19) جحيم النعيم

5 1 5
                                    

 في غرفة الزيارة الخاصة بالمساجين ، تجلس بثيابها البرتقالية و شعرها الاسود القصير المجعد ، بينما تطالع بعسليتيها زاك الواقف امامها يعبث بالعديد من الكتب و الدفاتر بينما شتم مرارًا و يقول : اللعنة عليكيو على العمل و على آل سميث و عملكم القذر الذي تجعلوني أنظفه طوال الوقت ، قضيتك إعدام ... بحق الجحيم كيف يمكنك ان تكوني بهذا الهدوء؟!!!

- مااسوأ ما قد يحدث ؟ .... سأموت فحسب .

- اقسم انكي ان اعدتها ساقتلك قبل أن ينزل عليكي حكم الإعدام.

- حسنا حسنا.

عادت بظهرها للوراء تستند على الكرسي بينما تبتسم ، هي تعلم من خلف الأمر ، تعلم من ذبر كل هذا ، لقد كانت تنتظرها ، لقد انتظرت الفريسة طويلًا لتقع في المصيدة ، لقد وقعت أخيرًا ، لكنها حبست الوحش الذي يصطادها قبل ان تقع في فخه ، كن السجن بالنسبة لها كالخيط الرفيع حول عنق وحش ضار ، سينقطع لا محالا ، و الى حينها ، ستعيش تلك المسماة  ، ماريانا ، هل هكذا كان اسمها ، لا بأس فقد نسيته كما سينساه الجميع عندما تموت.

لمح زاك تلك الابتسامة المرعبة ليقول : هل ستهربين ، سيجعل هذاتخفيف الحكم أصعب ، ارجوكي لا .

توسعت ابتسامتها لتقف متعدية تتلك الطاولة و تقول : لا تقلق  أنا لن أهرب ، أنا سأنتظر القدر .

- بالمناسبة أتعلمين من القاضي المسؤول عن محاكمتك ؟

- لا لست مهتمة .

التفتت للوراء بينما تلعب بعض من الأوراق و تقلبها بعدم اهتمام ليقول : انه كريستوفر بيلوا .

لحظتها فقط صمت كلاهما ، حتى صوت الأنفاس انعدم في المكان ، يدها التي كانت تقلب بها الأوراق توقفت عن الحراك ، نظرت بعسليتيها لأخيها الذي كان يترقب ردة فلها ليجدها تبتسم و تقول : ماذا في ذلك ؟!

امالت رأسها بهدوء بينما تسأله كأنما لا علاقة لها بالأمر ، لتجده يقول: تعرفين انه لن يتردد في اطلاق حكم الإعدام بسبب مبادئه.

- أعلم .

- تعلمين أيضًا أن الحكم سيؤلمك .

- أعلم .

هز رأسه بيأس ليجدها تقول : ثق بي ، كما أنجو كل مرة سأنجو هذه المرة ، اعمل بجد كما تفعل دائما و سننتهي ، هيا اكمل بحثك .

ليدخل عليهم شرطي لا نعلم من عينه ليقول  بصوت أجش : انتهت االزيارة ، ايتها السجينة رقم 1430 الى زنزانتك .

عدلت وقفتها بينما تنظرله باستهزاء تعدل شعرها و تقول : اذا وداعًا اخي ، اعمل بجد لتنقذني ، حسنًا .

- كأنه لدي خيار آخر ، كيف كونت جيناتي مجنونة مثلك أنا لا أدري .

- لا تظن أنك أقل جنون مني أيها الفنان المهووس.

مائدة القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن