3_غارقٌ في التفكير ³

17 4 13
                                    

تورط شياو بالحديث مع تلك المسنةِ طوال الطريقِ لنصفِ ساعةٍ، حتى وصل..

زفر بعد ان خرج من تلك الحافلة وتمتم في نفسه:

"اخيراً تخلصتُ منها... إنها عجوزٌ فضولية"

ثم توجه الى حيثُ اتفقا..

ليجد صديقهُ هناك ينتظره، أشار الاخر اليه من بعيد، ليتجه اليه..

كان معهُ طبقٌ من الفطائر المحشوة .

قال شياو ببجاحةٍ بعد أن ألقى التحية وجلس مقابل الاخر:

"اهذا الطبق لي" قالها والابتسامةُ تملأُ وجهه.

رد الاخر وهو يرمقهُ بنظراتهِ نحوه:
"كنتُ انوي ذلك، لكنني تراجعت"

رفع شياو احد حاجبيه يتذمر :


"خرجتُ من غرفتي مباشرةً إلى هنا بسببك،
ولم التفت الى بطني، حتى ادركتُ في الطريقِ أنها تُغرغر"

- : "لم اجبرك على القدوم" قالها بسخرية

تبادلا نظرات التهديد، ثم قال ويجيا:

" انت تعلم اني لا أحب طبق الباوزي كثيراً .. من الواضح انهُ لاجلك لذا لا تتغابا "

: "إذن سألتهمه"

قال شياو وهو يسحب الصحن بتجاهه..
لكن ويجيا امسك به من الطرفِ الاخر وثبتهُ في المنتصف ويقول:

" انا ايضاً خرجتُ من المنزلِ دون إفطار"
. . .

تركا الصحن في منتصف الطاولة ليتشاركا في الطعام
لكن ويجيا لم يتناول سوا القليل لم تكن نفسهُ تهوا الطعام في ذاك الوقت وربما انشغال باله هو السبب..

كان ينظر الى رفيقه الذي هو عكسهُ تمامً.

النادل:" سيدي، هل ترغب بشيءٍ لاخدمك "

التفت الى ذلك المتحدث اليه من جانبه ليرد:
" ارغبُ بكوبِ قهوةٍ من فضلك "

: "انا كذلك" قالها ذاك الذي يُقابلهُ... وقد التهم كل الطعام.

________

وضع السكر في كوبه وحركه بالملعقةِ ليمتزجا،
أخذ الكوب بينما يعدِّلُ من جلسته ليقول بجدية:

"لم تخبرني .. ما الأمرُ الذي يُؤارِّقك"

انتشف الاخر من قهوته ثم اخذ يتأمّلُ فيها وهو يرتبُ كلماته، ليبدأ بسرد ما جرى معه ليلة امس...

طريق البحث عن راحة الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن