١١ : ذكريات غير مرغوبة

117 10 32
                                    

_____ قراءة ممتعة ❤️ _____




"ما طلبك سيدي ؟.."

"حسنا .. طبق من الأرز مع سمك مشوي من فضلك"

أخذتي طلب الزبون و توجهتي للداخل لإيصال الطلب
لقد أصبح عملك أكثر راحة بكثير بعد تولي زميلك الإدارة فنادرًا ما يكون هناك مشاكل في طاقم العمل أو أدائهم أو حتى مشاكل مع الزبائن و هذا هو العمل المثالي بالفعل فإذا أصلحنا الداخل أُصلح ما بالخارج
كنتي تتحركين ذهابًا و إيابًا بنشاط في المكان حتى أتت زميلتك و توجهت نحوك و على وجهها إبتسامة سرور مشكوك بأمرها
لتستوقفك و تقول بمرح

"من سيرتدي المئزر اليوم؟"

تبخر نشاطك و حيوتيك في الهواء و تحول وجهك للعبوس بمجرد أن سمعتي هذه الكلمات من زميلتك
حسنا يستحيل أن يصبح كل شئ مثاليًا و كان الخطأ الوحيد في عملك هو المئزر و الذي أصبح كابوسك المزعج
لتتنهدي بإنزعاج و تقوميه بالإنتهاء من توصيل آخر طلبية لكي و من ثم توجهتي لداخل المطبخ و إرتديتي المئزر المقصود لتوجهين تاليًا بظهر منحني و هالة كئيبة نحو المطبخ الداخلي
كان زملاؤك في العمل ينظرون نحوك نظرة إشفاق و تعجب كذلك
ليسأل أحدهم و هو يحمل بعض الأطباق

"ما خطبها ؟.."

"دورها في غسل الأطباق ..."

أجاب الآخر ببساطة

حسنا .. لقد أصبح لديكم عادة مضحكة بشأن غسل الأطباق و هي أنه من سيكون عليه الدور تسمونه صاحب المئزر لأنه من الطبيعي أن ترتدوا المئزر كي لا تبتل ملابسكم و صاحب المئزر  عليه أن يقف ساعتين بمفرده لإنهاء كل الفوضى الموجودة في المطبخ
و اليوم هو دورك في أن تكوني صاحبة المئزر
لتتأففي و تدخلي المطبخ بإشمئزاز و بالطبع كانت الأطباق المتسخة و الأكواب الفارغة متراكمة في مشهد رومنسي في إنتظارك لكنكي قابلتها بوجه كاره مشمئز و قد أطلقتي تنهيدة طويلة قبل أن تتوجهي نحوها لإنهائها

"حسنا لننتهي من هذا !"

قلتي محاولة التخفيف من مرارة الجلي
و بدأتي في العمل الممل

~~~~~~~~

بعد فترة

إنغمستي في غسل الأطباق و أثناء هذه اللحظات توجه عقلك تلقائيًا لتذكر الماضي و أحداثه لأنه يشعر بالملل من هذه الأطباق
لذا و بعد بعض الوقت كانت محاياكي تحولت إلى الإنزعاج و الإحراج الشديد أثناء ما كنتي شاردة في ذكرياتك
فهذه الذكرى بالذات كانت من أفظع المواقف التي ممررتي بها على الإطلاق

Flash back 1
~~~~~~~~~

"لا تتحرك لا تتحرك !!"

"اللعنة عليكي و على اليوم الذي رأيتك به دعيني و شأني !"

قلتي بعجلة و تشدد و أنتي تنظرين إلى الأرشقر بحماس
لكن رده كان بالغضب و التعصب الشديد
و بسبب رده هذا عضضتي شفتاكي بحنق فرفعتي قبضتك لضربه لكنكي أخذتي نفس عمييق لتهدأة نفسك قبل أن تقولي بإبتسامة صفراء

ثِقَةٌ مَخْذُولَةٌ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن