---
❃
"لا بداية سعيدة، ولا نهاية سعيدة... فكل البدايات مجرد خيالات، وكل النهايات تتبخر كالسراب."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة الأمريكية - لندن - 22:22
بين جدران زقاقٍ اكتسب سواد ضلمة الليل، مانحا الجو المنبثق هناك طابعًا أكثر كآبة مع مرور سويعات الدجى ، امتزجت الرطوبة مع قطرات الدماء المتناثرة، فيما دوّت اصوات الطلقات النارية في الأجواء مستمرة حتى انقضاء منتصف الليل.
كان المكان يشهد أحداثًا كُتبت لتُسجل في ذاكرة الظلام إلى الأبد، ولكن تلك الذكريات كانت مجرد سطور مظلمة ستظل محفورة في ذاكرة الجميع، وسترسخها مدينة لندن في تاريخها...
لندن مدينة قد اعتادت أن تشهد نزاعات من هذا النوع،ليس بالجديد عليها ذا الشيء،روت جميع الروايات والأقاويل أن لندن هي مدينة الدماء القانية...
تكتظ الأزقة بأنوار الشوارع الخافتة التي تتلاشى تدريجيًا احتدام المشابكة التي نشبت بين عصابتين... بدى منظر دخان البارود وجثث القتلى كلوحة فنية لفنان عاشق للطابع الدموي....
سارت فالنتينا بخطوات ثابتة وسط السكون المهيب، صوت كعب حذائها يُحدث صدىً في المكان، وملابسها الأنيقة تلامس قطرات المطر الباردة التي اختلطت مع برودة الهواء التي تعصف بالأزقة المظلمة. كان شعرها الأشقر مبتلًا، ينساب كخيوط من الذهب الممزوج بالماء، مظهرها كان بعيدًا عن تفاصيل المكان المعتم الذي يجسد كابوسًا باردًا. لكن حتى في أحلك اللحظات، لم تُظهِر على وجهها سوى برودة، وكأنها كانت على موعد مع القدر، موعدًا لم يكن لتخشى فيه شيئًا سوى أن تضع حدًا لكل أولئك الذين يعترضون طريقها.
لم تكن هذه إلا البداية التي قد رسمت في بال فالنتينا منذ زمن، الوحيدة التي تربعت على طاولة حكم العالم السفلي، الجمال والقوة على حد سواء يركعان لها ولنظراتها، لم تكن مجرد امرأة في عالم ملوث بالدماء ، كانت الوحيدة التي تفهم معنى الصراع على السلطة، دندنتها بأغنية إيطالية عن الحب كانت النقيض لتضارب مشاعرها أو لنقل أفكارها...
من يدري قد تكون المشاعر أكثر سوداوية من الأفكار؟ربما العكس!؟
ارتدت فالنتينا فستانًا أنيقًا بلون الزيتون الداكن، يلتف حول خصرها بإحكام، ليبرز جسدها المتناسق بمهارة اختارت حذاءً أسود بكعب عالٍ، يزيد هيبة ما ترتديه، تمايل خصرها وطرقات كعبها تجعل من من يملك ميول يعدل عنه ويرجو ميلها عليه ...
أضفت لمسات من المجوهرات اللامعة التي تألقت في وسط الزقاق المظلم كنجوم سماء لا تجرؤ على السطوع.
