعد ، بينما تطالع بعسليتيها زاك الواقف امامها يعبث بالعديد من الكتب و الدفاتر بينما شتم مرارًا و يقول : اللعنة عليكيو على العمل و على آل سميث و عملكم القذر الذي تجعلوني أنظفه طوال الوقت ، قضيتك إعدام ... بحق الجحيم كيف يمكنك ان تكوني بهذا الهدوء؟!!!
- مااسوأ ما قد يحدث ؟ .... سأموت فحسب .
- اقسم انكي ان اعدتها ساقتلك قبل أن ينزل عليكي حكم الإعدام.
- حسنا حسنا.
عادت بظهرها للوراء تستند على الكرسي بينما تبتسم ، هي تعلم من خلف الأمر ، تعلم من ذبر كل هذا ، لقد كانت تنتظرها ، لقد انتظرت الفريسة طويلًا لتقع في المصيدة ، لقد وقعت أخيرًا ، لكنها حبست الوحش الذي يصطادها قبل ان تقع في فخه ، كن السجن بالنسبة لها كالخيط الرفيع حول عنق وحش ضار ، سينقطع لا محالا ، و الى حينها ، ستعيش تلك المسماة ، ماريانا ، هل هكذا كان اسمها ، لا بأس فقد نسيته كما سينساه الجميع عندما تموت.
لمح زاك تلك الابتسامة المرعبة ليقول : هل ستهربين ، سيجعل هذاتخفيف الحكم أصعب ، ارجوكي لا .
توسعت ابتسامتها لتقف متعدية تتلك الطاولة و تقول : لا تقلق أنا لن أهرب ، أنا سأنتظر القدر .
- بالمناسبة أتعلمين من القاضي المسؤول عن محاكمتك ؟
- لا لست مهتمة .
التفتت للوراء بينما تلعب بعض من الأوراق و تقلبها بعدم اهتمام ليقول : انه كريستوفر بيلوا .
لحظتها فقط صمت كلاهما ، حتى صوت الأنفاس انعدم في المكان ، يدها التي كانت تقلب بها الأوراق توقفت عن الحراك ، نظرت بعسليتيها لأخيها الذي كان يترقب ردة فلها ليجدها تبتسم و تقول : ماذا في ذلك ؟!
امالت رأسها بهدوء بينما تسأله كأنما لا علاقة لها بالأمر ، لتجده يقول: تعرفين انه لن يتردد في اطلاق حكم الإعدام بسبب مبادئه.
- أعلم .
- تعلمين أيضًا أن الحكم سيؤلمك .
- أعلم .
هز رأسه بيأس ليجدها تقول : ثق بي ، كما أنجو كل مرة سأنجو هذه المرة ، اعمل بجد كما تفعل دائما و سننتهي ، هيا اكمل بحثك .
ليدخل عليهم شرطي لا نعلم من عينه ليقول بصوت أجش : انتهت االزيارة ، ايتها السجينة رقم 1430 الى زنزانتك .
عدلت وقفتها بينما تنظرله باستهزاء تعدل شعرها و تقول : اذا وداعًا اخي ، اعمل بجد لتنقذني ، حسنًا .
- كأنه لدي خيار آخر ، كيف كونت جيناتي مجنونة مثلك أنا لا أدري .
- لا تظن أنك أقل جنون مني أيها الفنان المهووس.
أنت تقرأ
مائدة القاضي
ChickLit"لقد كنت قاضيًا طوال حياتي لكن الآن ارغب في ان اكون مجرمًا من اجلك " هذه كانت الجملة التي تردد صداها في الغرفة قبل ان تسدير انجلينا و تذهب دون ان تجيب على ما قاله من كان يجب ان يحكم عليها بالاعدام ، نظر لساعته و ثم للباب اين خرجت و ضرب الطاولة بقوة...